غارات اسرائيلية على قطاع غزة وتراجع وتيرة التظاهرات
شن الطيران الحربي الاسرائيلي فجر الخميس عدة غارات جوية استهدفت مواقع لحركة حماس في قطاع غزة واسفرت عن جرح فلسطيني واحد والحاق اضرار، مع تراجع وتيرة تظاهرات حاشدة لاسابيع مع بدء شهر رمضان.
وتأتي الغارة بعد اسابيع من التظاهرات الحاشدة والمواجهات الدامية على الحدود بين قطاع غزة واسرائيل بلغت ذروتها الاثنين مع مقتل 60 فلسطينيا بنيران الجيش الاسرائيلي بالتزامن مع افتتاح السفارة الأميركية في القدس.
وبذلك ارتفع إلى أكثر من 110 عدد القتلى الفلسطينيين منذ بدء “مسيرات العودة” في 30 آذار/مارس في غزة، حيث يتجمع الالاف على طول السياج الامني مع اسرائيل للتظاهر في اطار “مسيرة العودة”.
وأعلن الجيش الاسرائيلي في بيان انه شنّ ليل الاربعاء الخميس غارة جوية على منشآت لحماس في قطاع غزة، ردا على اطلاق نار على جنود وعلى مدينة سديروت.
وتابع البيان ان “الجيش ضرب اهدافا لحركة حماس الارهابية في شمال قطاع غزة وخصوصا بنى تحتية ارهابية وورش لتصنيع الاسلحة”.
وقال اشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة ان “مواطنا فلسطينيا اصيب بشظايا في قصف على بيت لاهيا ونقل الى مستشفى الاندونيسي”، موضحا ان “حالته متوسطة” الخطورة.
وقال مصدر امني في غزة ان القصف الجوي استهدف ب”سبعة صواريخ، ثلاثة مواقع للمقاومة” تتبع لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، اثنان منها في بلدة بيت لاهيا في شمال القطاع واخر في منطقة السودانية شمال مدينة غزة.
من جهتها، قالت حماس في بيان “نؤكد للعدو الصهيوني وقادته أنّ حركات المقاومة (..) قادرة على الرد وبكل قوة على هذه الجرائم”.
واكدت حماس ان “كل يوم يمضي دون إنهاء هذه الأزمة وإنقاذ غزة يقربنا وبشكل متسارع من الانفجار الاكبر الذي سيطال الجميع”.
وكانت دبابات اسرائيلية قصفت مساء الاربعاء عدة مواقع لحماس في القطاع ردا على اطلاق نار باتجاهها.
وقالت الشرطة الاسرائيلية ان منزلا في بلدة سديروت اصيب باضرار الاربعاء بنيران سلاح رشاش ثقيل اطلقت من قطاع غزة دون وقوع ضحايا.
وتتهم اسرائيل حركة حماس التي تسيطر على القطاع، باستخدام هذه المسيرات ذريعة للتسبب باعمال عنف.
واكدت حماس في بيان الخميس “نؤكد للعدو الصهيوني وقادته أنّ حركات المقاومة التي تشارك شعبها في هذا الحراك السلمي بكل وعي وحرص على المصالح العليا لشعبنا، قادرة على الرد وبكل قوة على هذه الجرائم، مع احتفاظها بحق المقاومة بكل السبل”.
وقال صلاح البردويل عضو المكتب السياسي لحماس الاربعاء أن بين القتلى “50 شهيدا من حماس”. وتساءل البردويل “كيف يقال ان حماس تجني الثمار اذا كانت تدفع هذا الثمن الباهظ” من القتلى من نشطائها.
– وقف نزيف الدم-
يعقد وزراء الخارجية العرب الخميس اجتماعا طارئا في القاهرة “لمواجهة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني” وكذلك “مواجهة قرار الولايات المتحدة غير القانوني” بنقل سفارتها إلى القدس.
ويأتي الاجتماع بعد دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الاربعاء اسرائيل والفلسطينيين الى الامتناع عن اتخاذ خطوات اضافية قد تؤدي الى سقوط مزيد من القتلى الفلسطينيين.
وقال السيسي “نحن على اتصال مع الجانب الإسرائيلي والجانب الفلسطيني لكي يتوقف نزيف الدم”.
بينما أكد يحيى السنوار زعيم حماس في قطاع غزة في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية “أرسلنا رسائل واضحة مع العديد من الجهات الدولية والاقليمية لقادة العدو اذا استمر هذا الحصار لن نتوانى في استخدام المقاومة العسكرية” موضحا ان “قيادة العدو تعرف اننا نستطيع اذا قررنا ان نحول حياة هذا العدو الى جحيم”.
واثار سقوط العدد الكبير من القتلى الفلسطينيين موجة استنكار عالمية، وعمدت بعض الدول الى استدعاء سفراء اسرائيل لديها تعبيرا عن احتجاجها، ودعا الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش والاتحاد الاوروبي الى اجراء تحقيق مستقل.
وادى ايضا الى ازمة اسرائيلية- تركية جديدة، حيث استدعت أنقرة سفيرها لدى تل ابيب للتشاور وطلبت الثلاثاء من سفير اسرائيل لديها ان يغادر مؤقتا البلاد.
وردت اسرائيل بدعوة القنصل العام التركي لديها الى العودة الى بلاده.
وخاضت اسرائيل وحركة حماس التي تحكم القطاع الفقير ثلاث حروب منذ نهاية 2008، ادت الى الحاق اضرار جسيمة بقطاع غزة.
وبدأت حماس باعتماد لغة جديدة تشجع فيها التظاهر على اطراف قطاع غزة.
وتعتبر اسرائيل ان استخدام المتظاهرين للزجاجات الحارقة والعبوات الناسفة دفع الجنود الى اطلاق النار عليهم، كما تؤكد ان جنودها تعرضوا الاثنين لاطلاق نار.
وأصيب جندي اسرائيلي واحد منذ بدء الاحتجاجات في 30 من آذار/مارس الماضي.