عملية سطو بمسدس بلاستيكي تنتهي بفاجعة في أمريكا
تحوَّل تدخُّل للشرطة من أجل إيقاف لصَّين خلال عملية سطو إلى فاجعة ذهب ضحيتها محقق شرطة برصاص زملائه الذين أطلقوا 42 عياراً نارياً في 11 ثانية، أسفرت عن مقتل الشرطي وإصابة أحد زملائه، وأحد المشتبه فيهما، في حين تمكن اللص الثاني من الهرب.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز”الأمريكية، إن الشرطة أوضحت أنَّعملية السطو التي وقعت بمقاطعة كوينز الأمريكية، والتي أفضت إلى مقتل مُحقق شرطة في الأسبوع الماضي، كانت عمليةً قام بها شخصان، وخُطِّط لها مسبقاً، إلى جانب كونها العملية الثانية لهما في خلال أسبوع.
عملية سطو بمسدس بلاستيكي!
كان واحدٌ من الرجلين يترصَّد الموقع الثلاثاء 12 فبراير 2019، إذ كان يحوم حول متجر الهواتف المحمولة Richmond Hill، ليستكشف أي مخاطر محتملة.
في حين استخدم شريكه الآخر قوته العضلية؛ إذ كان يحمل مسدساً لعبة يبدو كأنه حقيقي وحقيبة قماشية، وأجبر أحد الموظفين في عملية سطو على فتح درج النقود وخزنتين في الجزء الخلفي من متجر T-Mobile عند تقاطع شارع Atlantic Avenue وشارع 120، استناداً إلى شكوى جنائية قُدِّمت يوم الأحد.
تناقَش الشريكان، في رسالةٍ نصية، بشأن كيفية تقسيم الغنائم فيما بينهما في حال سار كل شيءٍ حسب الخطة. لكن الأمر لم يسِر وفق الخطة.
في غضون دقائق من الاقتحام، أُطلقت النار على محقق الشرطة البالغ من العمر 42 عاماً، ويُدعى بريان سيمونسن، ليلقى مصرعه.
وكان رئيسه، الرقيب ماثيو غورمان، قد أصيب بطلقٍ ناري جرَّاء وابل من الأعيرة النارية التي أطلقها رجال الشرطة، أسفر عن إصابة المُشتبه فيه الذي دخل إلى المتجر في عملية سطو ، ويُدعى كريستوفر رانسوم.
أطلق ضباط الشرطة الذين كانوا بمكان الحادث مساء الثلاثاء 12 فبراير 2019، 42 عياراً نارياً في 11 ثانية، وهو ما أسفر عن إصابة رانسوم 8 مرات.
«حادث النيران الصديقة»
كان المحقق سيمونسن، الذي خدم في المقاطعة منذ 19 عاماً، هو أول ضابط شرطة بالمدينة يُقتل في أثناء تأدية واجبه منذ يوليو عام 2017، ومن المزمع تشييع جنازته، في جزيرة لونغ آيلند، الأربعاء 20 فبراير 2019.
بيَّنت الشكوى الجنائية المقدَّمة أنَّ جاغر فريمان، الشريك المزعوم لرانسوم في عملية سطو فرَّ هارباً بعد سماع دوي إطلاق النار.
كان الاثنان، قبل 4 أيام من حادثة السطو تلك، قد سرقا متجر T-Mobile في مقاطعة كوينز، الواقع على بُعد قُرابة 4.5 ميل من شارع ليندن، وفقاً للشكوى الجنائية.
ظهرت الصورة الأكمل للجريمة التي أسفرت عن مقتل المحقق سيمونسن، فيما وصفها مُفوِّض الشرطة بأنَّها «حالة مأساوية للغاية من حوادث النيران الصديقة»، صباح الأحد 17 فبراير 2019، في المحكمة الجنائية بمقاطعة كوينز، مع استدعاء المدعو فريمان مُوجَّهاً إليه تهمة القتل.
وُجِّهت بعض التهم الجنائية المُتعلقة بعملتي السطو إلى فريمان، البالغ من العمر 25 عاماً، مُتضمِّنة تهمة القتل من الدرجة الثانية، والسرقة، والسطو، وحيازة سلاح لارتكاب جرائم.
في حين اتُّهم شريكه رانسوم (27 عاماً)، ببعض الجرائم ذاتها حين استدعته المحكمة، الجمعة 15 فبراير 2019، من سريره في أحد مستشفيات مقاطعة كوينز.
اعتُقِلَ فريمان، السبت 16 فبراير 2019، في طريق بارسونز بوليفارد بمقاطعة كوينز، واحتُجِزَ في شقةٍ بالطابق الثاني بعد مثوله للتحقيق، طبقاً للشرطة.
وفي وقتٍ لاحق من اليوم نفسه، حين كان فريمان يسير خارج قسم الشرطة في كوينز مُكبَّل اليدين، قال للصحفيين: «لم أرتكب هذه الجريمة». لم يتسنَّ الوصول إلى محامي رانسوم وفريمان على الفور للتعليق على الأمر.
كيف خطط اللصان لعملية السطو؟
وذكرت الشرطة أنَّه في يوم الثلاثاء الماضي، وصل الرجلان معاً في مكان خارج متجر T-Mobile فقط بعد السادسة مساءً. ظلَّ فريمان واقفاً خارج المتجر، في حين دلف رانسوم إلى الداخل مُلثَّماً ومرتدياً سترة داكنة، وصوَّب مسدسه المزيف في وجه موظفي المتجر خلال عملية سطو ، مُطالباً إياهم بإفراغ درج النقود في حقيبته القماشية وإعطائه أجهزة الآيفون، وفقاً لما كشفه المُحقِّق فينسنت سانتانغلو، من الفرقة الجنائية في دائرة كوينز ساوث.
وأضاف سانتانغلو أنَّه في غضون ذلك، جرى اتصال هاتفي بين رانسوم وفريمان.
كل التفاصيل حتى هذه النقطة مشابهة لعملية السطو التي وقعت في 8 فبراير 2019، والتي اتُّهم الشريكان فيها. وفي تلك الجريمة بالتحديد، مُستخدماً ما بدا أنَّه بندقية قنص نصف آلية، أمر رانسوم الموظفين بتسليم النقود والهواتف، حسبما أفاد المحقق سانتانغلو؛ إذ ملأ حقيبته بـ25 هاتفاً محمولاً وقرابة 1000 دولار.
لكنَّ الأمور سارت على نحوٍ سيئ في 12 فبراير 2019، حين وصل المحقق سيمونسن والرقيب غورمان، استجابةً لمكالمة طارئة تفيد بوقوع حادث سطو مسلح، مرتديَين زياً مدنياً، ووصلا إلى المتجر في نحو الساعة 6:12 مساءً.
دلف الرقيب غورمان وشرطيان يرتديان الزي الرسمي إلى داخل متجر T-Mobile، في حين انتشر ضباطٌ آخرون خارج المتجر، ليجدوا رانسوم يقف مُلوِّحاً بما بدا لهم أنَّه مسدس، وفقاً لما قاله مُفوِّض الشرطة جيمس بي أونيل.
وأفاد كذلك بأنَّ رانسوم هاجم الضباط؛ وهو ما دفعهم إلى إطلاق النار في أثناء انسحابهم.
وحين وصلت قوات الشرطة، شرع فريمان في الانسحاب، وفقاً لسجلات المحكمة. وحين سمع دوي الطلقات النارية، ركض هارباً.