عملية السلط في الأردن هل هي إنذار للبلاد؟
ناقشت صحف عربية بنسخها الورقية والإلكترونية عمليات قوات الأمن الأردنية المكثفة في مدينة السلط ضد ما وصفته بمسلحي “خلية إرهابية” يُشتبه في تورطها بهجومٍ على دورية أمنية في الفحيص غرب عمان يوم الجمعة الماضي.
ووصف كتاب ما حدث بأنه من فعل “خوارج محليين”، بينما أكد آخرون على إصرار الأردن المضي “في محاربة آفة الإرهاب”.
“ضد الفكر الظلامي”
ويتساءل عبد الهادي راجي المجالي في الرأي الأردنية “لماذا؟”
ويقول: “هذا هو قدرهم في كتيبة المهمات الخاصة، فهم لا يعرفون حين يخرجون في مهمة، هل ستغلق ملفاتهم نهائياً؟” قدرهم أن يستشهدوا فقط، أن تنسف بهم المباني، وأن يواجهوا الرصاص بصدورهم”.
وتقول الرأي في افتتاحيتها “ماضون في محاربة آفة الإرهاب ونحن جميعاً ضد الفكر الظلامي”.
وتضيف: “المحاولات البائسة لاختطاف الإسلام والنطق زوراً باسمه واستعداء شعوب العالم عليه، بينما ينهض الأردن .. والملك شخصياً بمهمة الدفاع عن الإسلام وتبيان حقيقته كدين محبة وسلام …”.
وتتساءل القدس العربي اللندنية في افتتاحيتها “الأردن: خوارج محلّيون أم إرهاب عابر للحدود؟”
وتقول: “تأتي هذه العملية الأمنية بعد أيام على تصريح رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية الفريق محمود فريحات بأن الأردن مستهدف، وتأكيده على ضرورة استمرار بقاء القوات المسلحة بأعلى درجات الاستعداد واليقظة والحذر، والأغلب أن تصريح قائد الجيش الأردني، يقرأ، كونه موجها للقوات المسلحة، على أن الخطر سيأتي من حدود الأردن، وخصوصا بعد استيلاء النظام السوري عسكريا على مجمل الحدود، ولكن الضربة جاءت من داخل الأردن نفسه، ممن سماهم الملك عبد الله الثاني بالخوارج والظلاميين والإرهابيين”.
وتضيف: “مجيء هذه العملية بعد سنتين من أحداث قلعة الكرك التي أدّت لمقتل سبعة رجال أمن وسائحة كندية يمكن أن يعتبر إنذاراً على عودة خلايا الإرهاب للعمل مجدداً … داخل الأردن”.
ويؤكد شهاب المكالحة في رأي اليوم اللندنية أن هناك “سبعة تحديات أساسية تواجه الأردن، والأمن أبرزها”.
ويقول: “لوحظ في الآونة الاخيرة أن الحكومة باتت تُركز في المقام الأول على مسألة الأمن القومي. هذا المصطلح يشير إلى تأمين البلاد من الداخل وحماية حدودها من التهديدات الخارجية لضمان حفاظ الأردنيين على مكتسباتهم. ومع ذلك، تواجه المملكة العديد من التحديات التي تتركز حول مفاهيم مثل الاستقطاب الاجتماعي، والوحدة الوطنية، وتعزيز الولاء ليس للنظام فحسب، بل للوطن كذلك”.
“إنذار للأردن”
ويقول معن البياري في العربي الجديد اللندنية “إن القلق مطلوب في الأردن”.
ويضيف: “ليس الأردن في منجاةٍ مما تدبّره خفافيش الإرهاب إيّاه، وليست منسيّةً موقعة الفنادق الثلاثة في نوفمبر 2005 في عمّان، ولا تنمحي من ذاكرة هذا البلد أن داعش عندما أقدم على حرق الطيار الأردني، معاذ الكساسبة، في 2015، أرفق جريمته المروّعة تلك بتهديدٍ ووعيدٍ للأردن ثقيليْن. وبقياس الشاهد على الغائب، ليس اختراعاً للبارود أن يذهب واحدُنا إلى أن حادثتي الفحيص والسلط، المتتاليتين، والموصولتين ببعضهما ربما، موصولتان حتماً بسوابقهما في البقعة وإربد والكرك.. وهذا باعثٌ على أن يكون القلق في الأردن، وعليه، مطلوباً”.
وكذلك يذهب مشاري الذايدي في الشرق الأوسط اللندنية، ويقول إن ما حدث بمثابة “جرس إنذار للأردن”.
ويضيف: “الحرب لم تنتهِ مع داعش كما لم تنتهِ مع القاعدة ومتفرعات هذه الجماعات الإبليسية، لأنها علّة دائمة غير مؤقتة. وحتى كونها مؤقتة لا يعني أننا نسلم لها، ولنفوذها على عقول بعض الأشرار أو الأغرار، بل يعني أن تظل الحرب الفكرية والإعلامية والسياسية والقانونية والأمنية طبعاً، في حالة اشتغال دائم وممتد ومتشعب، بلا كسل أو ركون واهم للنصر”.
ويتفق معهما محمد أبو رمان ويقول في الغد الأردنية: “التحدي الحقيقي داخلي، والأحداث التي وقعت من الضروري أن تحفّزنا على عدم الاسترخاء (سياسياً وثقافياً ومجتمعياً، وكأنّ خطر التطرف انتهى وزال، والمطلوب هو مراجعة شاملة، وتقييم وتقويم لبرامج وخطط مكافحة التطرف والإرهاب، ولمقارباتنا الوقائية والعلاجية”.