على متن طائرة مصرية.. هنية في القاهرة، وحزمة من العروض في انتظاره قبل ساعات من مليونية العودة
أقلَّت طائرةٌ عسكرية مصرية، رئيسَ المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية والوفد المرافق له، إلى القاهرة، قبل ساعات من انطلاق لحظة الصفر لبدء مليونية العودة الكبرى، التي ستنطلق العاشرة صباحاً من يوم غد الإثنين، على طول المناطق الحدودية لقطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
زيارة هنية جاءت استجابة لطلب مصري لبحث عدة موضوعات، على رأسها مسيرات العودة المقررة يومي الإثنين والثلاثاء، وتأتي امتداداً لزيارات واتصالات أجرتها أطراف دولية وإقليمية مع حركة حماس، في محاولة لوأد التحرك الشعبي الفلسطيني الأول من نوعه منذ سنوات طويلة.
حزمة من العروض قُدِّمت لحماس
القيادي في حركة حماس بغزة غازي حمد يكشف لـ”عربي بوست” تفاصيل العروض السياسية، التي قدَّمت لحركته، وزيارة وفد الحركة للقاهرة، حيث يقول: “إن هناك أفكاراً واقتراحات قُدِّمت للحركة، لكنها لم تصل إلى مستوى من النضوج، إلى أن تكون شيئاً متكاملاً يُحقق طموحات الجمهور الفلسطيني، سواء على المستوى السياسي أو الإنساني”.
وأضاف حمد، المُطّلع على العروض المُقدمة “أن أطرافاً -رفض رفضاً قاطعاً الكشف عنها- قدَّمت عروضاً رسمية تسعى من خلالها لإيجاد مخارج وحلول، قبل قدوم 14 و15 مايو/أيار، لكنها لم ترتقِ مع تطلعات الشعب الفلسطيني”.
ويرى القيادي في حماس، أن الثقل الجماهيري وحالة الضغط الفلسطينية أوصلت رسائل قوية إلى المجتمع الدولي، أنه آن الأوان لتغيير التعاطي مع الحالة السياسية، وتلبية الحقوق السياسية والوطنية للشعب الفلسطيني.
العروض المقدمة التي تسعى في مجملها لوقف الحراك الشعبي الفلسطيني يومي 14 و15 مايو/أيار، تنصب في مسارين، الأول المستوى السياسي الفلسطيني ومنح الفلسطينيين “الفتات”، إلى جانب حلول للأزمة الإنسانية الخانقة في قطاع غزة، ومحاولات جزئية لرفع الحصار.
ورداً على تساؤل حول إذا ما كان تحرك الأطراف نابعاً من تحرك أحادي، أم أنه مدفوع من الاحتلال الإسرائيلي، علَّق حمد بالقول: “لا أستطيع القول من أرسل هذه الأطراف ولا أعلم هل تتحرك من نفسها، أم بدفع من الاحتلال، لكن العروض المبلورة حتى اللحظة لم ترتق مع حقوق شعبنا”.
وتأتي زيارة هنية إلى مصر في الساعات الأخيرة قبيل انطلاق مليونية العودة ضمن الحراك الذي تجريه القاهرة، لضمان عدم انطلاق مسيرات العودة، وهي الثانية له منذ توليه رئاسة المكتب السياسي لحماس، في 6 مايو/أيار 2017.
وقد أرسلت القاهرة دعوةً لهنية لزيارتها قبل فترة، لكن حماس وافقت عليها بشرط عودة هنية إلى غزة في نفس اليوم.
القيادي في حماس غازي حمد، أكد أن العلاقة بين حركته ومصر لم تنقطع والتواصل دائم للحديث في عدة قضايا، منها الأمن والحدود والمصالحة “ولا شك أن سخونة الأوضاع في قطاع غزة تدفع لمناقشة ما هي المطالب الفلسطينية ومحاولة معرفة إلى أين ستذهب الأوضاع”، على حد تعبيره.
ولم يستبعد حمد موافقة “الإطار الوطني الفلسطيني”، في إشارة إلى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، لدراسة المقترحات والأفكار الجدّية التي تحمل رؤية واضحة فيما يتعلق بالقضايا السياسية والإنسانية الفلسطينية، لكنه جدَّد التأكيد على أن العروض المُقدمة حتى اللحظة لا تتوافق مع المطالب الفلسطينية.
العروض المقدمة لم تُجب حتى اللحظة عن أسئلة سكان غزة
من جهته، قال القيادي في حركة “الجهاد الإسلامي” خضر حبيب، إن هذه العروض التي قُدمت خلال الفترة السابقة، لم تُجب حتى هذه اللحظة عن أسئلة سكان القطاع بشأن قضاياهم المصيرية والحصار المفروض عليهم.
ويقول حبيب لـ”عربي بوست”، إن مسيرة العودة وَضعت أهدافاً استراتيجية، وتتمثل بحق العودة، وأخرى تكتيكية، وتتمثل بإفشال صفقة القرن وكسر الحصار، “وفي حال تحققت الأهداف التكتيكية فإن الفلسطينيين لن يتوقفوا عن مطالبتهم بحق العودة”.
وذكر أن العروض المقدمة لم تضع حلولاً جذرية للوضع “فلذلك لن توقف الحراك الفلسطيني”، كما يقول.
وعن أبعاد زيارة هنية لمصر والعروض المُقدمة لحماس، يقول المحلل السياسي حسام الدجني، إنّ اسرائيل لديها خشية حقيقية من مسيرات العودة، لاسيما في ظل تأزم الجبهة الشمالية، وخشيتها من توسع هذه المسيرات، خاصة أنها تتزامن مع يوم احتفالية افتتاح مقر السفارة الأميركية بالقدس.
ويرى الدجني أن هنية لن يعطي أيَّ قرار بشأن أي عرض سياسي، إلا من خلال مشاورة الفصائل الفلسطينية، بما يضمن وجودَ قرار وطني جماعي.
وأشار إلى أن تجربة المفاوضات تحت النار على غرار ما حدث في عدوان 2014، ستستفيد منها حماس والفصائل الفلسطينية، بمعنى تزامن استمرار المفاوضات مع الحراك، مشيراً إلى أن الأهم هو توفر ضمانات دولية وإقليمية لأي حراك يخفف عن غزة.
وفيما يتعلق بمطالب فتح الميناء والمطار، رجح إمكانية حدوث ذلك في حال توصَّل الطرفان لاتفاق صفقة ضمن إطار ضمانات دولية وصفقة تبادل وهدنة لفترة زمنية معينة.
ويخرج الفلسطينيون في مسيرات العودة على الحدود الشرقية لقطاع غزة كل جمعة، منذ 30 يناير/كانون الثاني الماضي، ونصبوا الخيام على طول الحدود، وصولاً لمليونية العودة، في 14 و15 مايو/أيار الجاري، والتي تتزامن مع نقل السفارة الأميركية إلى القدس، والذكرى الـ70 للنكبة الفلسطينية عام 1948.