عقيدة ترامب المتطرفة.. كل شيء أو لا شيء
قالت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية أن عقيدة واشنطن المتطرفة التي تتمثل في كل شيء أو لا شيء جعلت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ينسحب من الأتفاق النووي الإيراني علي الرغم من إصرار القوي الدولية الأخري علي التمسك بالأتفاق وعدم الأنسحاب منه، وانتقدوا بشدة قرار ترامب.
وأشارت الصحيفة إلي أن الخبراء النوويون السابقون والخبراء الأمريكيون ركزوا علي جوانب التقنية لما تمثله وثيقة الاتفاق وأصروا أن الاتفاق يضمن عدم تطوير إيران الأسلحة النووية وأن عمليات التفتيش الدقيقة صممت للتأكد من ذلك، والكثير من الخبراء يؤيدون الأحتفاظ بالأتفاق النووي لأن اتفاقية 2015 أمنت مراقبة البرنامج النووي الإيراني بداية من المناجم والمصانع التي تنتج المواد الخام إلي مرافق التخزين إلي مراكز الأبحاث ومواقع التخصيب.
ولكن يعتقد المنتقدون للأتفاق النووي أن الاتفاق لا يؤمن منع إيران من الحصول علي السلاح النووي في المستقبل، ويمكن إجراء عمليات التفتيش نظريا بشكل موازٍ مباشر لأبحاث وتطوير الأسلحة النووية ، دون علم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، حسبما زعم المنتقدون ، الذين اشاروا إلي ارشيف الملف النووي الإيراني الذي كشفت عنه إسرائيل ولم تكنتعلم الوكالة الدولية للطاقة الذرية عنه شيئاً.
واوضحت الصحيفة ان المناقشات حول الاتفاق النووي الإيراني تسبب في انقسام حول مزايا الاتفاق ولكن لم يختلف احد علي طبيعة الحكومة الإيرانية الشريرة المدمرة وخططها العدوانية لجيرانها في الشرق الاوسط، ورغم انسحاب ترامب من الاتفاق إلا ان الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته الجديد مايك بومبيو لم يضعا خطة شاملة تجبر إيران علي إعادة التفاوض بشان الاتفاق النووي، ووضع فقط بعض القيود الاقتصادية.
وتري الصحيفة أن المعايير الفنية الموضحة في الاتفاق النووي الإيراني غير كافية لترامب، فمن المتوقع أن لا يكون راضياً عن نتيجة المحادثات مع كوريا الشمالية حتي لو كان الاتفاق علي ما يرام، لأن بيونج يانج لا تمتلك برنامج تحصيب لليورانيوم فقط وأنما تخطت طهران ولديها برنامج أسلحة عسكرية معلنا عنه وينتشر عبر عدد لا يحصى من المواقع في جميع أنحاء البلاد ويخزن ما يصل إلى 60 قنبلة نووية
وفي كلتا الحالتين للوضع الإيراني والوضع الكوري الشمالي، اتخذ ترامب مواقف متطرفة مصراً علي مطالبع بنزع السلاح بشكل كامل وتفكيك البنية التحتية النووية والوصول بحرية شديدة للمفتشين للمواقع النووية في اي وقت، وهو أمر يتطلب من الحكومات بالتخلي عن سيادتها تماماً، وإذا توصلوا لذلك سيكون إنجاز دبلوماسي لم يسبق له مثيل.
وأضافت الصحيفة أن هذا ما يجعل عقيدة ترامب متطرفة في رئاسة فوضوية، فهو وسط لعبة عالية المخاطر ويتطلب الأمر إلا يرمش بعينيه وأن يكون يقظاً دائماً،فعقيدته كل شيء أو لا شيء، فهو اتجاه صعودي أمريكي كنوع من القيادة القاسية التي ساعدت في ناتخابه، وهو نهج توصل إليه لمفاوضات كبيرة مهتمب إنجازها سواء كان مع إيران أو كوريا الشمالية أو حتي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فنهج ترامب يريد صفقات كبيرة دون أن يخبرنا كيف يمكنه تحقيق ذلك.