عشية الانتخابات: نتنياهو أمام نتائج الـ “جي7” وخلاف ترامب مع مستشاره
يبدو الشرخ بين ترامب ومستشاره جون بولتون غير قابل للشفاء. هذه أنباء سيئة لنتنياهو، ويفترض بها أن تؤثر دراماتيكياً على الانتخابات. غير أن المعنى الدراماتيكي، قبل أسبوعين من الانتخابات، لا يكفي ليتسلل إلى مرشح الوعي المسموم للجمهور في إسرائيل. كما لا يوجد إعلام قاطع يجري الربط بين السياسة الفاشلة حيال سوريا وإيران وتحول ترامب، وفقاً لصحيفة “معاريف” العبرية.
في هذه الأثناء بقينا مع رواسب قمة “جي 7”. ففكرة الرئيس الفرنسي كانت إقناع ترامب بالانضمام إلى العالم في موضوعين حرجين: تغيير المناخ، ورفع العقوبات عن إيران كمدخل لمحادثات غير مشروطة على الاتفاق النووي. وكانت المناورة استغلال سقوط ترامب الذهني، كما شخص في الفترة الأخيرة، على أمل أن يتقلب الرجل المتقلب في كل موضوع وفي كل طقس في قمة الدول الصناعية أيضاً التي ستعنى بالطقس. مع كل الاحترام لبناء الهيكل في القدس، فإن تغيرات المناخ هي الموضوع الأهم والأكثر إلحاحاً في عالمنا الذي يسخن تمهيداً للكارثة البيئية. ترامب، الذي لا يفهم في هذا شيئاً، رد بشكل غير قاطع (ذات مرة تفوه بشيء بأسلوب “يسقط الثلج، أليس كذلك؟”). أساساً لأن السياسة المقترحة ستمس بمؤيديه، أصحاب النفط والسيارات والإفنجيليين الذين يتركون معالجة الكرة الأرضية لأيدي الرب. وفضلاً عن ذلك، فقد كان اوباما مع.
حاولوا جر موضوع إيران إلى الفخ. وقالوا له إن محمد ظريف، وزير الخارجية الإيراني، في الطريق إلى هنا، وثمة فرصة للتوافق على اتفاق نووي جديد، تماماً مثلما قلت أنت، يا ترامب، دوماً بأنك من سيفعل ذلك. ليس رجل معارك شوارع لفظية كترامب، المدمن على التقاط الصور الدراماتيكية، هو من يهرب من فرصة إنتاج الموجات. ترامب لم يلتق “ظريف”، ولكنه قال: “لدى إيران طاقة كامنة كبيرة، وأنا مستعد أن ألتقي روحاني في الظروف المناسبة… عندي إحساس جيد بالنسبة إلى إيران… إيران ليست الدولة ذاتها قبل سنتين ونصف. في حينه كانت ناشرة الإرهاب رقم واحد”، (تلميح ترامب: أنا من أحدثت التغيير).
لقد افترض من يتابعون عن بعد مثلي الدينامية لدى إدارة ترامب بأن بولتون، مستشار الأمن القومي والمؤيد رقم واحد لتغيير النظام و/ أو قصف مواقع النووي مع الجيش الإسرائيلي، هدد بالانفجار بنفسه. وفي القدس كانوا في حالة فزع. ترامب يهدد بكشف خدعة الشيطان الإيراني. والمحادثات بين الولايات المتحدة وإيران تسحب الأرض من تحت خطوات التخويف التي يقوم بها نتنياهو قبيل الانتخابات في موضوع أعمال الجيش الإسرائيلي ضد إيران. وفي هذه الأثناء، انتزع ماكرون من ترامب موافقة متلعثمة على استئناف المحادثات، كل أعضاء الـ “جي 7” يوقعون عليه. وقال ترامب: إذا أرادوا الحديث، فليتحدثوا. ولكن مع كل الاحترام للنزاع القبلي المحلي على احتفالاته الغريبة (يطلقون النار على الأراضي المفتوحة)، فإن مشكلة التغييرات المناخية العالمية هي دراما مفزعة تستوجب الجواب منذ أمس. فهل سمع أحد ما أن أحداً يعنى بذلك كجزء من حملة الانتخابات؟