عشراوى: إسرائيل تتحمل المسئولية القانونية والأخلاقية لاستشهاد الأسير طقاطقة
أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، على ضرورة محاسبة إسرائيل على جرائمها المتكررة والمتصاعدة بحق الشعب الفلسطيني، وخاصة فيما يتصل بالانتهاكات المنهجية والمستمرة بحق الأسرى والذي كان آخرها استشهاد الأسير نصار ماجد طقاطقة، من بلدة بيت فجار جنوب شرق بيت لحم، داخل زنزانة للعزل الانفرادي في سجن “الرملة” فجر اليوم الثلاثاء، ليصل عدد الأسرى الشهداء إلى 220 منذ العام 1967.
واعتبرت عشراوي استشهاد طقاطقة “جريمة جديدة في سجل إسرائيل الحافل بالإجرام والانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي وحقوق الشعب الفلسطيني، يتعاظم بتسارع، بسبب غياب المحاسبة وصمت الأسرة الدولية على الانتهاكات الجسيمة والمنهجية ضد الأسرى وعدم مواجهة الرواية الإسرائيلية العنصرية التي تجردهم من إنسانيتهم وتبرر اعتقالهم وتعذيبهم”.
وأضافت أن “إسرائيل تتحمل المسئولية القانونية والأخلاقية لهذه الجريمة ونطالب بفتح تحقيق مستقل ونزيه في ظروف استشهاد الأسير طقاطقة وغيره من الأسرى الذين ارتقوا أثناء الأسر والاعتقال في ظروف غامضة أو بسبب التعذيب والإهمال الطبي أو من خلال الإعدامات الميدانية”.
وقالت عشراوي “إن استمرار الصمت الدولي إزاء هذه الجرائم أمر غير مقبول وغير مبرر ويعتبر موافقة ضمنية على انتهاكات جسيمة للقانون الدولي. المجتمع الدولي مطالب بتحمل مسؤولياته في هذا السياق والضغط لضمان إطلاق سراح الأسرى ووقف منظومة القمع والتعذيب والاعتقال الإسرائيلية التي تشكل عماداً رئيسياً من أعمدة منظومة الاحتلال والاستعمار في فلسطين”.
وتقدمت عشراوي باسم اللجنة التنفيذية بخالص مشاعر العزاء والمساواة لأهل الشهيد وللحركة الأسيرة، وأكدت على مشاطرة الشعب الفلسطيني لذوي الشهيد حزنهم وألمهم على هذا المصاب، وعلى التزام القيادة الفلسطينية بالدفاع عن حقوق شعبنا وبذل كل الجهود الممكنة لمحاسبة إسرائيل على جرائمها ضد الأسرى وباقي أبناء الشعب الفلسطيني.
وفي ذات السياق، اعتصم عشرات المواطنين وسط مدينة رام الله، اليوم الثلاثاء، تنديدا بالجريمة التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسير الشهيد ، حيث استشهد في العزل الانفرادي بمعتقل “نيتسان” الإسرائيلي في الرملة.
وندد المشاركون خلال الاعتصام بالجريمة التي ارتكبتها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسير طقاطقة، وبسياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق الأسرى، مطالبين العالم والمؤسسات الحقوقية والأمم المتحدة بالوقوف عند مسئولياتها ومحاسبة الاحتلال على جرائمه.
وحمل رئيس هيئة شئون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر، الاحتلال الإسرائيلي المسئولية الكاملة عن الجريمة التي ارتكبت بحق الأسير طقاطقة، مؤكدا أن “كل ادعاءات الاحتلال بأسباب الاستشهاد باطلة، ولم نسلم بذلك، حيث طالبنا بتشريح جثمان الشهيد، وبناء عليه سنعمل بواسطة المحامين على الضغط على الاحتلال لتسليم جثمانه لعائلته”.
وقال إن “الأسير طقاطقة نقل إلى مستشفى قرب سجن الرملة، وكان في العزل بمفرده، حيث أكد المحامون أنه كان في وضع صحي صعب ولم يستطع الوقوف على قدميه في آخر زيارة ولم يستطع التحدث”.
بدوره، قال أمين سر حركة فتح في محافظة رام الله والبيرة موفق سحويل، إن شعبنا خرج من مطالبة العالم والمؤسسات الدولية والحقوقية، بالوقوف عند مسئولياتها تجاه سياسة القتل المتعمد التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق شعبنا وأسراه الذين يتعرضون لإهمال طبي متعمد، بهدف قتلهم كما حصل مع الشهيد طقاطقة.
وأضاف أن “سياسية العقاب التي ينتهجها الاحتلال لن تجدي نفعا مع شعبنا، وسنخرج في مسيرات عند نقاط التماس، ولن نقف مكتوفي الأيدي تجاه ما يجري بحق أسرانا”.
من ناحيته، تساءل رئيس الهيئة العليا لمتابعة شئون الأسرى والمحررين أمين شومان “لماذا تلزم المؤسسات الإنسانية والحقوقية الصمت تجاه ما يجري بحق أسرانا”.
وأكد أن هذا “الصمت يعطيها الضوء الأخضر للتغول في ارتكاب الجرائم”، داعيا إلى ضرورة محاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم بحق شعبنا.
ورفع المشاركون في الاعتصام صور الأسير الشهيد نصار طقاطقة، والعلم الفلسطيني والشعارات المنددة بسياسة الاحتلال الإجرامية.