عرض وثيقة انتحار هتلر للبيع بـ90 ألف دولار
من المتوقع أن تُباع برقية توصَف بأنَّها «مذكرة انتحار هتلر» وتحتوي على رسالةٍ أخيرة من الزعيم النازي بمبلغٍ يصل إلى حوالي 90 ألف دولار في أحد المزادات.
ذلك الخطاب التاريخي حسب صحيفة “ميرور” البريطانية أُرسِل قبل أيام من وفاة هتلر إلى أحد قادته المفضلين، فرديناند شورنر، الذي حثَّه على الفرار من عاصمة الرايخ الألماني الثالث التي كانت مُحاصَرة آنذاك.
ويقول هتلر في الخطاب: «سأبقى في برلين، لكي أشارك بطريقةٍ مشرفة في المعركة الحاسمة لألمانيا، وأضرب مثالاً جيداً لكل من تبقَّى… أعتقد أنني بهذه الطريقة سأقدم أفضل خدمة لألمانيا».
وأضاف: «أمَّا بالنسبة لمن تبقَّى منكم، فيجب بذل كل جهدٍ ممكن لكسب الصراع من أجل برلين. يمكنكم أن تقدموا مساعداتٍ حاسمة هناك، بالتحرُّك شمالاً في أقرب وقتٍ ممكن».
دار مزادات: البرقية فريدةٌ للغاية من نوعها
من جهتها ذكرت دار ألكسندر للمزادات التاريخية في ولاية ميريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية، التي ستبيع هذا الخطاب في مزادٍ علني، أنَّ البرقية «فريدةٌ للغاية من نوعها».
وقال بيل باناغوبولوس رئيس الدار: «لم يستطع أي شخصٍ إيجاد أي دليلٍ مكتوب آخر على إعلان هتلر نيته البقاء (والموت) في برلين… هذا بشكل أساسي يعَد بمثابة «خطاب انتحار» هتلر».
وأضاف: «يحاول (هتلر) فيها أن يصور نفسه قائداً شجاعاً لرجاله حتى النهاية، حين ذهب في الواقع إلى غرفة نومه وأطلق رصاصة على رأسه».
وتتضمن البرقية كذلك نص رسالةٍ بعث بها شورنر إلى هتلر، مُناشداً إيَّاه الهرب.
وكتب شورنر في الرسالة: «أود أن أطلب منك، في هذا الوقت الحرج، مغادرة برلين وتولِّي القيادة من القطاع الجنوبي… لأنَّك إذا سقطت، ستسقط ألمانيا أيضاً. الملايين من الألمان ينتظرون الفرصة لبناء ألمانيا مرةً أخرى، معك».
وقال باناغوبولوس: «لقد كان (شورنر) مفضلاً لدى هتلر، وتابعاً مخلصاً له، وأراد بالتأكيد لهتلر أن يخرج من برلين. لكنَّ هتلر، على الجانب الآخر، كان في وضعٍ مستحيل… ففي المؤتمر الذي عُقد قبل ذلك بيومين، تعرَّض هتلر لانهيار عصبي تام حين أُبلِغ بأنَّ قادة الجيش لم يمتثلوا لأوامره التي طالبهم فيها بالتحرُّك لإنقاذ برلين».
وأضاف: «ثم ألقى هتلر خطبة مطوَّلة عنيفة هاجم فيها خيانة قادته وعدم كفاءتهم، وأعلن فيها -لأول مرة- أنَّه خسر الحرب… لكنَّ أعلن أنه سيبقى في برلين حتى النهاية».
وفي 26 أبريل، أي بعد يومين من إرسال هتلر رده إلى شورنر، عُرِض على الزعيم النازي فرصة أخيرة للهروب من برلين، لكنَّه رفض.
وقال باناجوبولوس: «ربما كان يأمل في أن تتحقق معجزةٌ ما ويتمكن شورنر من التحرُّك شمالاً من تشيكوسلوفاكيا وينقذ برلين، لكنني متيقنٌ من أنَّ كليهما كان يعرف أنَّ ذلك كان مستحيلاً… فقواه الدفاعية كانت تنهار في كل مكان حوله، والقذائف الروسية كانت تتهاطل تهبط بالفعل على مقربةٍ منه».
وبعد ذلك، انتحر هتلر ورفيقته وعشيقته إيفا براون، التي عاشت معه فترةً طويلة، في مخبئه في برلين في 30 أبريل من عام 1945.
من وصاياه الأخيرة
وفي وصيته وشهادته الأخيرة، أوصى هتلر بترقية شورنر إلى منصب القائد الأعلى للجيش الألماني خلفاً له.
ثم تنحَّى شورنر عن منصبه لاحقاً وفرَّ إلى النمسا، حيث اعتقلته قواتٌ أمريكية.
وبعد الحرب، قضى بعض الوقت في سجون الاتحاد السوفيتي وألمانيا الغربية قبل إطلاق سراحه في عام 1963، ثم انتقل إلى ميونيخ، حيث توفي في ظروفٍ غامضة في عام 1973.
جديرٌ بالذكر أنَّ الرسالة ستُباع في مزادٍ يستمر يومين من 30 أبريل/نيسان إلى الأول من مايو.
ومن المتوقع أن تُباع بمبلغٍ يتراوح بين 60 ألفاً و80 ألف دولار.