عرض كوريا الشمالية بالمشاركة في الأولمبياد يهدف تخفيف الضغوط الدولية
بعد عام من التهديدات من رئيس كوريا الشمالية يعرض كيم جونج اون مشاركة بلاده في الألعاب الأولمبية الشتوية في كوريا الجنوبية كإداة لتخفيف الضغط الدولي المتزايد علي نظامه للتخلي عن ترسانة الأسلحة النووية التي لدي بيونج يانج.
وأشارت وكالة رويترز إلي دعوة كيم في خطابه ليلة رأس السنة الميلادية إلي خفض التوترات في شبه الجزيرة الكورية وأعرب عن رغبته في مشاركة بلاده في دورة الألعاب الأولمبية بالشهر القادم في بيونج تشانج.
واوضحت الوكالة أن كوريا الجنوبية كانت حريصة علي مشاركة كوريا الشمالية في دورة الألعاب الأولمبية كضمان لعدم تأجيل دورة الالعاب بسبب التجارب النووية أو الصاروخية لكوريا الشمالية.
ويري المحللون أن دعوة كيم تهدف إلي الوقيعة بين سيول وواشنطن التي دعت إلي استراتيجية قاسية لفرض مزيد من الضغود علي نظام كيم جونج أون، واصرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب علي أن جميع الخيارات مطروحة علي الطاولة ومن بينها الخيارات العسكرية لمواجهة بيونج يانج.
ولفتت الوكالة إلي أن خطوة بيونج يانج تستهدف ايضا توافق دولي حيث تضم دورة الألعاب لاعبين رئيسيين من الصين وروسيا واليابان التي شاركت في العقوبات المفروضة علي بيونج يانج وزادت من عزلتها في الشهور الأخيرة.
وقال دبلوماسي أمريكي، دانييل راسل “أن كيم يهدف توسيع الاختلافات في المصالح بين الولايات المتحدة، وكوريا الجنوبية وبشكل أوسع بين الدول الخمس الرئيسية المجاورة”.
وأضاف دانييل الذي يعمل حالية بمؤسسة آسيا أن كوريا الشمالية اتبعت منذ فترة طويلة هذه الاستراتيجية كنوع من الاستفزازات ويليها مراحل تصالحية، ويجب الحفاظ علي تضامن الدول الخمسلمواجهة السلوك السيء لكوريا الشمالية.
وأضافت الوكالة أن ترامب قاد العقوبات الدولية المفروضة علي كوريا الشمالية لسعيها تطوير الصواريخ النووية القادرة علي ضرب الولايات المتحدة، وتري واشنطن أن التعاون الكامل بين الصين وروسيا ودول اخري أمر حيوي لنجاح هذا الجهد الذي يتضمن وضع قيودا كبيرة علي التجارة والعلاقات الأخري مع كوريا الشمالية.
والجدير بالذكر أن الصين مازالت الشريك الرئيسي لكوريا الشمالية، وقوضت المجال التجاري مع بيونج يانج بما يتماشي مع عقوبات الأمم المتحدة إلا أن واشنطن دعتها إلي بذل مزيد من الجهد لعزل بيونج يانج.
ونوهت الوكالة إلي ان حكومة كوريا الجنوبية رحبت علنا بمبادرة كيم مما دفع الرئيس مون جاي بتخفيف حدة التوترات قبل دورو الالعاب الأولمبية وتأجيل التدريبات العسكرية المشتركة مع القوات الأمريكية إلي بعد دورة الألعاب الأولمبية.
ولم يقدم البيت الابيض ردا مفصلا بعد مباردة كيم، ولكن اقترح عضو مجلس الشيوخ ليندسي جراهام أن تقاطع الولايات المتحدة الألعاب إذا حضرت كوريا الشمالية.
وقال جراهام على موقع تويتر “ان السماح لكوريا الشمالية كيم جونج اون بالمشاركة في دورة الالعاب الاولمبية الشتوية سيعطي الشرعية لنظام كوريا الشمالية”.
واضاف جراهام اننى واثق بان كوريا الجنوبية سترفض هذا الافتتاح السخيف تعلم جيدا أن شاركت كوريا الشمالية في دورة الالعاب الاولمبية الشتوية فاننا لن شنارك فيها.
وقال روبرت كيلى الاستاذ بجامعة بوسان الوطنية بكوريا الجنوبية “ان مشهد الرياضيين والمسؤولين الكوريين الشماليين المشاركين فى الاحداث الاولمبية قد يخلق بعض اللحظات المحرجة للقادة الدوليين الذين امضوا شهور فى وضع كوريا الشمالية كدولة منبوذة معزولة”.
واضاف كيلي انه يضع الكوريين الجنوبيين في موقف غريب لان ذلك قد يخلق توترا بين الولايات المتحدة واليابان الذين وافقوا علي عزل النظام.
وقال دبلوماسي ياباني سابق “ان طوكيو تعاني من ارهاق مع سيول وتفتقر الثقة في مون”.
وقال سكوت سنايدر، مدير السياسة الامريكية الكورىة فى مجلس العلاقات الخارجية “لدي بعض الشكوك ان يكون هناك اي انعكاس كبير فى اجراءات العزلة الاقتصادية والسياسية العالمية فى المدى القريب”.
ويعتقد كيلي أن مشاركة بيونج يانج في دورة الألعاب الأولمبية بمثابة تنازلات زائفة لأن الشمال لن يتنازل عن اي شيء.
ولفتت الوكالة إلي تعهد كيم خلال خطابه بإنتاج رؤوس حربية نووية وصواريخ بالستية علي نطاقا واسعا.