عباس من الجارديان: بلفور سبب نكبتنا الكبرى.. و على بريطانيا تصحيح الأخطاء
دعا رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس الحكومة البريطانية لاغتنام فرصة الذكري المئوية لأعلان بلفور لتصحيح الأمور لجعل السلام أمر حقيقي بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال عباس في مقال نشر اليوم الأربعاء، بصحيفة الجارديان البريطانية إن الشعب البريطاني من المحتمل أنه لا يعرف السير آرثر جيمس بلفور وزير الخارجية البريطاني في أوائل القرن العشرين، ولكن بالنسبة لـ12 مليون فلسطيني فهو معروف واسمه مألوف للغاية لأنه سبب نكبتنا الكبري التي دمرت أرض فلسطين عندما سمح لإسرائيل بإقامة وطن لهم علي الأراضي الفلسطينية.
وأوضح عباس أن السياسية البريطانية دعمت الهجرة اليهودية إلي فلسطين، وتسببت في الغاء الحق الفلسطيني في تقرير مصيره، بجانب التوترات الشديدة بين المهاجرين اليهود الأوروبيين والسكان الفلسطينيين الأصليين.
وأشار عباس إلي أن عمره كان 13 عاما عندما طردت المليشيات اليهودية قسرا 800 الف فلسطيني من الرجال والنساء والأطفال، من وطنهم في عام 1948، وارتكبوا مذابح مروعة ودمروا مئات القري، بفضل بريطانيا التي تحتفل بمرور 100 عام علي انشاء إسرائيل كدولة، بينما الفلسطينيون يحتفلون بإحلك أيامهم في التاريخ.
واكد عباس أن وعد بلفور أمر لا يمكن نسيانه، لأنه تسبب في هجرة الفلسطينيين إلي أنحاء العالم ويقدر عددهم حوالي6 ملايين نسمة، لأنهم اضطروا للخروج من وطنهم في عام 1948، والذين تمكنوا من البقاء في منازلهم يقدر عددهم 1.75 مليون نسمة ولكنه يعيشون في ظل نظام التمييز المؤسسي من قبل إسرائيل.
ويعيش نحو 2.9 مليون شخص في الضفة الغربية في ظل احتلال عسكري صارم ، واجبر 300 الف من هذا العدد وهم من السكان القدس الصليين لترك مدينتهم، ويعيش مليون شخص في قطاع غزة الذي يعد بمثابة سجن مفتوح يدمر بشكل منتظم من قبل الأجهزة العسكرية الإسرائيلية.
وأضاف عباس أن اعلان بلفور لا يجب أن يحتفل به، لأن بسببه تضرر شعب ومازالت هذا الشعب متضرر ويعاني من الظلم، ولا يحق أن ينشأ وطن لشعب واحد ليجرد غيره من وطنه ويستمر في اضطهاده ويعمق احتلاله، ويجب علي بريطانيا معالجة الأمر واحداث توازن وتتحمل قدر كبير من مسؤوليتها في قيادة الطريق للسلام، وأن تنتظر الاحتفال باليوم الذي سيتحقق فيه لكل فرد علي هذه الأرض الحرية والكرامة والمساواة.
وقدم عباس شكره وتحياته لكل من البريطانيين الذين يطالبون حكومتهم باتخاذ خطوات مماثلة لإقامة دولة فلسطين، وقد صوت 274 نائبا للاعتراف بدولة فلسطين، والآلاف من البريطانيين طلبوا من حكومتهم الاعتذار عن إعلان بلفور، والمنظمات الغير حكومية وجماعات التضامن التي تدعو بلا كلل من أجل حصول الفلسطينين علي حقوقهم.
وأكد عباس أن شعب فلسطين صامد وراسخ رغم الفظائع التي ارتكبت في حقه، ويشعر الفلسطينيين دائما بالفخر لتراثهم الغني بالحضارات القديمة، وأن فلسطين مهد الأديان الإبراهيمية.
وأضاف عباس أنه يجب على إسرائيل، وأصدقاء إسرائيل، أن يدركوا أن حل الدولتين قد يختفي تماما، ولكن الشعب الفلسطيني سيظل هنا، وسنواصل السعي من أجل حريتنا، سواء كانت تلك الحرية تأتي من خلال حل الدولتين أو في نهاية المطاف من خلال الحقوق المتساوية لجميع الذين يقطنون في فلسطين .
واختتم قائلا: ” آن الأوان للحكومة البريطانية للقيام بدورها، وان تتخذ الخطوات الملموسة نحو إنهاء الاحتلال على أساس القانون الدولي والقرارات الدولية، بما في ذلك قرار مجلس الأمن الدولي الأخير، والاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وسنظل نسعي لتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط من أجل الفلسطينيين والإسرائيليين”.