عادل الجبير: الدعوة إلى عزل ولي العهد السعودي “خط أحمر”
دافع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بقوة عن ولي عهد المملكة الأمير محمد بن سلمان فيما يتعلق بمزاعم تقول إنه كان وراء مقتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي.
وقال الجبير، في مقابلة في العاصمة الرياض أجرتها ليز دوسيت كبيرة مراسلي بي بي سي، إن قيادة المملكة تمثل كل مواطن سعودي، والدعوة إلى عزل ولي العهد “خط أحمر” ولا تسامح بشأنها.
وتعهد الجبير بمعاقبة المسؤولين عن ذلك، وحث تركيا على وقف تسريبات بشأن تفاصيل التحقيقات الجارية والكشف عما لديها من أدلة.
وقال إن التشكيك أو انتقاد قيادة المملكة “خط أحمر”، مؤكدا على أن ولي العهد السعودي غير متورط في قتل الصحفي جمال خاشقجي.
كما وصف أي حديث بشأن فرض عقوبات أمريكية على المملكة بأنه “قصير النظر”.
تأتي تعليقات الجبير بعد يوم من إصدار الكونغرس الأمريكي أمرا بشأن إجراء تحقيق في دور ولي العهد السعودي في حادث اغتيال خاشقجي الذي أثار احتجاجا عالميا.
ويبقى دور ولي العهد السعودي، بعد شهرين من مقتل خاشقجي، قضية محورية، لاسيما بعد أن تناولت تقارير على نطاق واسع استنتاج وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) بأن عملية القتل المروعة داخل القنصلية السعودية في اسطنبول لم تكن لتحدث إلا بناء على أوامر ولي العهد.
ونفى الجبير هذه التقارير، وشدد على أن الأمير محمد بن سلمان لم يكن متورطا فيما وصفه بالعملية المارقة التي نفذها عملاء المخابرات.
وقال الجبير ردا على سؤال بشأن الدعوة إلى فرض عقوبات أمريكية إنه حديث “قصير النظر”، ونفى مزاعم التعتيم مشيرا إلى وجود ثغرات في التحقيقات بما في ذلك موقع جثة خاشقجي التي قيل إنها تعرضت لتشويه.
وأضاف أن السعودية دعت تركيا مرارا وتكرار إلى مشاركة الأدلة المتوفرة لديها، بما في ذلك الشريط الصوتي لما حدث في ذلك اليوم “المشؤوم”.
وكان عضوان بمجلس الشيوخ الأمريكي قد طلبا من الرئيس دونالد ترامب التأكد مما إذا كان هناك أي دور لولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
ودافع ترامب، في وقت سابق، عن العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية على الرغم من الإدانة الدولية لهذا الحادث.
واعترف ترامب في بيان صدر يوم الثلاثاء باحتمالية معرفة بن سلمان بما حدث، وقال “كان من الممكن جدا” أن يكون على دراية بجريمة القتل الوحشية، مضيفا “ربما كان وربما لم يكن”.
وكان الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، الذي كان يكتب في صحيفة واشنطن بوست، وكان مقربا من الأسرة الحاكمة في السعودية قبل أن ينتقد ولي العهد في الآونة الأخيرة، قد قُتل داخل القنصلية السعودية في اسطنبول يوم الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وألقت السعودية باللوم في مقتل خاشقجي على عملاء مارقين، لكنها نفت مزاعم بأن ولي العهد كان على دراية بالعملية.
وفي الأسبوع الماضي بعد تقديم عدة تفسيرات متناقضة بشأن اختفاء خاشقجي، قالت الرياض إنه قُتل وقُطعت جثته عندما فشلت “المفاوضات” لإقناعه بالعودة للسعودية.