عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة يتهمون نتنياهو بمحاولة التغرير بهم
يشير ذوو الجنديين الإسرائيليين الأسيرين في غزة منذ عدوان “الجرف الصامد” بأصابع الاتهام لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بالتغرير بهم، ومحاولة إسكاتهم ومنعهم من المطالبة العلنية باستعادتهما عشية الذكرى الخامسة لأسرهما.
وكان نتنياهو قد استدعى أقارب الجنديين الأسيرين هدار جولدين وأورون شاؤول والمواطنين أفرا مانغيستو وهشام شعبان السيد، قبل يومين لإطلاعهم على “التطورات” واقترح عليهم إرسالهم في بعثة للأمم المتحدة للحديث عن محنتهم أمام العالم.
ونقل عن أقارب الجنديين أن اللقاء مع نتنياهو كان صاخبا فيما غادرت ليئا غولدين والدة أحدهما اللقاء باكية. وقال سمحا غولدين لموقع “واي نت” الإخباري إن نتنياهو حاول إرسال أقارب الجنديين للأمم المتحدة كي لا يكونوا في البلاد عند إحياء ذكرى الحرب على غزة بفعاليات مختلفة بدعوى أن زيارتهم لنيويورك تساهم في لفت نظر المجتمع الدولي لقضيتهم.
ورفضت غولدين عرض نتنياهو، وردت عليه غاضبة بالقول: “مثير لماذا تذكرت الآن فقط أن تقترح علينا السفر للأمم المتحدة بعد خمس سنوات لم تفعل خلالها شيئا”. وتابعت قبل أن تغادر اللقاء باكية: “نحن لا نريد سفرا لنيويورك وما تقترحه الآن قمنا به بأنفسنا قبل عامين وبنجاح كبير”.
وبعد اللقاء، قالت عائلة غولدين إن نتنياهو حاول إسكاتهم عشية إحياء الذكرى الخامسة للحرب على غزة. وقالت والدة الجندي غولدين للإذاعة الإسرائيلية العامة أمس: “حاول نتنياهو في اللقاء إسكات خيبة أمل العائلات قبيل حلول الذكرى الخامسة للجرف الصامد، انطباعنا أن نتنياهو يفعل كل ما بوسعه من أجل تمرير الأسبوعين القريبين بهدوء حيث من المزمع تنظيم مهرجان رسمي لإحياء ذكرى الحرب ووقوع أولادنا بالأسر”.
وقالت إنها لا تفهم لماذا لا يشترط نتنياهو ترميم القطاع بإعادة الأسرى، منوهة أنه من غير الواضح إذا كان نتنياهو سيفي بوعده باستعادتهم ضمن صفقة لتسوية في غزة.
وكشف والد الجندي الأسير سمحا غولدين للقناة الإسرائيلية الرسمية أن نتنياهو استدعى العائلات على عجل، طالبا منهم زيارته في مكتبه خلال 24 ساعة بأقصى حد.
وأضاف: “ألغينا كل برامجنا وهذه أول مرة تلتقي العائلات الأربع في مكتب نتنياهو معاً، ولم أظن في سري أن هناك تطورات حقيقية في قضية الأسرى فأنا لا أثق بالأقوال وهناك فوجئنا أنه يقترح علينا السفر لنيويورك في الأسبوع القادم لكننا رفضنا عرضه وذكرناه برغبتنا بالمشاركة في فعاليات إحياء ذكرى حرب الجرف الصامد ، ودعوناه للتحرك الفعلي لاستعادتهم”.
وكشف عن نقاش عاصف خلال اللقاء بين عائلات الأسرى وبين نتنياهو، وقال إن معظم أقاربهم ظلوا حتى نهايته ولم يغادروه. وتابع: ” طالما احترمنا رئيس الوزراء لكنه بدوره عليه واجب استعادة الجنود الأسرى الذين يرسلهم للحرب. ما أغاظنا هي محاولته إسكاتنا بطريقته ومن خلال إرسالنا لخارج البلاد”. مؤكدا أن عرض نتنياهو غير جدير وليس سليما، مشددا على أن حكومة الاحتلال لا تفعل ما يكفي ورئيسها لا يمارس ضغطا كافيا على حماس”.
وقال إنه لم يتوقع أبدا أن يبقى ابنه أسيرا في غزة طيلة خمس سنوات، وأضاف: “استجبنا وقتها للمؤسسة الحاكمة وقبلنا بالإعلان عن ولدينا كجنديين ميتين لا يعرف مكان قبرهما، وذلك حتى نحرم حماس من صورة انتصار والتلويح بإنجاز كبير بأن بيديها ابن عم وزير الأمن وقتها موشيه يعلون. وقد وعدونا وقتها بالعمل لاستعادة الجثتين، وفي أول لقاء لنا معه قال نتنياهو إنه يرهن أي تسوية أو أي مساعدة لغزة أو ترميمها باستعادتهما”.
من جانبه وجه تسور غولدين شقيق الجندي الأسير إصبع الاتهام لنتنياهو باستغلال ساخر لعائلات الأسرى والمفقودين. وتابع في حديث لصحيفة “معاريف”: ” شقيقي التوأم هدار كان أقرب الناس لي وفقدانه يشكل محنة كبيرة وأحيانا أتخيل اليوم الذي يعود فيه لكنني أعي أنه لن يعود حيا ومع ذلك ما نقوم به مهم جدا من أجل الجندي الأسير القادم أيضا علاوة على أن عودته تغلق جرحا نازفا على المستوى الشخصي والمستوى العام.
وأكدت والدة الجندي الأسير الآخر زهافا شاؤول، إنها تستعد للخروج للشوارع والقيام باحتجاجات بعدما أيقنت أن المساعي الهادئة لم تجد شيئا وبعدما اكتشفت أن نتنياهو حاول التغرير بها وتضليلها من خلال مسرحية يلتقط بها صورة مع عائلات الأسرى دون أن يفعل ما هو عملي لاستعادتهم.
وقالت لإذاعة جيش الاحتلال أمس: “مثال على ما تتعرض له عائلات الأسرى أنها تسمع من العامة قولها إن ما يجري هو مسخرة متواصلة منذ خمس سنوات. وتابعت: “لن يقوى أحد على إخفاء الفشل المستمر منذ 2014”.
من جهته عقب مكتب نتنياهو بالقول إنه يواصل بذل مساعيه لاستعادة الأبناء من غزة بشتى الطرق ولذا تمت دعوة أقاربهم هذا الأسبوع كي يطرح عليهم المشاركة في وفد للأمم المتحدة. نتنياهو يدرك وجع العائلات ويواصل جهوده لاستعادة الأبناء للبيت.