ظهور ملك الأردن بعد غياب شهر أثار الجدل
زار العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم الخميس، القيادة العامة للقوات المسلحة، في أول ظهور له بعد عودته من الولايات المتحدة الأمريكية، عقب جدل واسع أثاره غيابه عن البلاد لمدة شهر تقريبا.
واجتمع جلالة الملك مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الفريق الركن محمود عبد الحليم فريحات، وبحثا عددا من الأمور والقضايا التي تهم القوات المسلحة في مختلف المجالات العملياتية والتدريبية واللوجستية.، بحسب صحيفة “الغد” الأردنية.
وتناول الاجتماع آخر التطورات على الحدود الشمالية للمملكة، وجاهزية القوات المسلحة الأردنية، والأجهزة الأمنية في حماية الحدود والتعامل مع أي مستجدات أو أي تهديد لأمن الوطن والمواطن.
واطلع رئيس هيئة الأركان المشتركة جلالة القائد الأعلى على جاهزية القوات المسلحة على طول الحدود الأردنية مع دول الجوار واستعدادها التام للتعامل مع أية محاولات اختراق للحدود من قبل الجماعات الإرهابية التي يتم قتالها ومطاردتها بالقرب من الحدود الشمالية للمملكة.
وكان غياب الملك أثار جدلا واسعا، وتكاثرت الشائعات حول أسبابه، لا سيما تلك التي اعتبرت أن زيارته الأمريكية مرتبطة بـ”صفقة القرن”، وانتشرت عبر مواقع التواصل تغريدة من حساب غير موثق للباحث والإعلامي الإسرائيلي، إيدي كوهين، التي زعم فيها أن الملك الأردني سعى، خلال زيارته، لإقناع واشنطن بتسليم ولي العهد الأمير حسين الحكم، مقابل تنازلات في “الصفقة”.
لكن مصدرا مقربا من مطبخ القرار السياسي في البلاد، قال لصحيفة “الخليج أونلاين” إن “زيارة الملك عبد الله الثاني إلى الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر دورية في مثل هذا الوقت من كل عام، وتأتي ضمن المدة الدستورية المتعارف عليها، طالما أن غيابه لم يتجاوز الأربعة أشهر”.
وبين المصدر الذي فضل عدم الكشف عن نفسه، أن “الزيارة الملكية لأمريكا لا يصاحبها أي حديث أو لقاءات حول وجود أزمات أو تسويات”.
وكان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، توجه يوم الخميس 21 يونيو/ حزيران الماضي، إلى الولايات المتحدة في زيارة عمل يلتقي خلالها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحسب بيان رسمي.
ومنذ هذه الزيارة ولقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الخامس والعشرين من يونيو الماضي، لم يعد الملك عبد الله الثاني إلى الأردن، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات حول سبب غيابه الطويل عن البلاد، سيما وأن غياب الملك واكبه الكثير من الأحداث من بينها كشف قضية الفساد المتعلقة بمصنع “الدخان”، التي ما تزال متفاعلة، وتأزم الوضع الأمني على الحدود (الأردنية — السورية).
ودشن الأردنيون هاشتاغ #أين_الملك يتساءلون فيه عن سر غياب العاهل الأردني كل هذه المدة، ويعبرون فيه عن استيائهم من صمت السلطات وعدم تقديم توضيح لهم، وقال أحدهم: “بعد غياب 40 يوما ولا يكون استقباله بث مباشر ليطمئن كل الأردنيين”.
وزاد الجدل قبيل عودة الملك، بعدما نشرت صحيفة “الرأي” الأردنية الرسمية على صفحتها الرئيسية، مقالا بعنوان “أين الملك.. لماذا السؤال؟”، لاقى ردود فعل واسعة وسخط المتابعين على شبكات التواصل الاجتماعي، بعد وصفه من يثيرون التساؤلات حول سفر الملك بـ”ديدان الأرض”.
وحملت المقالة العديد من العناوين الفرعية، أبرزها “ديدان الأرض”، و”هوس الخارج”، “يدبرون لزعزعة آخر مملكة حب للعرب”، “سورية لم تسقط بسبب عروبتها ومواقفها فقط، لو رخى الأردن الزناد عن الزناد لما وصلت دبابة سورية لدرعا”.
وجاء في المقال “إن الأرض تميد من تحتنا بفتنة وإشاعات متوحشة أيقظت الغرائز ليحمل الرذاذ إلى الرذاذ مادة تملأ الفراغ بجنون وهوس، ظن دعاته أنهم إن اجتمعوا على سؤال أين الملك، يخدعون الأردنيين ويحققون مرادهم من التشكيك بقائد الوطن”.
كما أثارت عنوان الصحفية غضباً في الشارع الأردني بعد أن حذرت الأردنيين ودون أي مناسبة من مصير مصر والعراق وفلسطين، الأمر الذي وصف بـ “سقطة إعلامية”.
وثار الأردنيون على المقال الذي وصفه أحدهم بأنه “أسوأ مقال في تاريخ الرأي، لغة ضعيفة وأفكار غير مترابطة ولهجة تخوين”، وأضاف آخر: “من يعتقد أن المقال حلو يكون غلطان لأنها حطت النار على البنزين وزاد من رغبة الجميع بالإجابة عن سؤال أين الملك”.
وعاد الحساب الذي يحمل اسم إيدي كوهين ليرحب بعودة الملك قائلا: “لن أعلق الآن حتى لا تتهموني بالفتنة ولكن ترقبوا القرارات الجديدة خلال أقل من شهر من الآن وقولوا كوهين قال.. واشنطن عاصمة القرار العربي”.