ظهور أول “تاكسي نسائي” في العراق
يحاول كادر نسائي بناء نموذج اقتصادي جديد ومغاير في العراق، عبر التخصص المهني في خدمة المرأة، بعدما شهدت السنوات والعقود المنصرمة احتكار “الجنس الخشن” أغلب المهن، لاسيما مهنة سائق الأجرة، التي شهدت تغيرات جذرية في الآونة الأخيرة.
وجاءت ردود الفعل مقبولة على مشروع التاكسي النسائي، فقد ذكرت زينب محمد (30 عاماً)، وهي عميلة دائمة لخدمة التوصيل النسائي، أنها “تشعر بالارتياح الدائم عند تنقلها بسيارة أجرة تقودها امرأة عراقية، تشاطرها الحديث في موضوعات محددة”.
كما بينت أن “أسرتها وزوجها يشعران بالاطمئنان الدائم عند خروجها بسيارة أجرة مخصصة للنساء، يضاف إلى ذلك أن كل السيارات التي تستخدمها الشركة المعنية تحتوي على جهاز تعقب، يسهم بارتفاع نسب الأمان، عبر التحديد المستمر لموقع المركبة”.
وحول الفوارق الفنية بين سيارة الأجرة العادية، وبين سيارة الأجرة النسائية أكدت المدير التنفيذي لشركة “Lady go”: شهد محمد (33 عاماً) في مقابلة مع (سكاي نيوز عربية) أنها “قامت باختيار كادر نسائي ذي خبرة وكفاءة بقيادة المركبات، فضلاً عن أن شخصية سائقة المركبة يتم اختيارها على أساس المعرفة التامة بأسلوب التعامل مع الآخرين، لتستوعب الزبونة وتتفاعل معها بشكل إيجابي”.
وبينت شهد أيضاً أن “تكاليف التوصيل عند “Lady go” تتطابق مع تكاليف التوصيل عند سيارات الأجرة العادية، رغم انفراد شركة شهد بتقديم خدمة لفئة النساء، مع ضمانات بالحماية والأمان للمرأة والطفل”.
وعن التقنيات المتوفرة أوضحت شهد أنها “في صدد إنشاء تطبيق خاص، يوصل الزبائن بالشركة، بدلاً مما يجري حالياً، عبر الاتصال بأرقام محددة، يروج لها في مواقع التواصل الاجتماعي”.
كما أشارت إلى أن “مشروعها لا يزال ناشئاً، لم يمر عليه سوى أشهر قليلة، بعد أن حصلت على قرض ميسر من مؤسسة (المحطة)، جندت من خلاله 10 سيارات، توزعن في جانبي الكرخ والرصافة ببغداد، إلا أنها في صدد توسيع المشروع بالمستقبل القريب”.
وبالنسبة لدوافع المشروع أكدت مديرته أن:”أهم دافع هو تمكين المرأة العراقية، وتوفير فرص عمل نسوية، موجهة بالدرجة الأساس نحو شريحة الأيتام والأرامل منهن، تفادياً لتعنيفهن أو استغلالهن بمهن أخرى، فضلاً عن توفير فرص الأمان للمرأة العراقية، في بلد يعاني من تذبذب استقرار الأوضاع الأمنية”.
وأضافت أيضاً أنها “كانت تبحث عن مهنة تميزها عن غيرها، إذ لا تنافس شركتها أي شركة مماثلة في السوق العراقية حالياً، ما يبسّط عليها جلب الزبائن باستمرار”.
وبما أن الحاجة أم الاختراع ينشئ كل مجتمع عناصره ومضامينه بمعزل عن الآخر، فذكورية المجتمع العراقي، كما يرى بعض النشطاء، وتذبذب مستويات الأمان فيه حتم على هؤلاء السيدات ابتكار مشروع يلبي حاجة المرأة في الاستقلال الذاتي أولاً، والأمان ثانياً.
وقد بينت مديرة المشروع، مراراً وتكراراً، أنها اختارت فكرة المشروع بناء على ضعف المرأة مقارنة بالرجل، لتكون المرأة سائقة مركبة آمنة لامرأة أخرى.