طموحات الصين علي سطح القمر
عندما أرسلت الصين مركبتها ومسبارها الفضائي “تشانج إي 4” إلى الجانب المظلم البعيد من القمر في الثاني من يناير الجاري، فإنها دونت تاريخا جديدا غير مسبوق عندما حملت معها بذور القطن من الأرض، ووضعتها على سطح القمر.
ففي محاولة منها إلى تجربة زراعة نباتات أرضية على القمر، نمت بذور القن لتكون أول شكل من أشكال الحياة على سطح القمر.
لكن الأجواء على القمر صعبة جدا في ظل درجات حرارة عالية نهار ومنخفضة جدا ليلا، فهذا يعني أن النباتات لن تتمكن من العيش على الجانب البعيد من القمر، ولذلك عندما حل الليل القمري، فإن درجات الحرارة على القمر تنخفض بصورة كبيرة جدا، حتى بالنسبة إلى بذور القطن، التي لم تحتملها بحيث تتمكن من الصمود والبقاء.
في المرات السابقة، لجأ العلماء إلى زراعة نباتات في الفضاء، مثل الأرز، لكن ليس في القمر، وإنما في محطة الفضاء الدولية الموجودة في مدار منخفض حول الأرض، حيث توجد بيئة فيها شكل من أشكال الجاذبية.
وشملت التجربة الصينية إلى جانب بذور القطن، كل من اللفت والبطاطس والأرابيدوبسيس، وكذلك بيض ذبابة الفاكهة وبعض الخميرة، لتشكيل محيط حيوي مصغر وبسيط.
غير أن نمو بذور القطن على القمر، وإن كان قصيرا، فإن نتائج التجربة ستكون مهمة للغاية، إذ إن التجربة جاءت بهدف معرفة ما إذا أمكن للنباتات الأرضية أن تنمو على القمر حيث البيئة أكثر قسوة ومن دون جاذبية.
وقال عميد كلية الهندسة في جامعة “تشونغكينغ”، البروفسور ليو هانغلونغ، الذي قاد التجربة العلمية، “لقد وضعنا في الاعتبار مستقبل الحياة في الفضاء، والتعلم من تجربة نمو النبات في ظل بيئة ذات جاذبية شبه معدومة، سيسمح لنا أن نضع أسس إنشاء قاعدتنا الفضائية المستقبلية”.
ولا شك أن إمكانية نمو النبات، في ظل جاذبية تصل إلى أقل من 17 في المئة من جاذبية الأرض، له آثاره المهمة.
ومن المنتظر أن يتم تحليل التجربة بصورة موسعة وأكبر من أجل إجراء تجارب مستقبلية أكثر تطورا مستفيدة من نتائج التجربة الصينية الأولى، الوحيدة حتى الآن.
ومن المنتظر أن تطلق الصين مهمة ثانية إلى القمر في العام الجاري (تشانج إي 5)، و3 مهمات أخرى (تشانج إي 6 و7 و8) خلال العام 2020.