طائرات بدون طيار تقلب موازين الحرب في سوريا..هاجمت القواعد الروسية وتسببت في خسائر
أثارت مهاجمة القواعد الروسية في سوريا موجه جديدة من الغموض في الحرب الأهلية الدائرة منذ سبع سنوات، بعد سلسلة من الهجمات الغامضة لسرب من الطائرات دون طيار وكشفت مدي ضعف الدفاعات الروسية، وأضافت بعدا جديدا للحرب ربما تقلب موازين القوى مجددا، علي الرغم من ادعاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالانتصار.
وبحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن الهجمات علي القواعد الروسية في سوريا أثارت العديد من الأسئلة حول من يكون المسؤول وراء هذه الهجمات التي تشكل أكبر تحد عسكري حتي الآن لدور روسيا في سوريا في الوقت الذي سعت فيه موسكو لخفض وجودها العسكري.
وأشارت الصحيفة إلي أن 12 طائرة دون طيار مسلحة هاجمة قاعدة حميميم الجوية الروسية في منطقة اللاذقية بالشمال الغربي في سوريا وتعد مقر العمليات العسكرية في سوريا وهاجمت أيضا الطائرات القاعدة البحرية الروسية القريبة من طرطوس.
وأعلنت روسيا أنها أسقطت 7 طائرات من 13 طائرة دون طيار واستخدمت إجراءات مضادة الكترونية لسقوط الطائرات الستة الآخرين ولم يقع أي خسائر خطيرة.
هجوم صاروخي على القاعدة
ولفتت الصحيفة إلي أن هجوم الطائرات دون طيار جاء بعد أقل من أسبوع من مقتل جنديين روسيين في هجوم بقذائف الهاون وقع علي نفس القاعدة العسكرية الروسية وألحق الهجوم بها بعض الأضرار، ونفت وزارة الدفاع الروسية تقرير نشرته صحيفة “كومرسانت” الروسية يشير إلي تدمير 7 طائرات حربية روسية بعد الهجوم بقذائف الهاون من بينها طائرتان مقاتلاتان من طراز “سي-35” وأربع طائرات هجومية من طراز “سو-24” وتمثل اسوأ الخسائر التي تتعرض لها القوات الروسية منذ عقود.
وقال مكسيم سوشكوف من مجلس الشؤون الدولية الروسي “إن قاعدة حميميم تشكل قلب العمليات العسكرية الروسية في سوريا، وتمثل نقطة عميقة في الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة السورية،ويبدو أنها غير محصنة من الهجوم، رغم اعتقادهم من ان القاعدة آمنة ولكن تبدو ضعيفة”.
وأضاف مكسيم أن هناك الكثير من الأسئلة مطروحة في روسيا حول هل قدم الجيش الروسي حماية كافية للقاعدةوهل فشل في اكتشاف خصومه الذين يستخدمون تكنولوجيا جديدة.
وقالت جنيفر كافاريلا من معهد دراسات الحرب في واشنطن “أن الهجمات تثير ايضا تساؤلات حول استدامة مكاسب روسيا في سوريا، وخاصة بعد زيارة بوتين قاعدة حميميم في ديسمبر الماضي واعلن أن روسيا ستبدأ في انخفاض وجودها في سوريا لأن الحرب انتهت بشكل أساسي”.
وأضافت جنيفر أن الأحداث التي وقعت في الأيام الأخيرة تثبت أن هذه الهجمات بإمكانها اختراق مناطق النظام وفرض تكاليف جديدة علي الروس وأن المكاسب التي حققتها روسيا ليست آمنة ومعرضة لخطر التواجد مؤقتاً.
المسؤول عن الهجمات
وتري الصحيفة ان السؤال الذي يجب أن يطرح من هو المسؤول عن هذه الهجمات الغير عادية وخاصة في هذا الوقت من ادعاء روسيا الانتصار مما يثير موجة من التكهنات في وسائل الإعلام الروسية والسورية حول من قام بهذه الهجمات.
وأضافت الصحيفة أن وزارة الدفاع الروسية اتهمت الولايات المتحدة بإنها وراء الهجوم بالطائرات دون طيار، وقالت الوزارة “ان الهجوم يتطلب مستوي عالي من الخبرة التي لا تمتلكها الجماعات المسلحة في سوريا”، وفي بيان وزراة الدفاع الروسيةعلي الفيسبوك، قالت ” أن طائرة استطلاع امريكية كانت فى السماء فوق المنطقة لمدة اربع ساعات خلال هجوم الطائرات بدون طيار”.
وقال المتحدث باسم البنتاجون، اريك باهون “ان هذا الادعاء كاذب تماما”، مضيفا ان داعش استخدم كثيرا طائرات مسلحة بدون طيار ضد القوات المتحالفة مع الولايات المتحدة في شرق سوريا والعراق.
داعش لا يستطيع
ونوهت الصحيفة إلي أن مراكز داعش علي بعد مئات الأميال من المقاطعة الساحلية الغربية من حميميم مما يجعل الشكوك أقل احتمالا وخاصة أن معظم طائرات داعش لا يزيد نطاقها عن كيلو أو اثنين كيلو متر، وفقا لتحليل من قبل مجموعة الاستشارات “إيه اتش أي”، وأشار بيان وزارة الدفاع الروسية إلي الطائرات دون طيار التي استخدمت في الهجوم علي حميمي جاءت من علي بعد 50إلي 100 كم مما يجعل الأمر أكثر تعقيدا وتوسيع نكاق المشتبه فيهم.
وقال سوتشكوف “ان احدى جماعات المعارضة السورية التي لا تعد ولا تحصى هي الاكثر احتمالا، ولكن ليس من المعروف أيا من الجماعات المتمردة لديها قذائف هاون وغالبا هذه الجماعات تعترف بالهجوم التي قامت به وإذا كانت المعارضة فهي تميل لنشر كل شيء علي الأنترنت لتفتخر بما قامت به”.
وأشار سوتشكوف ا إلي أن لاتهامات تتجه أيضاً للطائفة العلوية الساخطة وربما هي من تقف وراء الهجوم، ونشر بيان عن الهجمات علي القاعدة علي الأنترنتباسم مجموعة غامضة تدعي الحركة العلوية الحرة، ولكنها لم تعترف بالهجوم ويعتقد البعض ان هذه المجموعة حركة من قبل الاستخبارات الأجنبية التي تسعي إلي خلق انطباع بالصراع بين الموالين للنظام.
وأضاف سوتشكوف أن هناك بعض النظريات تشير إلي أن المليشيات التي تدعمها إيران هي من تقف وراء الهجوم، لأن هناك بعض التقارير التي تفيد أن إيران تريد إحباط جهود روسيا لتحقيق تسوية سلمية في سوريا، قد تتسبب في تقويض المصالح الإيرانية.
ويري سوشكوف أن هناك الكثير من النظريات ولكن الغموض يحيط بالأمر في الوقت الراهن.