طائرات الحوثي المسيرة.. قدرات متطورة من أين تأتيهم ومتى ينتهي مخزونهم منها؟
البداية ترجع لأكثر من عامين
ترجع بداية ظهور ذلك السلاح في حرب اليمن، إلى 28 فبراير 2017، حين أعلنت جماعة أنصار الله الحوثية عن «تصنيعها طائرات دون طيار ذات مهام هجومية واستطلاعية، مؤكدة أنها أُخضعت لتجارب ناجحة في الميدان».
لكن العملية العسكرية الأولى التي استخدم فيها الحوثيون طائرة مسيرة كانت في العاشر من يناير/كانون الثاني الماضي، عندما نجحت إحدى تلك الطائرات في استهداف منصة لكبار القادة العسكريين، كانوا يحضرون عرضاً عسكرياً في قاعدة «العند» العسكرية الاستراتيجية بمحافظة لحج جنوب اليمن، في عملية اغتيال ناجحة، سقط فيها عدد من القادة، من بينهم نائب رئيس أركان الجيش اليمني.
وفي الفترة ما بين الإعلان من جانب الحوثيين وحتى عملية الاغتيال بالطائرة المسيَّرة، ظلَّ التحالف الذي يحارب متمرِّدي جماعة الحوثي في اليمن، الذي تقوده السعودية والإمارات وتدعمه الولايات المتحدة الأمريكية لوجستياً، يقلل من الخطر الذي تمثله الطائرات المسيرة، والتأكيد إما على اعتراضها أو إخفاقها في الوصول إلى أي هدف لها، أو سقوطها بعد إطلاقها.
لكن منذ عملية الاغتيال الناجح، بدأ التحالف السعودي يأخذ مسألة الخطر الذي تمثله هذه الطائرات على محمل الجد، وشنّ حملات جوية مكثفة على صنعاء وباقي المناطق اليمنية التي يسيطر عليها المتمردون لاستهداف مراكز تصنيع وتوجيه تلك الطائرات، فماذا كانت النتيجة؟
الواقع أن وتيرة الهجمات باستخدام ذلك السلاح أخذت في التصاعد، ووصلت إلى مدى أبعد وأصبحت أكثر دقة، لتحلَّ محلَّ الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى.
سهولة التجميع والتصنيع
الطائرات المسيرة، عكس ما يعتقده البعض، يسهل الحصول عليها، فأجزاؤها متاحة عبر الإنترنت ويمكن تحميلها بالمتفجرات، لكن كمية المتفجرات لن تكون كبيرة، وإلا تسبَّبت في صعوبة التحكم في الطائرة ومداها.
لكن بقايا الطائرة المسيرة التي استهدفت قاعدة العند أظهرت أنها ليست من ذلك النوع «البسيط» الذي يمكن تزويده ببعض المواد المتفجرة خفيفة الوزن، ولا يزال السؤال قائماً لدى الخبراء العسكريين حول حقيقة ومدى ومصدر إطلاق تلك الطائرة، ولم تتوصل التحقيقات الأولية إلى الإجابة عن هذا السؤال.
في هذا الإطار يتم توجيه أصابع الاتهام لإيران، لقيامها بنقل تكنولوجيا تطوير كفاءة ذلك النوع من الأسلحة، واستخدام خبراء من حزب الله اللبناني لتنفيذ تلك المهمة، وهو ما يفسر ليس فقط التطور الذي تشهده تلك الطائرات من حيث كمية المتفجرات التي تحملها والمسافات التي تقطعها ودقة إصابة أهدافها، وخصوصاً تكرار استهداف مطار أبها الدولي، ولكن أيضاً وفرة المخزون من تلك الطائرات التي يُجمع الخبراء على بساطة مكوناتها وسهولة الحصول عليها.
وهذا المعنى أكد عليه خبراء لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، حيث أفادوا أن طائرات الحوثيين دون طيار «مجرد أجسام صغيرة يتم تجميع مكوناتها المهربة من خارج اليمن، ولا يتم تصنيعها بالكامل داخل البلاد».
الإعلان الحوثي ليس دعائياً على ما يبدو
يأتي في هذا السياق إعلان الحوثيين الأحد 7 يوليو 2019، عن دخول منظومة صاروخية جديدة الخدمة، والكشف عنها خلال معرض للصناعات العسكرية، شملت طائرات مسيّرة أكثر دقة وصواريخ، بحسب قناة المسيرة التابعة للحوثيين.
وخلال نفس الاستعراض جاءت عبارة كاشفة على لسان رئيس حكومة الحوثيين عبدالعزيز بن حبتور، حين قال إن أسلحة «السعودية بأيدي مصنّعيها الغربيين، فيمايمتلك اليمن تصنيع أسلحته«.
مسار الأحداث عسكرياً طوال الفترة الماضية يؤكد أن سلاح الطائرات المسيرة بأيدي الحوثيين آخذ في التطور، ولا يبدو أن هناك وسيلة فعَّالة لدى التحالف الذي تقوده السعودية لردعه أو وقف تصنيعه، لأن ما يحدث وكما يرى الخبراء يشير إلى نجاح الحوثي أو إيران في تطوير خبرات تجميع وتصنيع تلك الطائرات محلياً داخل اليمن، ما يعني عدم وجود مخازن يمكن تدميرها، أو عدد منها قد يتم استنفاده في مرحلة ما.