صواريخ حماس تثير تساؤلات حول جدوي القبة الحديدية لإسرائيل
بعد التصعيد الأخير بين إسرائيل وقطاع غزة، نهاية الأسبوع الماضي، أثارت تقارير صحفية أسئلة “متكررة” بشأن قوة الدفاعات الصاروخية لبلادهم، المعروفة باسم “القبة الحديدية”.
فخلال عطلة نهاية الأسبوع، أطلقت حركتا حماس والجهاد ما يقرب من 700 صاروخ من غزة على إسرائيل، مما أسفر عن مقتل 4 أشخاص وإصابة أكثر من 200.
ووفقا لصحف إسرائيلية، اعترضت نظام “القبة الحديدية” 240 صاروخا من أصل 690 تم إطلاقها من غزة.
وأثار عدد الصواريخ التي لم يعترضها النظام الدفاعي والقتلى الإسرائيليون، استفسارا بشأن فعالية “القبة الحديدية”، وما إذا كانت حركتا حماس والجهاد وجدتا طريقة للتغلب على هذا النظام، حسبما تقول “جيروزاليم بوست”.
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أنه “سرعان ما أعلنت حماس أنها حققت النصر، بعدما تغلبت على الدفاعات الإسرائيلية”.
ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن متحدث باسم “حماس” قوله على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي: “نجحنا في التغلب على ما يسمى القبة الحديدية من خلال تبني أسلوب إطلاق العشرات من الصواريخ مرة واحدة”.
وأضافت: “الكثافة العالية للنيران والقدرة التدميرية للصواريخ تسببت في خسائر فادحة للعدو”.
كان عدد المدنيين الإسرائيليين الذين قُتلوا في النزاع الأخير الذي استمر يومين فقط أقل بمقدار واحد فقط مقارنة بعدد القتلى خلال صراع عام 2014، الذي استمر قرابة شهرين، عندما أطلقت فصائل فلسطينية أكثر من 4500 قذيفة على المدن الإسرائيلية.
في ذلك الوقت، قال الجيش الإسرائيلي إن بطاريات القبة الحديدية نجحت في تدمير 90 بالمائة من الصواريخ داخل مناطق تغطيتها – وهو معدل نجاح يختلف عليه بعض النقاد.
وتقول “جيروزاليم بوست”: “يزعم الجيش أنه حقق مستوى مماثل من النجاح هذه المرة أيضا، حيث أخبر المراسلين أنه دمر 86 بالمائة من الصواريخ، وأن 35 قذيفة فقط هبطت في مناطق مأهولة بالسكان”.
ومع ذلك، كشف الرئيس السابق لقسم أبحاث الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية يعقوب أميدرور، تفاصيل خطيرة بشأن “القبة الحديدية”، وأسباب عدم اعتراضها للصواريخ.
وقال أمدرور، مستشار الأمن القومي السابق والرئيس المتقاعد لإدارة أبحاث الاستخبارات العسكرية، إن القبة الحديدية تعاني بعض الثغرات، خاصة عندما يتعلق الأمر بالصواريخ قصيرة المدى التي تطلق على موقع يبعد بضعة كيلومترات من الحدود.
وأضاف في حديث لصحيفة “جيروزاليم بوست”: “في هذه الحالة ليس لدينا ما يكفي من الوقت لاعتراضها”.
وأوضح أنه القبة الحديدية “لا تعترض الصواريخ التي تستهدف مناطق غير مأهولة”.
وأكد نائب سابق لرئيس المخابرات العسكرية مئير إلران، أنه “بينما أثبتت القبة الحديدية أنها وسيلة فعالة لإنقاذ الأرواح، مما يحسن أيضا من مرونة صانعي القرار في إسرائيل”، فمن الواضح أن النظام الحالي للدفاع الصاروخي لا يمكن أن يوفر لإسرائيل حماية كافية في حالة نشوب صراع أوسع.