صنداي تايمز: عند ترامب «كل رجال الرئيس» متهمون من نائبه إلى وزير الدفاع ومستشاريه
وصف مراسل صحيفة “صنداي تايمز” توم هاردين الحالة التي تلاحق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعد ظهور كتاب ناقد ومقال يزعم كاتبه أنه جزء من «المقاومة».
وقال إن كل شخص في البيت الأبيض أصبح متهماً من نائبه إلى المتحدثة الإعلامية ومسشاريه ومدير طاقمه ووزير دفاعه. فالأخيران وهما جون كيلي وجيمس ماتيس كانا محلًا للتغيير وربما سرعت أحداث الأسبوع الماضي خروجهما من الإدارة.
ووصف هاردين آثار كتاب بوب وودورد «النار» ومقال «مجهول الهوية» في نيويورك تايمز على الرئيس وقاعدته الإنتخابية بأنهما تأكيد لمزاعم الرئيس عن «الدولة العميقة» التي تحاول تقويض إدارته وبالضرورة تأكيد ولاء قاعدته الإنتخابية التي تؤمن ان «الإعلام المزيف» و»مستنقع واشنطن» معاديان للرئيس.
وقال هاردين إنه ومنذ فضيحة «ووترغيت» التي مضى عليها 45 عاما حيث مات «الحلق العميق» (المصدر الذي اعتمد عليه بوب وودورد في الكشف عن فضيحة ووترجيت) وريتشارد نيكسون، يمكن المغفرة للرئيس ترامب إن تساءل كيف عادت هذه الشخصية لتلاحقه وكيف تحولت رئاسته لنسخة مقاربة من فيلم «كل رجال الرئيس».
فالرجلان اللذان لاحقا نيكسون وأطاحا به من خلال كتاب كان أساساً لفيلم هما الآن متقدمان في العمر. وبدلاً من كونهما شخصين خارجين على المؤسسة ويسبحان خارج التيار فهما في داخلها ولديهما الكثير من المصادر. ولعب دور وودورد، 75 عاما الممثل المعروف روبرت ريدفورد في عام 1976 وهو كاتب سير الرؤساء ويحظى باحترام وتقدير كبيرين. فيما يعمل رفيقه كارل برنستين، 74 عاماً الذي لعب دوره داستن هوفمان معلقاً في شبكة «سي أن أن» والتي يكرهها ترامب ويعد من الناقدين الأشداء للرئيس. وفي الأسبوع الماضي أصدر وودورد كتابه الأخير، في الحقيقة العشرين ويحكي فيه قصة البيت الأبيض في ظل ترامب وأثار غضب الرئيس لأنه صور البيت الأبيض بالمدينة المجنونة يحاول فيها المسؤولون الكبار حماية البلد من خلال منعه وإزالة الاوراق الهامة من على مكتبه.
وتزامناً مع تسريبات كتاب الصحافي المعروف ظهر من الظلال مقال كتبه مسؤول «مجهول الهوية» ونشرته صحيفة «نيويورك تايمز» التي يكرهها ترامب أكثر من «سي أن أن» وصف فيه الرئيس بـ «الطائش والمخاصم والتافه والعاجز» ولا تنس «المتهور» و«المتقلب». والأخطر من كل هذا هي زعم الكاتب أنه جزء من «مقاومة» داخل البيت الأبيض الذي يحاول العقلاء فيه وهو واحد منهم إحباط أجندة ترامب والسيطرة على ميوله السيئة. وهذا يتناسب مع كتاب وودورد الذي يفتتح بالقول:»إنقلاب في داخل الإدارة» حيث يقوم غاري كوهين، مستشار الرئيس السابق للشؤون الإقتصادية بإزالة أوراق من مكتب الرئيس لمنعه من الخروج من اتفاقية للتجارة مع كوريا الجنوبية في وقت تصاعد فيه التوتر مع كوريا الشمالية.
وعاني وودورد من انتقاد الإعلام وأنه في جيب ترامب لأنه انتقد حساسية الإعلام ضد الرئيس والطريقة المتعجرفة في تغطية شؤون البيت الأبيض. وتكهن البعض بوجود خلاف مع برنستين. ويبدو أنه يحاول أن يلعب نفس الطريقة التي قدم فيها مايكل وولف ترامب في كتابه «النار والغضب». وعبر برنستين عن دعمه لزميله حيث قال: «لدينا الآن رواية متماسكة لا شك فيها وهي مثيرة للقشعريرة بهذه الطريقة: الرجال المقربون من رئيس الولايات المتحدة في بيته الأبيض وفي إدارته يقولون إن وظيفتهم هي حماية الولايات المتحدة من رئيس الولايات المتحدة» و»هذا خطر على الجمهورية، أي نص الكتاب، وكل لقاء يكتب عنه بوب، أي النص المضمن، وليست جملة من أن شخصا يقول عن آخر أنه أحمق، بل التفاصيل التي تتراكم فوق بعضها» مضيفا «هذه صورة لا يمكن دحضها بسبب طريقة بوب وودورد».
ويرى هاردين أن بقاء اسم الكاتب المجهول مجهولاً بعيدٌ فمصدر وودورد وبرنستين كشف عنه عام 2005 بأنه عميل مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي أي) مارك فيلت، أما كاتب نص الفيلم الساخر من بيل كلينتون جوي كلاين كشف عنه سريعاً وكذا مايكل شوير، عميل «سي آي إيه» المخضرم الذي استخدم اسماً مستعاراً لكتابة كتب «الغطرسة الإمبريالية» عن الحرب على الإرهاب.
وبشأن كاتب المقال الأخير فقد تعددت النظريات حيث نسبه بعضهم إلى نائب الرئيس مايك بنس نظراً لاستخدام كلمة «لودستار» والتي تعني «النجم الهادئ»، كما اتهم آخرون فيونا هيل المولودة في بريطانيا وتعمل مستشارة الرئيس للشؤون الروسية. وهناك أيضاً المستشارة الرئاسية كيليان كونوي الذي يعد زوجها من المعادين للرئيس، والمسؤولة الإعلامية سارة هاكبي- ساندرز التي نفت بشدة وأكثر من البقية. ويدرس ترامب النفي الصادر من مسؤوليه وقدمت له يوم الجمعة قائمة بأسماء المشتبه بهم حيث طلب من وزير العدل التحقيق في الأمر. ومن بين الأشياء التي يفكر بها لمواجهة الموضوع هو تعريض المشتبه بهم لامتحان كذب أو التوقيع على شهادة يمكن استخدامها في المحكمة.
ويتهم أيضا جون كيلي، مدير طاقم البيت الأبيض الذي وصف الرئيس بالأحمق والغبي وكذا وزير الدفاع جيمس ماتيس الذي وصف الرئيس بأنه يتصرف بعقلية ولد صف خامس ابتدائي وقال له إن القوات الأمريكية موجودة في كوريا الجنوبية لمنع حرب «عالمية ثالثة». ويفكر ترامب بالتخلص منهما وربما سرّعت أحداث الأسبوع الماضي برحيلهما. ويرى هاريدن أن الأثر الأكبر للكتاب سيكون على ترامب نفسه، فهو وإن اعتبر كتاب وودورد «غشاً كاملاً» لكنه أجاب يوم الجمعة على سؤال يتعلق بثقته بمن حوله «نعم، ولكن ماذا أفعل الآن انظر إلى من هم حولي في الغرفة».