صفقة الجنوب السوري لإبعاد الإيرانيين.. هذا ما اقترحته أمريكا من أجل تجنب المواجهات بين طهران وتل أبيب
ذكرت صحيفة الشرق الأوسط، أن مفاوضاتٍ تجري بشأن إغلاق قاعدة عسكرية أميركية على الحدود العراقية السورية مقابل انسحاب إيران من جنوبي سوريا.
وقالت صحيفة Haaretz الإسرائيلية إنه وفقاً للتقرير الذي أصدرته الصحيفة التي تملكها السعودية، جاء الاقتراح من جانب مستشار وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد في اجتماعٍ مع مسؤولين روس وأردنيين وأتراك.
وطرح ساترفيلد العديد من الخيارات في الاجتماع، من بينها إزالة جميع القوات والميليشيات السورية من الحدود الأردنية السورية، وفي المقابل تأسيس قوة شرطية روسية هناك، مع تطوير آلية مراقبة أميركية روسية.
سوريا تكذب التقارير الإسرائيلية بشأن التواجد الإيراني
وصرَّح وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، يوم السبت 2 يونيو/حزيران، قائلاً إنإسرائيل تكذب بشأن التواجد الإيراني في البلد الذي مزَّقَته الحرب، إذ تزعم أن مستشارين إيرانيين هم فقط من يتواجدون في سوريا بالتنسيق مع النظام، عكس القوات الأميركية والتركية والفرنسية.
وقال المعلم إن سوريا تحارب الإرهاب بمساعدة إيران وستطالب بإجلاء جميع القوات الأجنبية، بما فيها التابعة للولايات المتحدة، قبل استعدادها لمناقشة أمر إخراج المستشارين الإيرانيين.
وفي يوم السبت أيضاً، أنكر مسؤول إسرائيلي كبير التقارير التي أفادت بوصول إسرائيل وروسيا إلى اتفاقٍ ينطوي على إجلاء القوات الإيرانية من سوريا.
وقال المسؤول: “جرت محادثاتٌ هذا الأسبوع بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومعهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، شدَّد فيها نتنياهو على ضرورة مغادرة إيران من سوريا بأكملها”. وصرَّح الثلاثة: “ستواصل إسرائيل الحفاظ على حريتها في تنفيذ عمليات للتصدي للاعتداء الإيراني في جميع أنحاء سوريا”.
في الأسبوع الماضي، قابل وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغادور ليبرمان نظيره الروسيسيرغي شويغو في موسكو لمناقشة التوترات بين القوات الإيرانية والإسرائيلية في سوريا.
وكتب ليبرمان على حسابه على موقع تويتر بعد الاجتماع: “تُقدِّر دولة إسرائيل فهم روسيا لشواغلنا الأمنية، خاصة في ما يتعلَّق بالموقف على حدودنا الشمالية. وسنواصل حوارنا مع روسيا حول كل القضايا المطروحة”.
لكن بوتين يقول إنه على الجميع مغادرة سوريا
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كان قد قال في منتصف مايو/أيار 2018، إن جميع القوات الأجنبية سوف تغادر سوريا بمجرد سيطرة نظام الأسد بالكامل على أرجاء البلاد. ويبدو أن هذا التصريح أغضب إيران. ورداً على ذلك، ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية “لا أحد يستطيع أن يفرض رأياً على إيران، لأن لها سياساتها المستقلة”.
وبعد ذلك بأيام، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، يوم الإثنين 28 مايو/أيار، أيضاً، إن قوات النظام السوري وحدها هي التي يتعين أن تتمركز على الحدود الجنوبية لسوريا، ما يعني أنه ينبغي عدم السماح لإيران أو حزب الله بالاقتراب من الحدود الإسرائيلية.
ويبدو أن هذا التعليق يمثل انتصاراً صغيراً آخر لإسرائيل، التي طالما ما طالبت روسيا بالحد من الوجود الإيراني في أنحاء سوريا، وخاصةً في الجنوب بالقرب من الحدود الإسرائيلية.
لكن إيران تريد البقاء للأبد
تضغط إسرائيل على روسيا، وسيطة القوة الرئيسية في سوريا، والأطراف المؤثرة الدولية الأخرى لدفع إيران إلى مغادرة سوريا، مُهدِّدةً بشنِّ المزيد من الضربات على المواقع الإيرانية بالقرب من حدودها في هضبة الجولان، أو أي مكانٍ آخر داخل البلاد في حال بقائها.
لكن مسؤولين إيرانيين وخبراء آخرين يقولون إنَّ إيران بذلت الكثير للغاية من الدماء والأموال -التي تصل إلى 30 مليار دولار حتى الآن- للالتزام بالمطالب الدولية، بغض النظر عن الضربات الجوية الإسرائيلية أو حتى ضغوط روسيا. وبعدما بذلت إيران بالفعل هذا الاستثمار الهائل، فإنَّها عازمةٌ على جني المكاسب الاستراتيجية المحتملة على المدى الطويل التي ستقدمها سوريا، حتى لو جاء ذلك على حساب المزيد من الأرواح والأموال على المدى القصير.
وقال رئيس تحرير إحدى أبرز الوسائل الإعلامية الإخبارية في طهران لمجلة Foreign Policy الأميركية بشرط عدم الكشف عن هويته: “لا أعتقد أنَّ إيران مستعدةٌ للتخلي عن وجودها في سوريا؛ فهو يمنحها ورقة ضغط جيدة ضد إسرائيل. الأرض مهمةٌ جداً، وإيران ماهرةٌ للغاية في إدارة الأرض، وهي المنطقة الوحيدة التي يُعَد فيها الروس حتى ضعفاء. لذا، فالطرف الذي يسيطر على الأرض لا يأخذ غير المسيطرين عليها على محمل الجد”. وتُصِرُّ إيران على أنَّها موجودةٌ في سوريا بناءً على طلب دمشق ولن تغادر إلا بناءً على طلبها.