صرخات صراع الظل للحرب بين إسرائيل وإيران تتعالي
تحولت سوريا منذ بدأ الاحتجاجات في عام 2011 ضد نظام الرئيس بشار الأسد، لمختبر للصراعات الدولية ودخول أكثر من خصم في الصراع السوري ما يؤجج الصراع في الشرق الأوسط بالكامل، وقد يؤدي إلي حرب مباشرة بين جبهات مختلفة، ولكن الحرب المحتملة الوشيكة ويتوقعها الخبراء، هي حرب مباشرة بين إسرائيل وإيران.
صرخات صراع مفتوح بين إيران وإسرائيل
تتعالي صرخات الصراع المفتوح بين إسرائيل وإيران بصوت عال منذ إطلاق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجوما جوياً ضد النظام السوري، وكان ذلك في اعقاب هجوم علي قاعدة جوية إيرانية في سوريا من قبل إسرائيل، مما أثار صيحات الإدانة من حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد من موسكو وطهران.
100 غارة إسرائيلية في سوريا
وأشارت صحيفة “واشنطن بوست” إلي عدم اعتراف إسرائيل بشنها الهجوم في سوريا إلا أن الهجوم يتماشي مع النمط الإسرائيلي الذي تتبعه منذ شنها أول غارة جوية في سوريا عام 2012، ويعتقد أن إسرائيل شنت أكثر من 100 غارة جوية في سوريا منذ بدأ الصراع ويزعم المسؤولون الإسرائيليون أن الغارات بسبب التهديد الإيراني في سوريا ولمنع تدفق الأسلحة إلي حزب الله اللبناني.
الحرب علي الأبواب
ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، قوله “أن إسرائيل لن تتسامح بتكوين نشاط لإيران بالقرب من حدودها”، وعندما سئل ما إذا كانت الخرب وشيكة، قال “أتمني لا يحدث ذلك ودورنا الأساسي منع الحرب ولكن إذا تطلب الأمر فنحن علي استعداد للتصرف”.
وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قول مماثل لليبرمان ودعا للهدوء خلال إجرائه مقابلة مع شبكة “سي بي أس نيوز” واتهم الإسرائيليين بتصعيد التوتر من خلال انتهاكها المجال الجوي السوري، وقال “لا اعتقد أننا نتجه نحو حرب إقليمية ولكن اعتقد أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي دون تلقيها اي عقاب بسبب الدعم الأمريكي”.
وحذر ظريف أن إسرائيل تلعب لعبة خطيرة ويجب أن تتوقف من انتهاك أمن وسلامة الدول الأخري، لأن سيكون هناك عواقب لوقف الأعمال العدوانية ووقف هذه الغارات.
خط أحمر في سوريا
وأضافت الصحيفة أن الإسرائيليين يرون أن الوجود الإيراني في سوريا يمثل خط أحمر جديد ويمثل تهديدا لهم، وخاصة بعد دخول طائرة دون طيار إيرانية للمجال الجوي الإسرائيلي وادعت اسرائيل بإنها كانت تحمل متفجرات وليست طائرة استطلاع، بالإضافة إلي الصواريخ التي تطلق من جنوب لبنان، وشنت إسرائيل هجوما علي مواقع إيرانية في سوريا يوم 9 أبريل وقتل احد كبار القادة الإيرانيين.
ولفتت الصحيفة إلي تسريب إسرائيل صور الأقمار الصناعية لسلاح الجو الإيراني في سوريا ومن بينهم طائرات مدنية زعموا بإنها تنقل شحنات اسلحة، مما يعني أن إسرائيل لديها اهداف جديدة لمهاجمة الإيرانيين ووكلائهم.
الدفاع عن الشرعية
بينما من وجهة النظر الإيرانية أن الوجود الإيراني في سوريا من أجل الدفاع غن شرعية حليفهم المحاصر الرئيس بشار الأسد، وايضا وجودهم في سوريا رادع لإسرائيل العدو الإقليمي الذي يهدد دائما بقصف إيران ووكلائها العسكريين، وفي حال مهاجمة إسرائيل لإيران فسيكون ردا مؤلماً من إيران لإسرائيل من خلال حزب الله في لبنان والمليشيات في سوريا.
حرب الظل
ونوهت الصحيفة إلي تفاقم التوترات يتزامن مع الاستياء الداخلي في إيران لتدخل إيران في حروب خارجية وتأثير هذه الحروب علي الاقتصاد الإيراني، ولكن مع تهديد إسرائيل بالحرب وضرب إيران واحتمال الغاء الاتفاق النووي سيؤيد الإيرانيين الجهود التي يبذلها قادتهم في الخارج، وتبرز حرب الظل بعد قرار القيادة الإيرانية بإنشاء قواعد إيرانية دائمة في سوريا للحرس الثوري الإيراني، مع حرص إيران الاستفادة من سوريا بعد دعمها طوال 7 سنوات الصراع السوري للأسد، مما يؤكد تصميم إيران علي ترسيخ وجودها في سوريا، وتصميم إسرائيل علي منعها.
دعم واشنطن لإسرائيل ضد إيران
وفي الوقت نفسه ، يبدو أن بعض شخصيات السياسة الخارجية في واشنطن حريصة على السماح لإسرائيل بمواصلة حملتها السرية ضد الإيرانيين، و يرون أن الضربات الإسرائيلية ضرورية في الوقت الذي يريد فيه الرئيس ترامب الانسحاب من الصراع السوري والاستعانة بمصادر خارجية لاستقرار البلاد لصالح الخصوم العرب السنة في إيران.
لكن خبراء آخرين يؤكدون أن هذا لا يرقى إلى مستوى استراتيجية حقيقية، وهناك طرق أخري لاحتواء إيران وردعها في سوريا، لمنع تكثف مخاطر التصعيد التي تؤدي إلي حرب مباشرة.