صحيفة بريطانية: ماذا تعلمنا من صعود وانهيار تنظيم الدولة؟
نشرت صحيفة “آي” البريطانية مقالا كتبه، باتريك كوبرن، يتساءل عن الدرس الذي تعلمناه من صعود وانهيار تنظيم الدولة.
يقول الكاتب إن تنظيم الدولة لم يعد يسيطر على مناطق كاملة في سوريا. ولكن هل سيبقى كأيديولوجيا تستقطب المتشددين الذين يسعون إلى عودة التنظيم مرة أخرى؟ فالمنتسبون إلى التنظيم يعرفون أن الولايات المتحدة سبق أن صرحت بأن تنظيم القاعدة مات وانتهى في 2007-2008. ولابد أن أمل تنظيم الدولة الإسلامية هو تحقيق مثل هذه العودة.
ومن أجل ذلك فهو ينتظر أن يسترخي أعداؤه ويتنافسوا فيما بينهم.
ويرى كوبرن أن من المحتمل أن يبقى المقاتلون في صفوف التنظيم بأعداد قليلة متحصنين في مخابئهم ومعاقلهم. ومن المتوقع أيضا أن تقمع الجيوش المحتلة الأهالي في المناطق التي تحتلها، وهو ما يسعى تنظيم الدولة الإسلامية إلى استغلاله.
كما أن سمعة التنظيم ووحشيته تجعله يزرع الرعب حتى عندما ينفذ عمليات قليلة ومتفرقة.
ويتوقع الكاتب أن يلجأ تنظيم الدولة الإسلامية إلى حرب العصابات وإلى الهجمات النوعية من أجل التأكيد على أنه لا يزال العدو المخيف. ولكن التنظيم لم يعد يملك المقدرات التي كانت له للتجنيد والتدريب وشن الهجمات الواسعة.
ويقول كوبرن إن من المؤسف أن الولايات المتحدة وبريطانيا والحكومات الحليفة لهما لم تتعلم شيئا من تدخلها الكارثي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في العشرين عاما الماضي، التي فتحت الباب لتنظيم الدولة الإسلامية.
ففي تلك الفترة، بحسب الكاتب، كانت الحكومات الغربية تندد بزعماء الدول مثل صدام حسين ومعمر القذافي وبشار الأسد، وتصفهم بأنهم يفتقدون إلى الشرعية بينما تدعم معارضة مشبوهة لأن زعماءها أصدقاء لهم.
ويحذر الكاتب من تكرار الأخطاء نفسها في تعامل الولايات المتحدة والدول الغربية مع الأزمة في فنزويلا، بدعمها لزعيم المعارضة ضد الرئيس نيكولاس مادورو. تلك الأخطاء التي أدت إلى انتشار الخراب في أفغانستان والعراق وليبيا واليمن.