قالت صحيفة نيويورك بوست الأمريكية أن إيران هي من تدفع للبنان لهاوية الحرب وليست المملكة العربية السعودية، كما تدعي بعض التقارير الإعلامية بإن ولي العهد السعودي الأمير محمد من يدفع لبنان إلي حافة الحرب التي قد تشمل إسرائيل وربما تشمل الولايات المتحدة أيضاً.
إيران وراء استقالة الحريري
وترى الصحيفة أن من يؤيد هذه التقارير يتجاهل ببساطة الأزمة الحقيقية القائمة منذ وقت طويل من تحريض إيران عليها، ما دفع رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري للاستقالة والإعلان عنها من الرياض.
ومن المقرر ان يعود الحريري غدا الأربعاء إلي لبنان لتقديم استقالته رسميا بعد عودته من جولته لباريس ومصر، وقد تتيح الاستقالة ان يعيش الحريري بشكل مريح عن من قبل.
لكنه لن يكون بعيدا عن الخطر في لبنان وقد يغادرها سريعا مرة أخرى بعد تقديم الاستقالة لأن حياته ربما تكون في خطر، فضلا عن أن حزب الله سيسعى للانتقام منه ومن السعودية.
ولفتت الصحيفة إلي أن أزمة الحريري في تصاعد مستمر، وستزداد بعد استقالته بعد سحب السعوديين أموالهم من بنوك بيروت وتدعو المملكة مواطنيها لمغادرة لبنان وسحب استثماراتهم من بيروت ما يؤدي إلي انهيار اقتصادي سيترتب عليه زيادة حدة التنافس الطائفي في لبنان وسيشجع علي المزيد من الأعمال العدوانية بين المواطنين.
واوضحت الصحيفة أن المسؤولون السعوديون يرون أنهم أنفقوا ثروة كبيرة لإعادة بناء لبنان بعد حرب 2006 بين حزب الله وإسرائيل التي تركتها في حالة دمار بالكامل، ولكن بدل من تستعيد لبنان مكانتها أصبحت معقل لإيران لأن حزب الله يتحكم في كل جانب من جوانب الحياة اللبنانية.
حزب الله جيش للتأجير
وكان بموجب الخطط المنصوص عليها من قرارات مجلس الأمن الدولي ان يتخلص الجيش اللبناني من جميع المليشيات ولكن بدلا من ذلك سيطر حزب الله علي الجيش.
وأضافت الصحيفة أن حزب الله الذي أنشأته إيران في الثمانينات بزعم مواجهة إسرائيل تحول إلى خطر يهدد لبنان والمنطقة، و تحول لجيش وكيل لإيران ويحمل بندقية عالمية للتأجير لمن يدفع.
ولفتت الصحيفة إلي أن كل عائلة لبنانية شيعية فقدت ابنا لها في سوريا، لأن حزب الله شارك أكثر من 6 سنوات في الحرب لتحقيق هدف لإيران المتمثل في تأمين سلطة بشار الأسد، بجانب قيام حزب الله بتدريب القوات العراقية وإشراف عليها وبناء مليشيات عراقية تابعة لإيران، وتسعي إيران جاهدة لنشر بؤارها الاستيطانية في آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية، وحاولت اغتيال السفير السعودي في واشنطن.
حزب الله متواجد في اليمن
ويشرف حزب الله في اليمن علي معركة الحوثيين ضد القوات المدعومة من السعودية، وفي الآونة الأخيرة اعترض السعوديون علي الصواريخ الإيرانية الصنع التي وجهت ضد الأراضي السعودية من اليمن ومن الطبيعي ان السعوديون يسئموا لبنان بسبب حزب الله.
ودعت الصحيفة إلي عدم تجاهل استراتيجية إيران المدمرة التي ترتكز علي لبنان منذ أكثر من عقد من الزمن، وانه حان الوقت لكي تستيقظ أمريكا لنشاطات إيران، وان تجعل السعودية صديقا ليس عدوا.