«صحة غزة» تحذّر من «أزمة دوائية» هي الأصعب منذ فرض الحصار تؤثر على الأطفال وأصحاب الأمراض الخطيرة
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أنها تواجه أزمة دوائية هي الأصعب منذ فرض الحصار الإسرائيلي قبل 13 عاما، طالت أدوية الأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة والأورام والدم.
وقال الناطق باسم الوزارة أشرف القدرة في تصريح صحافي «إن الأزمة الدوائية التي تشهدها المستشفيات والمراكز الصحية هي الأصعب خلال سنوات الحصار الاسرائيلي على قطاع غزة».
وأشار إلى ان الوزارة تحتاج سنويا من الأدوية والمستهلكات الطبية ما قيمته 40 مليون دولار، لافتا إلى أنه توفر منها خلال النصف الأول من العام الجاري نحو 10 ملايين دولار.
وأكد أن ما جرى توفيره يمثل نصف الكمية التي تحتاجها مرافق الوزارة الصحية في الستة أشهر.
وأشار المتحدث باسم وزارة الصحة إلى أن تراجع «الاستجابات المختلفة» مع احتياجات المرضى تسبب في حرمان 50 ٪ من مرضى قطاع غزة من العلاج.
وطالب القدرة كافة الجهات باتخاذ «إجراءات عاجلة وفاعلة» لتلبية الاحتياجات الدوائية لمرضى الأورام وأمراض الدم والمناعة والكلى والأنواع المختلفة من الحليب العلاجي والأدوية العصبية والنفسية والأمراض المزمنة والحوامل والأطفال والرعاية الأولية.
وفي السياق ذاته أكدت وزارة الصحة أن كابوس نفاد «الحليب العلاجي» لا يزال يلاحق ذوي الأطفال الثلاثة يحيى وريم وإسراء أبو شباب، أكبرهم في الصف الخامس الابتدائي، وأصغرهم في الصف الثاني، من سكان عزبة بيت حانون شمال قطاع غزة، الذين يتقاسمون حصتهم من هذا النوع من الحليب العلاجي، وهو ما تبقى من الكمية التي صرفها لهم مستشفى الرنتيسي التخصصي، بعد أن سجلت وزارة الصحة نفاده من مخازنها كعلاج لحالتهم الصحية نتيجة إصابتهم بمرض «الجلاكتوسيميا».
ونقلت الوزارة عن والدة الأطفال فايزة أبو شباب قولها «إن انقطاع الحليب يهدد حياة أبنائي الصحية، ويتسبب في حالة من الشحوب والهزال التام نتيجة إصابتهم بنفخة شديدة في البطن يصاحبها إسهال حاد يفقدهم الكثير من الوزن»، مشيرة الى أن أطفالها بحاجة إلى «طعام خاص من السمك واللحوم والفواكه».
ومرض «الجلاكتوسيميا»هو اختلال وراثي نادر ينتج عن عدم قدرة الجسم على امتصاص وهضم الغلاكتوز، ويعتمد الأطفال المرضى منذ ولادتهم على تناول حليب «الغلاكتومين»، واللحوم والأسماك الى جانب أنواع معينة من الفاكهة ليضمن لهم نمواً طبيعياً دون إعاقة.
وأكد الدكتور راغب ورش أغا رئيس قسم الجهاز الهضمي في مستشفى الرنتيسي، أن نفاد كافة أنواع الحليب العلاجي «يشكل خطرا حقيقيا على حياة عشرات الأطفال المرضى لإصابتهم بالمرض الوراثي»، لافتا إلى أن نوع العلاج وهو الحليب الخاص متوفر بـ «كميات شحيحة» حتى في السوق الخاص، وأنه في حال وجوده فإن تكلفته باهظة الثمن تصل إلى 100 دولار أمريكي.
وكثيرا ما أعلنت وزارة الصحة في غزة عن نفاد كميات وأصناف عديدة من الأدوية من مخازنها، ومن بينها أدوية الأمراض الخطرة والمزمنة، محذرة من تعرض حياة المرضى لخطر الموت.
وتأثر القطاع الصحي في غزة بشكل كبير بإجراءات الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 13 عاما، الذي يضع قيودا مشددة على معابر القطاع طالت منع الكثير من المرضى من الخروج من القطاع للعلاج في مشافي الضفة الغربية والقدس، لعدم وجود تخصصات طبية لعلاجهم في غزة.