شهود تحقيق المساءلة يتفقون على أن ترامب استغل وظيفته لتحقيق مكاسب سياسية شخصية
استمع محققو مجلس النواب الأمريكي إلى أربعة من كبار مسؤولي الأمن القومي ممن لديهم معرفة مباشرة بتفاعلات الرئيس دونالد ترامب مع أوكرانيا، ضمن يوم طويل من الجلسات في الكونغرس، في الوقت الذي يضغط فيه الديمقراطيون في التحقيق الهادف لإقالة ترامب أمام جمهور كبير من مشاهدي التلفزيون.
وكان الشهود الأربعة قد أدلوا بشهادتهم في السابق، ولم يتركوا سوى القليل من الأسئلة العالقة حول طريقة تعامل ترامب مع كييف، ولكن الجلسات سمحت بتضخيم التصريحات في محاولة لجلب الناخبين من الطرفين إلى جانبهم.
وشهد شاهدان هما اللفتنانت كولونيل ألكسندر فيندمان، المتخصص في شؤون أوكرانيا بمجلس الأمن القومي، وجينيفر وليامز، أحد كبار مساعدي الأمن القومي لنائب الرئيس مايك بنس، على أن مكالمة هاتفية لترامب في 25 يوليو مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كانت بمثابة دعم غير قانوني وغير مناسب للمزاعم الديمقراطية بأن ترامب أساء استغلال مكتبه لتحقيق مكاسب سياسية.
ولم يصل الشاهد الثالث، كورت فولكر، المبعوث الخاص السابق لكييف، إلى حد اتهام ترامب بارتكاب مخالفات ولكنه أثار مخاوف مع الشاهد الربع تيم موريسون، أحد كبار مساعدي الأمن القومي، بشأن سياسة الظل لترامب في أوكرانيا بقيادة رودي جولياني، محامي ترامب، ولم يستبعدا نظرية استغلال ترامب لمكتبه لتحقيق مكاسب سياسية.
ومن الاستنتاجات التي يمكن الخروج منها من الشهادات الأخيرة في تحقيق المساءلة هي أن الجمهوريين الذين كانوا يرفضون شهادات الشهود، ويعتبروها مجرد “إشاعات” قد تغير موقفهم بعد أن أكد الشهود صحة المكالمة الهاتفية.
وأضافت الشهادات ضغوطاً شديدة على غوردون سوندلاند، سفير ترامب لدى الاتحاد الأوروبي، الذي شهد مراراً بأنه لا يتذكر أي شيء عن اجتماعات بشأن أوكرانيا، واستبعد أن يكون ترامب قد ضغط على الأوكرانيين بشأن جو بايدن، إذ برهنت الشهادات على علمه بما يحدث خاصة فيما يتعلق بالتهديد بوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا إذا لم تتعاون مع إدارة ترامب.
ولجأ حلفاء ترامب إلى أسلوب مهاجمة الصحافة، مما يشير إلى إستراتيجية متواصلة من الجمهوريين وإدارة ترامب لانتقاد الإعلام، حيث قالوا بأن وسائل الإعلام ما هي إلا “دمى للحزب الديمقراطي تريد تشويه وإقالة الرئيس”.
ولم يستخدم العديد من المحققين تعبير “الرشوة” للحديث عن تصرفات ترامب، ولكنه ظهر للتعبير عن سلوك نائب الرئيس مايك بنس.
ولاحظ المراقبون محاولة جديدة ملحة من قبل الجمهوريين لكشف اسم المخبر عن ترامب في قضية المساءلة، وواصلوا توجيه الاتهام بأنه صاحب ميول حزبية يسعى لتدمير ترامب، وعبر توجيه أسئلة ماكرة، كان من الملاحظ أن العديد من الجمهوريين كانوا يسألون عن وظيفته ومكان عمله، وعند التوضيح ثانية بأن المبلغ يعمل في مجتمع الاستخبارات، تم طرح سؤال عن الوكالة بالتحديد قبل أن ينتبه آدم شيف للأمر.