شعراء وأدباء على خط النار يسطرون ملحمة الجندية المصرية
أربع عقود مضت وبدأ العقد الخامس إلا أنهم لا زالوا يتذكرونه اليوم وكأنه كان بالأمس، كل المعالم حاضرة لا تغيب.. والأهم من كل شيء الفرحة بالإعلان عن ساعة الصفر.. ساعة انتظروها طويلا ليدخلوا في معركة الكرامة، وليؤكدوا للعالم أجمع أنهم قادرين على تغيير المعادلة، واستعادة تراب سيناء المخضب بدماء آلاف المصريين الذين قضوا هناك في حروب عدة.
بالتأكيد حالهم يختلف عن غيرهم، ممن شاركوا في معركة الكرامة كثيرا خاصة وأن مدادهم الإبداع، فالشاعر والأديب يختلف في هذه الحالة بأنه لديه في يد سلاح وفي الأخرى قلم..
أن تكون شاعرا على خط النار هل ستتعامل كغيرك أو أن خاطرتك ستعيش معك حالة من الصراع بين الحلم، والحرب..؟ سؤال ضمن أسئلة كثيرة طرحناها على عدد من المبدعين الذين سطروا بدمائهم معركة الكرامة وكانوا مداد الحرب ووقودها، فجاءت إجاباتهم على النحو التالي:
الشاعر أحمد سويلم يرى أن تجربة مشاركته في الحرب كانت مهمة جداً، فأن يخوض الانسان التجربة بنفسه اكثر تأثيرا من أن يسمع بها أو يقرأها.
ويعتبر سويلم الذي التحق بالقوات المسلحة عام ٦٨، واستمر بها وحتى ٧٤، أن هذه المرحلة كانت من أهم المراحل التي مر بها في مسار حياته، ويقسم فترة التحاقه بالعسكرية المصرية إلى عدة مراحل، الأولى: حرب الاستنزاف وكانت فترة هامة جداً بالنسبة له استطاع فيها أن يصدر فيها ديوان، فهو خلال فترة التحاقه بالحرب أصدر ثلاث دواوين شعرية.. بدءا من ديوانه ” الهجرة من الجهات الأربع”، ثم “البحث عن الدائرة المجهولة”، وأخيرا “الليل وذاكرة الأوراق”.
سويلم يصف المرحلة الأولى، له وكذا للمصريين، ففي هذه المرحلة، وخلال حرب الاستنزاف كنا مستعدين للحرب والتي كان يفترض أن تحدث أواخر السبعينيات، إلا أن موت الرئيس ” جمال عبدالناصر” اجل ذلك.
وتبدأ المرحلة الثانية مع بداية تسلم السادات رئاسة البلاد، ويراها مرحلة تراوح فيها الياس والأمل، بين اللاسلم ولا حرب، بها الكثير من الاهتزاز والتوتر، فيها كتب ديوانه الثاني البحث عن الدائرة المجهولة، طارحا تساؤله آين هذه الدائرة المجهولة ومتى تكتمل، يتذكر سويلم كيف وقفت الرقابة ضد ديوانه هذا، لانه كان يتحدث بشكل صريح عن الحالة التي نعــيش فيها لكنه في النهاية صدر بشكل أو آخر.
يأتي العبور ليكون المرحلة الثالثة والأهم التي عاشها سويلم، لأنها كانت بمثابة تطور كبير، واستعادة للكرامة الوطنية، لأشياء كثيرة جدا، يقول:” شرفت أني شاركت في هذه المعركة الفاصلة التي استطعنا أن تستعيد فيه كل شبر عبرناه”.
ويستطرد خرجت من الجيش والعمل العسكري في ٧٤ و كانت المسائل اكتملت، لكن كانت هناك غصة شديدة جدا من الثغرة التي حدثت و من المماطلة الكبيرة التي جرت في المحادثات بين المصريين والإسرائيليين، ليبدأ المثقفين ينقسمون على أنفسهم من مع ومن ضد، حتى انتهت المحادثات.
يعود سويلم الذي خرج من العسكرية وهو برتبة نقيب، ليسرد مشاعره مع بدء الإعلان عن العبور العظيم ويقول : أتذكر أننا قبل يومين من إعلان الحرب والتحرك لاستعادة جزء عزيز من الوطن كنت ضمن فرقة حول “الحرب النفسية” للتدريب عليها ، وفجأه قيل لنا كل يعود لوحدته في غاية السرعة، لم نفهم، ولم نكتشف الأمر حتى جاء الإعلان عن الحرب، وكانت وحدتي في القاهرة، كان المفروض بأن ارحل لنفس اليوم إلى الجبهة، وبالفعل تحرمنا الى الإسماعيلية، وبمجرد أن عبرت القناة سجدت لله شكرًا، ومرغت وجهي في رمال سيناء و احتفظت بزجاجة رمل، و بعض الدانات ولازالت لدي أستخدمها على مكتبي كحافظة أقلام حتى لا أنسى هذه المشاهد العظيمة.
سويلم وخلال مشاركته في الحرب كان يحتفظ بأوراقه وقلمه ليكتب مذكراته وزكرياته، الا انه لم ينشرها نظرا لما فيها من أمور شخصية كثيرة، لكنه يلفت إلى أن ما جرى من نصر تم بعقول شابة جديدة دخلت أرض المعركة وسعت لتغير المعادلة.
وبعد مرور هذه العقود، وبرغم الذكريات الجميلة التي يحملها سويلم في ذاكرته إلا أنه يجد في قلبه شيء من الأسى عندما يرى سيناء التي تخضبت بالعديد من الدماء لاستعادتها، مؤكدا على أننا أهملنا سيناء بمجرد ما أخذناها، انعكس ذلك بأن جردت تماماً من القوات المسلحة فصارت مطمع لأي حد، خاصة إلى الإرهاب، وطوال هذه السنوات مرت الأيام ولم ننتبه لها إلا أنه آن الأوان لهذا الإرهاب ان ينتهي وتحدث تنمية كبرى في هذه المنطقة العزيزة على كل مصري.
تجربة ذات أبعاد عميقة
يتذكر الشاعر فتحي فرغلي ملحمة أكتوبر ويقول:هي تجربة كان لها أبعاد عميقة جداً، لكنها تجربة كأي تجربة، تثقلك بأمور كثيرة.
تلقى فرغلي إعلان ساعة الصفر بفرحة غامرة، كغيره ممن شاركوا في الحرب، فرحة بعدد الأسى الذي عاشه المصريون بعد النكسة، خاصة أنها جاءت بعد فترة. اللاسلم واللاحرب التي كان المصريون يعيشون فيها.
فرغلي قضى خمس سنوات من عمره في العسكرية إذ التحق بالجيش في ٧١، وظل حتى ٧٦، لم يكتب فيها عن الحرب، وغالبا كتب كل ما قدمه عن الحرب بعد أن خرج من العسكرية، يقول بأنهم كانوا منه مكين بالحرب ولم يكن من وقت لشئون آخر.
برغم أنه دخل للجيش قبل حرب أكتوب بعامين، إلا أن حاله كحال القطاع العريض من المصريين الذين كانوا يتطلعون للحرب، ويستبعد أن تكون حالة اليأس قد دبت في أي من الجنود الذين عاصرهم أو حتى فيه فقد ساهمت حرب الاستنزاف في تصعيد الرغبة الدئمة في الحرب إلى أن جاءت وسطروا فيها أفضل ما لديهم.
خط ملحمة المعركة بيده ليخرج أوديسا مصرية
الشاعر “حسن النجار” كان أحد من شاركوا في حرب أكتوبر، وكان حاضرا نكسة يونيو، ومن قبلها شارك في حرب اليمن، سطر بدمه قصيدة النصر بعد انهزامية النكسة، بل انه وبعد ذلك انتقل للعيش في العراق، وهناك شارك في الحرب العراقية الإيرانية.
بداية النجار مع الشعر كانت مبكرة، حتى أنه أصدر ديوانه الأول في 1962، وكان لا يزال طالبا جامعيا، وبعد انتهاء دراسته الجامعية قدر أن يكون من ال 500 المقرر لهم الالتحاق بالخدمة في القوات المسلحة من المؤهلات العليا، ليبدأ مرحلة جديدة في مسار حياته وشعره الذي شهد حالة تغير جاءت معبرة عما عاشه من أتراح وأفراح.
ويعيش النجار حتى الآن في قريته “بابل” بالمنوفية، إلا أنه لازال محملا بذكريات الحروب التي لم ينساها وبالأخص معركة الكرامة، وسعى على مدار سنوات طويلة مضت لتأريخها في كتاب لم يطبعه بعد بعنوان “الأوديسا المصرية”.
النجار والذي صدرت أعماله الكاملة عن هيئة الكتاب منذ سنوات يحمل بين خلجاته العديد من الرؤى حول أسباب الهزيمة ومن بعدها النصر، ويرى أن اليمن كانت بداية الأزمة، فالجنود كما يقول يعيشون حالة استراخاء، بلا تدريب ولا جهد، حتى وصل بهم الأمر إلى حد الإهمال، فقد ينسى جندي سلاحه خلال زياراتهم على العاصمة صنعاء، إذ كان تمركزهم في القرى والمناطق الجبلية.
ولأنه حمل داخله روح الشاعر المتمرد دوما فقد كانت له رؤى ومواقف مما يجري، وكان من الصعب عليه التعامل فقط من منطق الأمر والطاعة.. جاءت نكسة يونيو وهو مع زملائه في “اليمن” مؤكدا على أن التاريخ سيكشف قريبا عن أن اليمن كانت السبب في النكسة.
عاد النجار ورفاقه من اليمن لتبدأ مرحلة جديدة من العمل الجدي، لتبدأ عملية التنظيم والتدريب، ولتكون نطاق خدمته مع القائد “حسن أبوسعدة”، الذي أسر “عساف ياجوري” ، ويقول عنه “كان رجل بحق علمنى العسكرية الحقيقية، وكنت وقتها أقول لو لدينا 10 قادة مثله لحاربنا وانتصرنا فورا، فالاسترخاء في اليمن أدى بنا لما جرى، لكن الانضباط فيما بعد أدى بنا إلى نصر 73”.
يقول النجار: الضابط عندما يكون مثقفا هنا تكمن الأزمة، وهو أمر تأثرت به مرارا أتذكر أن لقاء مع المشير عبد الحكيم عامر جرى معنا في اليمن قبل شهرين من النكسة ومعه “حسنين هيكل”، و “شفيق بدران” وفي حديثه قال بأن تحركنا في إطار نشر القومية العربية، وما إلى ذلك، وكنت الوحيد الذي لم يقتنع بما يجري”.
وكان النجار قد وصل في ذلك الوقت إلى رتبة “قائد سرية” وتمت ترقيته إلى رتبة رائد استثنائي في الحصار، لافتا إلى أن الخداع الاستراتيجي خلال الحرب كان من أهم الخطط التي ساهمت في نجاح الحرب، وأنه بالرغم من ذلك فهم كانوا يستشعرون أن هناك شيء ما لكن يجهلون سببه، فهناك حالة طوارئ قائمة لكن لم يكونوا قد وصلوا لما يجري حتى العاشرة من صباح يوم السادس من أكتوبر.
شارك في الحرب وأصيب لكنه من نشوة النصر لم يشعر بإصابته إلا بعد ما اكتشفه جنوده إصابته في ظهره، فنقل للمستشفى الميداني، وهناك أجريت له عملية جراحية، وعلى سرير المرض عاد له ملاك الشعر بعد انقطاع طويل، ليخط بدمه قصيدة الحرب، على ملاءات الأسرة، وكل ما يمكن أن يستخدمه في ذلك إذ وكما يقول لا أوراق ولا أقلام في أرض المعركة، تلك الملاءات وكما يقول ظلت معه في بيته بعد الحرب بعشرين عاما.
الأديب “فؤاد حجازي” كان أحد المشاركين في حرب ٦٧، الا أنه لم تيسر له المشاركة في حرب أكتوبر، لكنه كان يعيشها بكل لحظاتها، فترة مشاركته السابق جعلته يعيش التخيل، وتساعده في ذلك مخيلته الأدبية، ثم فيما بعد حكايات أصدقاءه وزملاءه الذين كان يستمع إليهم طويلا.
كل حالاته أخرها في روايته “الرقص على طبول مصرية”.. ويرى أن اهم مافي أكتوبر هو الإبداع الذي جرى فيه، فلو كنا حاربنا بالوسيلة التقليدية العادية لم نكن لن ننجح، لكن الإبداع ساهم في إنجاح الحرب.
ويتمثل الإبداع المصري في فتح جبهة، بطول ١٨٠ كيلو حتى لا يعرف العدو المنطقة الرئيسية فيها، أما الإبداع الثاني في هذا و لان عادة الاختراق من العدو يأتي من جانب الجيش فقد اتخذ الجيش الثاني جانبه البحر، و الجيش الثالث خليج السويس، وبالتالي كان دخول البحر للاختراق بعيد.
أما ازالة خط بارليف، فقد كان من الإبداع الكبير، فقد جرت تجارب مهولة لاختراقه، لم تفلح كلها، وكان الحديث بأن فقط القنبلة الذرية فقط تستطيع إزالته، الا أن الإبداع المصري قضى على هذا الوهم عبر مدافع المياه، مجرد مضخات تسحب من القناة لتفتح ممرات للدبابات.
تاريخ يمشي على الأرض
بعد مرور ٤١ عاما على الحرب يقول الشاعر ” اسماعيل بكر” : الذاكرة ليست مكتملة تماماً .. لكن الخطوط الأولية لا زالت مكتملة، و كنا نعقد العزم ألا نعود لمنازلنا وبيوتنا الا بنصر أوشهادة، وهذا الحافز الأكبر، ومنذ بدء ساعة الصفر لا نشعر بأنفسنا ولا ما حولنا، وكان كل هدفنا هو إبادة هذا العدو، وقد استطعنا أن نقوم بكل عمل بطولي، و في كل شبر وصلت فيها أرجلنا طردنا العدو الاسرائيلي منها وطهرناها.
الجندي المصري كما يؤكد بكر ضرب أروع الأمثلة، وضرب بالدليل على أنهم خير أجناد الأرض كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
بكر يرى أن جنود أكتوبر قدموا ملحمة مصرية وبطولة متناهية، داعيا القائمين على أمر البلاد بأن يسوع إلى تكريم من تبقى منهم، ويقول” أنا أناهز السبعين الآن، وأغلب الباقين في هذه المرحلة، هم لن يبقوا طويلا فعلى البلد ألا تنس اهم وتقدم لهم شيء من التكريم أو التذكر اللائق بهم، نحن الآن عبارة عن تاريخ يمشي على الأرض وبعد يوم أو عام أو أزيد قليلا لن نبقى وسينتهي أثرنا، وآمل أن تأخذ الدولة بالها وتكرمهم وهم لن يتجاوز عددهم الألف، وآمل بأن تكون لهم امتيازات كارنيهات مخصصه لهم تتيح لهم خصومات في السفر، ودخول المسارح، والحفلات وما إلى ذلك، وحقيقة هذا الأمر لن يدوم طويلا فبعد ٥ سنوات لن يكون هناك من يحمل هذا الكارنية”.
ولاستعادته الاجترار الذكريات، تأثر بكر وقال:” الانسان كلما يتذكر لا يتمالك نفسه، أتذكر زملاء فقدوا وآخرين استشهدوا، اما نحن فكتبت لنا أعمار ثانية.. افتقدنا زملاء كثر في هذه الحرب حتى وصلنا للنصر”… يزداد تأثره فينهي الحديث ويقول هذا كاف وإلى لقاء.
نوارس تبث الأمل نحو الشرق
يكاد يكون العسكري الوحيد من بين المبدعين فهو بالأساس ابن القوات المسلحة وأحد جنودها، حيث قضى فيها أكثر من ٢٣ عاما، وخلالها شارك في حرب أكتوبر وكانت رتبته ملازم أول، وقائدا لمجموعة عبور.
ذاكرة الشاعر والكاتب عبدالعزيز موافي مكتظة بالعديد من ذكريات الحرب، حتى أنه قدم خلاصتها في رواية “رأس العش”.يقول موافي بأن الجيش والعمل بشكل عام، له سمات تطبع بصمتها الشخصية على الانسان والإبداع، الجيش تعلمت فيه الدأب، الدقة،الإصرار ، كل شيء محسوب تماماً ، الموعد التاريخ، وهذا أمر ساعد الأديب داخلي كثيرا فما أن أقرر إنهاء عمل بعد ٦ شهور لابد أن أنهيه، وقد أثرت في سنوات خدمتي العسكرية كثيراً، فيما أقدمه من أعمال، فالأصل في العسكرية الوضوح وهذا ما قد يبدو في كل أعمالي، حتى في الشعر، والذي هو ابن للغموض، لكني أقدم شعري وأقدم معه المفاتيح التي تستطيع فتح أبواب الغموض فيها.
موافي كان من القوات التي شاركت في الحرب واستطاعت إسقاط موقع رأس العش، ليكون بذلك أول موقع يسقط في الحرب، بعد ساعة وعشر دقائق من القتال، ليصدر البيان الثالث محملا بذلك، ومحفز للمضي قدما في حرب العدو.
الإعلان ببدء الحرب كان بالنسبة لموافي شعورا يصعب وصفه وترجمته بكلمات، مزيج من الخوف بحكم البشرية، مع الا صرار.. أشياء متناقضة في صراع، إلى أن بدأ التحرك ليبدأ الهجوم الضاري من جانبنا، الا أنه برغم ذلك كان معبدا بأسئلة تتصارع داخله حول مآلات كل شيء.
الأديب كان حاضرا بصورة متكاملة مع موافي حتى أنه لما عبر إلى أرض المعركة كان معه شيئان، سلاحه من جانب، وأجندته وقلمه التي وضعها في صدره، ليسجل فيها كل ما يجري في حينه، بالدقيقة والساعة، وهذا وكما يقول هو من تأثير جانب الأديب لديه.
عمله هذا ساهم كثيراً حيث وبعد ٦ شهور كانوا يكتبون السجل التاريخي للواء، من معارك بطولات، الا أنهم نسوا بعض الأحداث،فنبههم أحدهم بأني كنت أسجل، وبالفعل اعتمدوا على ما اكتبه في سجل اللواء التاريخي، وهذا أمر لا يقدمه إلا من كان لديه حس أدبي فعلا.
يلفت موافي الى رمز هام قابله في الحرب، وهو ” النورس” إذ كان يلاحظه طوال سنوات قبل الحرب على الخليج، والتفت له هو بحس الأديب بينما لم يلتفت اليه أحد من المقاتلين، ومع بدء الحرب وأصوات الانفجارات مات عدد كبير منهم، والبقية هربوا في اتجاه الشرق البعيد، وكان ما ان يعبر النواري الى منطقة حتى تدك مدافعنا فيها ونستحوزها، وكأن كل منطقة كان يقرب إليها النورس تعني الأمل، وكأن النواري كانت رمزا لهذا الأمل والتحرر.
موافي يقول الدقيقة الفاصل بين بداية الحرب، والسكون و ما قبلها حاولت ترجمتها إلى كلمات طويلا لكني لم اعرف حتى وجدت “فؤاد حداد” قد قدم ترجمة فعلية، وكنت أقرأ له فوجدته يقول:” في الجو ريحة فرق بين الحياة والموت” وهذه هي الترجمة الحقيقية.
- نشر في نشرة اتحاد كتاب مصر أكتوبر 2014