شرب أكثر من 33 سنتيلتر من الصودا في اليوم يشكل خطرا على الكبد
كوكا كولا، بيبسي، سبرايت وغيرها من المشروبات الغازية التي يتناولها ملايين الأشخاص عبر العالم يومياً؛ وإن كانوا على دراية بأنها من مسببات السمنة ومرض السكري؛ تشكل أيضا خطورة على الكبد. إذ حذرت دراسة أجراها المعهد الوطني للبحوث الصحية والطبية في فرنسا، من أن شرب أكثر من 33 سنتيلتر من الصودا في اليوم يشكل خطرا على الكبد.
وستناقش هذه الدراسة خلال المؤتمر الدولي حول الكبد الذي تحتضنه العاصمة الفرنسية باريس، غدا الخميس، حيث يأمل الإخصائيون في أن تسمح المعطيات الجديدة في تنبيه المستهلكين بخطورة هذه المشروبات الغازية، التي تعتبر بمثابة قنابل حرارية حقيقة؛ كما توضح صحيفة “ لوبارزين”.
وتضيف الصحيفة أنه في مواجهة التصعيد غير المسبوق لهذا المرض الصامت، الملقب بـ“مرض الصودا”، الناجم عن تناول أغذية تحتوي على الكثير من السكر والدهون؛ فإن نحو 20% من الفرنسيين لديهم كبد مغطى بالدهون من دون إدراك ذلك، وهو ما قد يؤدي إلى التهاب يسمى “ناش” ، ومع مرور السنين، قد يتطور الأمر إلى تليف الكبد أو السرطان.
ويوضح دومينيك لانز، الأخصائي في أمراض الكبد والأمعاء بباريس أن “الجسم لا يحتاج إلى الكثير من السكر؛ وبما أن هذه المشروبات الغازية سائلة، فانه يتم استيعابها بسهولة جدا من قبل الأمعاء، ثم تلتقي الكبد الذي يحول هذا السكر إلى دهون، وهذا هو الخطر”.
ويحذر هذا الأخصائي أيضا من مغبة أن هذه الظاهرة تكتسب زخماً لدى الأطفال، حيث أصبح الآباء لا يترددون في تقديم الكوكا أو العصائر للأطفال الذين بدورهم يعتودون على الصودا، مقابل تراجع رغبتهم في شرب المزيد من الماء.
وأوضح البروفيسور ماثورين، رئيس قسم أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى جامعة مدينة ليل الفرنسية، أن الصودا لايْت تعتبر أقل خطورة، مؤكداً أن “المشروبات الغازية لايْت لا تزيد من خطر الإصابة بأمراض الكبد”.
ويَكمُن المشكل الحقيقي في أن النظام الغذائي لـ90% من الأشخاص الذين يشربون الصودا العادية كل يوم في فرنسا؛ غير متوازن للغاية؛ وفق دراسة المعهد الوطني للبحوث الصحية والطبية في فرنسا، التي سيناقشها أخصائيو الكبد، هذا الخميس في باريس.
وإذا كان الكبد يكره المشروبات الغازية، فليس ذلك حاله مع القهوة، إذ تؤكد الدراسة أن الكافيين بجرعات معتدلة، له آثار إيجابية على الكبد، إذ إن البوليفينول يحميه.