سيناريوهات الحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية
وضع الدكتور كولين روبنسون، من الأكاديمية النيوزيلندية سيناريوهات الحرب بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، أثناء عمله مع الأميرال المتقاعد ستيفن بيكر بمركز أبحاث معلومات الدفاع، وهو مركز عسكري أمريكي.
ويعتقد روبنسون أن كوريا شمالية تمارس دبلوماسية الأزمة، بتطويرها للسلاح من أجل الحصول علي تنازلات،من خلال قيامها بأعمال تهديدية ما يتسبب في توتر العلاقات مع كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وجيرانها الآخرين، وفي الوقت نفسه تتبع سياسة دقيقة لتطوير نظامها ليكون قادر علي التهديد، وتستخدم التهديد لكسب الاهتمام والحصول علي تنازلات من اعدائها من خلال المفاوضين.
ويري روبنسون أن النزاع مع كوريا الشمالية لا يشبه إي نزاع تدخلت فيه الولايات المتحدة، ولا يشبه التدخل الأمريكي في أفغانستان أو العراق، وفي النهاية ستفوز الهيمنة العسكرية الأمريكية علي أي نزاع، ولكن في اي نزاع يكون الدمار علي نطاقا واسع ويفقد العديد من الأرواح، وقد يصل عدد القتلي من المدنيين والعسكريين إلي مليون شخص.
وأشارت صحيفة “نيوزيلندا هيرالد” إلي سيناريوهات الحرب التي طرحها روبنسون، وكان من بينها، اسقاط كوريا الشمالية طائرات أمريكية مثلما حدث في عام 1969 عندما تحطمت الطائرة في بحر اليابان وقتل 31 شخص كانوا علي متنها، وفي عام 2003 أسقطت بيونج يانج طائرة مقاتلة أمريكية من طراز “ميج-29” كانت تلحق بالقرب من المجال الجوي لكوريا الشمالية.
ويقول روبنسون في حال وقوع هجوم جديد، من المتوقع أن تشن سفن الولايات المتحدة هجوما بقاذفات القنابل الشبحية وسيكون هجوما مدمرا في المنطقة، وستستخدم واشنطن خلال الهجوم طائرات الشبح من طراز “أف-177″، وهي الطائرات التي نشرتها واشنطن في قاعدة بكوريا الجنوبية واعتبرتها بيونج يانج بإنها بروفة للغزو.
وأوضح روبنسون أن الجانب السيء من قصف المنشآت النووية، هو انتشار الاشعاع في بيونج يانج التي يقدر عدد سكانها 205 مليون نسمة، وقد يمتد الاشعاع إلي شبه الجزيرة الكورية بالكامل وتتأثر به الصين واليابان وروسيا.
ويشير روبنسون إلي تقديرات المخابرات الأمريكية من إمكانية توجيه بيونج يانج ضربة باليستية علي الولايات المتحدة ما يؤدي إلي قتل مئات الآلاف بجانب الجرحي، وبالتالي ستشن واشنطن حينها هجوم انتقامي ساحق علي كوريا الشمالية.
ولفت روبنسون إلي احتمال شن كوريا الشمالية هجمات باستخدام المدفعية والصواريخ التي وضعتها بالقرب من سيول، كهجوم مضاد بإطلاق صواريخ نووية داخل كوريا الجنوبية أو صاروخ غير نووي محمل بـ5 آلاف طلقة يقتل مئات الالاف ويتسبب في أضرار تقدر بمليارات الدولارات.
وأضاف روبنسون أنه في حال استهداف بيونج يانج بصواريخ لسيول ستوجه القوات الجوية الأمريكية ضربات جوية علي كوريا الشمالية، يمكن أن تقضي علي قدرة كوريا الشمالية بالكامل ويمنعها من شن اي ضربة انتقامية، موضحاً أن الهيمنة الجوية هدف رئيسي في الحرب في الساعات الأولي من 48 إلي 72 ساعة لكي يسمح لهم التحكم في المجال الجوي، وخاصة أن بيونج يانج لا تتوقع أن تشن واشنطن الهجوم أولاً.
ويري روبنسون أن التفاوض هو المفتاح لحل اي نزاع لأن الحرب علي شبه الجزيرة الكورية سيعني قتل مئات الآلاف، بجانب حجم الدمار الهائل الذي يخلف عن الحرب ومن الأفضل تجنب كل ذلك إذا كان ممكناً.