سوريا: واشنطن المسؤولة عن الهجوم علي القاعدة الجوية
قال التلفزيون السوري يوم الاثنين إن هجوما يعتقد أن الولايات المتحدة نفذته استهدف قاعدة جوية بعد ساعات من تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من دفع ثمن باهظ بعدما قالت جماعات إغاثة إن عشرات الأشخاص لاقوا حتفهم في هجوم بالغاز في مدينة خاضعة لسيطرة المعارضة.
ونفت الولايات المتحدة مهاجمة القاعدة السورية.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في بيان ”في الوقت الراهن، لا تنفذ وزارة الدفاع ضربات جوية في سوريا“.
وأضافت ”لكننا نواصل متابعة الوضع عن كثب وندعم الجهود الدبلوماسية الحالية لمحاسبة المسؤولين عن استخدام أسلحة كيماوية في سوريا“.
ولدى سؤالها عن الهجوم، امتنعت متحدثة إسرائيلية عن التعليق. وخلال الصراع السوري هاجمت إسرائيل مواقع للجيش السوري مرارا واستهدفت قوافل وقواعد لمقاتلين تدعمهم إيران يقاتلون مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال التلفزيون السوري إن قتلى وجرحى سقطوا فيما وصفه بهجوم بصواريخ يعتقد أنها أمريكية على مطار التيفور قرب حمص القريبة من مدينة تدمر القديمة بوسط سوريا.
وقال التلفزيون السوري في نبأ عاجل ”استهداف مطار التيفور في ريف حمص بعدة صواريخ يعتقد أنها أمريكية“.
ونقل التلفزيون عن مصدر عسكري سوري قوله إن الدفاعات الجوية السورية أسقطت ثمانية صواريخ في القاعدة.
ويقول محللون عسكريون إن هناك انتشارا كبيرا للقوات الروسية في القاعدة وإن هناك أيضا طلعات جوية منتظمة لضرب المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وذكر التلفزيون السوري أن عددا من القتلى والجرحى سقطوا في الهجوم.
واتهمت المعارضة السورية قوات الحكومة بشن الهجوم الكيماوي يوم السبت في مدينة دوما.
وفي حين يحاول مسؤولون دوليون تأكيد الهجوم الكيماوي اتخذ ترامب خطوة نادرة بتوجيه انتقادات مباشرة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن الواقعة.
وحذر ترامب يوم الأحد من أن ”ثمنا باهظا“ سيدفع بعدما قالت جماعات إغاثة إن عشرات الأشخاص بينهم نساء وأطفال لاقوا حتفهم بغاز سام في مدينة دوما المحاصرة الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وكتب ترامب في تغريدة على تويتر ”كثيرون ماتوا من بينهم نساء وأطفال في هجوم كيماوي طائش في سوريا. المنطقة التي شهدت ذلك العمل الفظيع محاصرة ويطوقها الجيش السوري بما يجعل الوصول إليها من العالم الخارجي غير ممكن بالكامل“.
وأضاف ”الرئيس بوتين.. روسيا وإيران.. مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان. ثمن باهظ سيُدفع“.
* مسؤولية واضحة
نفت سوريا شن القوات الحكومية أي هجوم كيماوي كما وصفت روسيا أقوى حلفاء الأسد هذه التقارير بأنها ملفقة.
وحذرت وزارة الخارجية الروسية من القيام بأي عمل عسكري بناء على ”حجج مختلقة وملفقة“ وقالت إن هذا يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة.
وشنت الحكومة السورية هجوما جويا وبريا مكثفا على دوما، آخر معاقل المعارضة في الغوطة الشرقية، يوم الجمعة.
وتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ترامب هاتفيا واتفقا على العمل سويا من أجل تحديد المسؤولية بشكل واضح وقال مكتب ماكرون إنهما اتفقا على أن أسلحة كيماوية استخدمت في الغوطة الشرقية.
وقال ماكرون في فبراير شباط إن ”فرنسا ستشن هجوما“ إذا استخدمت قوات الحكومة السورية أسلحة كيماوية قاتلة ضد المدنيين.
وقال بيان مشترك للجمعية الطبية السورية الأمريكية وأجهزة الدفاع المدني التي تعمل في المناطق التي تسيطر عليها قوات المعارضة إن 49 شخصا لقوا حتفهم في الهجوم.
وأظهر تسجيل مصور نشره نشطاء نحو 12 جثة لأطفال ونساء ورجال وعلى أفواه بعضهم رغى. وسمع في الفيديو صوت يقول ”مدينة دوما 7 أبريل… هناك رائحة قوية هنا“.
وشنت الولايات المتحدة هجوما بصواريخ كروز على قاعدة جوية سورية قبل عام ردا على مقتل عشرات المدنيين في هجوم بغاز السارين في شمال غرب سوريا. ووجهت أصابع الاتهام للأسد في هذا الهجوم.
وقالت مصادر بالإدارة الأمريكية إن تقييم واشنطن يشير إلى استخدام الأسلحة الكيماوية في هجوم السبت.
وقال الاتحاد الأوروبي أيضا إن الأدلة تشير إلى استخدام قوات الحكومة السورية للأسلحة الكيماوية.
وقال دبلوماسي أوروبي إن الحلفاء الغربيين سيعكفون على إعداد ملف يقوم على الصور واللقطات المصورة وأقوال شهود عيان ولقطات للأقمار الصناعية للطيران السوري. لكنه أوضح أنه سيكون من الصعب أخذ عينات من الأرض.
ويجتمع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الاثنين بعد طلبين متنافسين من روسيا والولايات المتحدة.
كان محققو جرائم الحرب التابعون للأمم المتحدة وثقوا في السابق 33 هجوما كيماويا في سوريا ونسبوا 27 منها إلى الحكومة السورية التي نفت مرارا استخدام هذا النوع من الأسلحة.