سوريا: ثلاث عمليات اغتيال تطال قياديين في قوات النظام
استكمالاً لمسلسل الاغتيالات في محافظة درعا في سوريا خلال الشهور الماضية، شهدت أمس المحافظة الجنوبية ثلاث محاولات وعمليات اغتيال، استهدفت إحداها القيادي السابق في «الجيش الحر» والتابع حاليا لفرع «الأمن العسكري» في قوات النظام، مصطفى المسالمة الملقب بـ«الكسم».
وأفادت مصادر محلية أمس بأن أهالي مدينة درعا عثروا الليلة الماضية على جثة يوسف المسالمة، وهو قائد مجموعة في «الفرقة الرابعة» في جيش النظام، وذلك بعد اختطافه من قبل مجهولين.
وذكر موقع «درعا 24» المحلي، أن المسالمة وجد مقتولًا على الطريق الزراعي نصيب – درعا البلد. وتزامن ذلك مع استهداف القيادي مصطفى المسالمة (الكسم) من قبل مجهولين على دراجة نارية، ما أدى لإصابته بجروح.
وفشلت عدة محاولات لاغتيال «الكسم» آخرها تفجير طال منزله في تموز/يوليو الماضي. كما أصيب أمس القيادي السابق في «الجيش الحر» أيسر الحريري، وهو حاليا أحد قادة مجموعات الأمن العسكري في المدينة، نتيجة انفجار عبوة ناسفة بسيارته في حي السبيل في مدينة درعا.
وقال مراسل قناة «سما» المحلية في درعا فراس الأحمد، عبر صفحته في «فيسبوك» إن عبوة ناسفة انفجرت بحي السبيل ضمن مدينة درعا أدت لإصابة شخصين بجروح متفاوتة.
وسجلت المحافظة عشرات العمليات ومحاولات اغتيال أدت في أيلول فقط لمقتل 17 شخصا، معظمهم عناصر سابقون في «الجيش الحر» وإصابة 11 آخرين، حسب مكتب «توثيق الشهداء والمعتقلين في درعا».
وفي إدلب وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل القائد العسكري في لواء «صقور الجبل» المنضوي تحت جناح «الجيش الوطني» الموالي لتركيا، وإصابة زوجته وأطفاله، وذلك جراء قصف صاروخي مكثف من قِبل قوات النظام طال بلدة كنصفرة ومناطق أُخرى من «جبل الزاوية» جنوب إدلب.
تزامناً انطلقت دورية عسكرية منفردة، سيّرتها القوات التركية على طريق اللاذقية ـ حلب الدولي، حيث انطلقت الدورية من بلدة النيرب شرقي إدلب واتجهت نحو منطقة عين حور بريف اللاذقية الشمالي على طول طريق M4 ضمن مناطق نفوذ الفصائل، بغياب الشريك الروسي عن الدورية، حيث تغلب الخلافات بين الجانبين الروسي والتركي حول تسيير الدوريات وتأمينها.
سياسياً، كان لافتاً أمس تزامن هجوم رئيس النظام السوري بشار الأسد على كلٍ من الولايات المتحدة وتركيا، معتبراً أن وجود قواتهما في سوريا «احتلال» مخرجاً من جعبته في التصريحات ذاتها عبارات المديح والثناء للجيش الروسي وعلى ما فعله في سوريا دعماً للنظام.
وقال الأسد خلال لقاء مع وكالة «سيغودنيا» الإخبارية الروسية: «الوجود الأمريكي والتركي على الأراضي السورية هو احتلال ويجب إنهاؤه، وإذا لم يغادر الأمريكيون والأتراك فإن الأمر الطبيعي الذي ينبغي أن يحدث هو المقاومة الشعبية».
الخبير في الشؤون الدولية محمد العطار، اعتبر في تصريحات لـ«القدس العربي» أن الأسد عاجز كلياً عن توفير أدنى المقومات المعيشية للسوريين ضمن مناطق سيطرته، والأزمات المستمرة منذ أسابيع خير دليل، ولذلك يبدو أنه يتهرب من الواقع المأزوم إلى عالم التصريحات الفارغة من المصداقية أو النظرة الواقعية، في محاولة منه إلى تصدير الأزمة الداخلية إلى خارج الحدود.
من جهة أخرى، شدد أردوغان على أن تركيا ليست باقية في الأراضي السورية إلى الأبد، وستنهي وجودها في هذا البلد بمجرد إيجاد حل دائم للأزمة.