سوريا تندد بـ”انتهاك سيادتها” في المنطقة الآمنة
ددت الحكومة السورية، الأحد، ببدء الولايات المتحدة وتركيا تسيير دوريات مشتركة في شمالي سوريا، تنفيذا لاتفاق المنطقة الآمنة بين البلدين.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية “سانا” عن مصدر لم تذكر اسمه في وزارة الخارجية، قوله “تدين الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات قيام الإدارة الأميركية والنظام التركي بتسيير دوريات مشتركة في منطقة الجزيرة السورية”.
واعتبر المصدر أن تسيير الدوريات “انتهاك سافر للقانون الدولي ولسيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية”.
وتابع: “تؤكد سوريا أن هذه الخطوة تمثل عدوانا موصوفا بكل معنى الكلمة وتهدف إلى تعقيد وإطالة أمد الأزمة في سوريا (…)”.
وكانت الدوريات الأميركية التركية المشتركة بدأت في وقت سابق، الأحد، في منطقة تل أبيض قرب الحدود التركية في شمال سوريا.
وأفادت وكالة “فرانس برس” بدخول 6 آليات مدرعة تركية إلى الجهة السورية للانضمام إلى المدرعات الأميركية، قبل أن تنطلق أولى الدوريات المشتركة بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم 7 أغسطس.
ويهدف إلى إنشاء منطقة آمنة تفصل بين مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديموقراطية، والحدود التركية.
وقبل ساعات من بدء الدوريات، كثفت القوات الأميركية والتركية كثفت طلعاتهما الجوية، شمال شرقي سوريا.
وأكدت أنقرة قيام قوات بلادها ونظيرتها الأميركية بمهمات استطلاعية جوية فوق المنطقة المعنية، خلال الأيام الماضية، إضافة إلى إنشاء مركز عمليات مشترك.
وستكون المنطقة الآمنة ذات طبيعة أمنية وعسكرية، حيث تم الاتفاق بين واشنطن وأنقرة على أن يتراوح عمقها بين 5 إلى 14 كيلومترا.
وبحسب مصادر إعلامية، فقد اتفق الطرفان كذلك على سحب الأسلحة الثقيلة لمسافة 20 كيلومترا، بالإضافة إلى خلو المنطقة من وحدات الشعب.
وتقول واشنطن إنها تسعى إلى تهدئة مخاوف أنقرة الأمنية في سوريا، لكنها أيضا ترى أن أي تدخل عسكري تركي أحادي الجانب في شمالي سوريا يمكن أن يعرقل استمرار هزيمة تنظيم “داعش” في المنطقة.
وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب “تنظيما إرهابيا” يهدد أمنها القومي، لكن الولايات المتحدة ودولا غربية أخرى على غرار فرنسا دعمت هؤلاء المقاتلين الأكراد الذين شاركوا في الحرب ضد “داعش” في سوريا.