سوريا: تسمم أكثر من 70 مدنياً في مخيمات إدلب بوجبات إفطار فاسدة
أصيب نحو 70 مدنياً بينهم 30 طفلاً، بحالات تسمم غذائي، أمس، في مخيم للنازحين، نتيجة تناولهم وجبات إفطار فاسدة، موزعة من قبل إحدى الجمعيات الخيرية العاملة في بريف إدلب شمال غربي سوريا.
وقالت مصادر أهلية لـ»القدس العربي»، إن العشرات من أهالي مخيم «رعاية الطفولة» في دير حسان، ومخيم آخر على طريق أطمة، بريف إدلب، تسلموا وجبات جاهزة في إطار حملة «إفطار صائم»، قبل أن يتبين أن تلك الوجبات فاسدة، حيث وصلت سيارات الإسعاف إلى تلك المخيمات لإنقاذ الأهالي، مرجحين سبب انتشار حالات التسمم الغذائية و»فساد الوجبات الموزعة على النازحين ضمن المخيمات، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة ونقل الوجبات ضمن سيارات مغلقة تفتقر لعملية التبريد، إضافة إلى تعرض قسم منها للشمس لوقت طويل قبل توزيعها على المدنيين».
وكشفت مصادر طبية عن «وصول حالات تسمم غذائي، لليوم الثاني على التوالي، من أحد المخيمات الواقعة بين كللى وباتبو، حيث حولتهم الفرق الطبية إلى مشفى شام للأطفال، ومشفى القدس لتلقي العلاج اللازم» كما قال طبيب مختص في مشفى شام للأطفال إن حالات التسمم ناتجة عن تعرض الطعام لأشعة الشمس، لافتاً إلى ان معظم الحالات خفيفة غير حرجة.
الدفاع المدني السوري، قال ان 70 مدنياً بينهم 31 طفلاً و21 امرأة، أصيبوا بحالات تسمم داخل مخيم رعاية الطفولة في تجمع مخيمات دير حسان بريف إدلب الشمالي، بسبب وجبات طعام التي وزعت في المخيم قبل موعد الإفطار يوم أمس، حيث عملت فرق الخوذ البيضاء، على نقل المصابين من المخيم للمراكز الطبية في المنطقة لتلقي العلاج اللازم.
ووفق مصادر «القدس العربي»، فإن المصابين من الأطفال والنساء نقلوا في وقت متأخر ليلة أول أمس، إلى المشافي والمراكز الطبية بشمال إدلب، نتيجة وجبات غذائية، وزعتها جمعية «طوبى الخيرية» في مخيم الطيبة لأهل معرة حرمة، ومخيم المختار لأهل كفروما بالقرب من بلدة كللي في ريف إدلب الشمالي.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان لليوم الثاني على التوالي، وجود حالات تسمم ضمن مخيمات الشمال بمحافظة إدلب وذلك بعد يوم واحد من نقل 65 نازحاً ضمن مخيم «رعاية الطفولة» غالبيتهم من النساء والأطفال في ريف إدلب الشمالي، بعد تعرضهم لتسمم غذائي على خلفية تناولهم لوجبة إفطار كانت إحدى «الجمعيات الخيرية» قد قدمتها لهم.
وبالتوازي، أعلن وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة الدكتور مرام الشيخ، امس، خلو المناطق المحررة شمال غربي سوريا، من أي إصابة بفيروس كورونا، وأعلنت وزارة الصحة في بيان على موقعها الرسمي، إجراء 84 اختباراً جديداً، أمس، وظهر أن جميع النتائج سلبية.
وأضاف البيان إلى أن الاختبارات التي أجريت على حالات مشتبه بإصابتها بفيروس كورونا وصلت لغاية تاريخ 12 مايو إلى 589 حالة وكل النتائج سلبية، وسبق أن أعلنت الحكومة السورية المؤقتة فرض إجراءات وقائية عدة منها حظر للتجول في مناطق بالشمال السوري على فئات عمرية محددة، وإغلاق المعابر مع النظام وقوات «قسد» وإغلاق المدارس ودور العبادة.
ويشهد الشمال السوري حالة اكتظاظ سكاني كبير، بسبب النزوح من المناطق التي تقدم إليها النظام، بالإضافة لانتشار مخيمات عشوائية لا تحظى بأدنى مقومات الحياة أو الخدمات الصحية والطبية.
وحذرت الأمم المتحدة من تداعيات احتمال انتشار فيروس «كورونا»، بين المدنيين في مناطق شمال غربي سوريا، حيث يعانون أساساً من ضعف الخدمات الصحية وندرتها، وأعلنت منظمة «أطباء بلا حدود»، أمس الأربعاء، أنها أرسلت 46 طناً من الإمدادات الطبية الضرورية، يرافقها فريقاً طبياً، إلى شمال شرق سوريا، بهدف دعم الأنشطة الطبية والاستجابة لمواجهة فيروس كورونا، مشيرة إلى أن عدد الإصابات المسجلة بالمنطقة هو 5.
وقالت في بيان، إنه خلال الأسبوع المنصرم هبطت طائرتان استأجرتهما المنظمة في مطار إربيل الدولي شمال العراق، على متنهما 46 طناً من الإمدادات الطبية الضرورية، برفقة 14 طبيباً في المنظمة، مشيرة إلى أن المساعدات أرسلت إلى شمال شرقي سوريا، برفقة الفريق الطبي الذي انتهى من قضاء مدة الحجر الصحي لـ 14 يوماً.
وقال مدير مكتب منظمة أطباء بلا حدود، ويل ترز، «نحن مسرورون لأننا استطعنا شحن الإمدادات، التي تحتاج إليها المنطقة وإيصال الفريق الطبي، سيسمح لنا ذلك بالاستمرار في تقديم الخدمات الطبية الأساسية والدعم في إطار الاستجابة لكوفيد-19 (كورونا) في شمال شرقي سوريا»، معرباً عن الامتنان لإقليم كردستان العراق بسبب التسهيلات التي قدمها للمنظمة، وأكد أن المنظمة تعمل على زيادة حجم أنشطتها بالاستجابة لفيروس كورونا، في محافظة الحسكة ومخيم الهول والرقة وعين العرب.
وأشار إلى أنه تم تسجيل 5 إصابات بفيروس كورونا في شمال شرقي سوريا، توفي منها حالة واحدة فقط، وكانت أعلنت إدارة «قسد» التي تسيطر على أغلب منطقة شمال شرقي سوريا، في 29 أبريل الماضي، عن تسجيل إصابتين بفيروس كورونا، في محافظة الحسكة، وذلك بعد إعلان منظمة الصحة العالمية في وقت سابق عن إصابة في المحافظة تكتم النظام عن الإفصاح عنها في وقت مبكر.