سكان غزة يواجهون قمع وحشي وبطش واسع النطاق
مع اتساع الحراك الشعبي المناهض لحركة حماس في قطاع غزة، واستمرار الاحتجاجات لليوم الرابع على التوالي، ما يكشف عن وجهها الحقيقي، بعد أن باشرت باستخدام القوة المفرطة ضد الشعب، المنهك أصلا من الاحتلال والحصار.
وفي قطاع غزة، الذي تهيمن عليه حركة حماس، يعاني المواطن الفلسطيني العادي من ظروف “قهرية” وهو إلى جانب هذه الظروف، مطالب أيضا بدفع الضرائب عن كافة السلع والخدمات بصورة تثقل كاهله أكثر فأكثر.
وبينما يواجه الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين المحتجين على الحدود بالرصاص، ويسقط قتلى منهم، فإنهم في الشارع الغزاوي يواجهون قمعا وحشيا وبطشا واسع النطاق، بحسب الصور والفيديوهات، التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
وباختصار ومنذ عام 2007 تقريبا، أي منذ سيطرة الحركة على القطاع وهيمنتها عليه وتكريسها للانقسام، أصبحت حركة حماس بالفعل “عدوا للشعب الفلسطيني”.
وفي هذا الإطار، قالت الكاتبة والإعلامية الفلسطينية، نور عودة، إن “ما يحدث للأسف هو عنوان المأساة منذ عام 2007، فالشعب الفلسطيني في غزة عانى من بطش الاحتلال ومن 3 حروب، ولا يزال يعاني من حصار خانق، ويدفع أيضا مقابل سياسات حماس وبطشها”.
وقالت: “الحراك الشعبي في غزة يجب ألا ينظر إليه بمعزل عن تحركات سابقة، بل هو امتداد لتلك التحركات التي ظهرت تحت عناوين مختلفة مثل الحراك ضد الانقسام والحراك للمطالبة بالعمل”.
وشددت على أن الجولة الحالية من الحراك “بدنا نعيش”، يمكن أن تكون قاسية، وأن حماس قد تلجأ إلى جانب البطش والاعتقالات إلى القتل، لكن عودة أكدت على أنه “لا يمكن هزيمة الشعب”.
وأضافت: “حماس تختطف مليوني فلسطيني، وبالتالي فهي تستفرد بالشعب هناك، لكن الشعب سيستمر.. وقمع حماس سيزيد”.
الغريب في الأمر أن حركة حماس هي التي كانت تدفع الشعب الفلسطيني في القطاع إلى الخروج إلى الحدود مع إسرائيل والتحرك والاحتجاج ضدها.
وفي المقابل، تقمع أي تحرك داخلي وتستخدم القوة المفرطة في لردع أي احتجاجات ضدها، ومن هنا شنت الحركة حملة اعتقالات واسعة شملت الصحفيين والمطالبين بالعمل وكل النشطاء المعارضين.
ومن أجل الحصول على مكاسب، استغلت حماس الفلسطينيين في القطاع، وذلك بتحريك الفلسطينيين على الحدود مع إسرائيل، وهو التحرك الذي أسفر عن مقتل العشرات برصاص الجيش الإسرائيلي.
حيث بات الفلسطينيون في القطاع بمثابة ورقة مساومة للحصول على أموال من قطر، بموافقة إسرائيلية بالطبع.
ومن خلال ما يجري في قطاع غزة من أحداث ومواجهات وقمع وبطش ترتكبه حركة حماس ضد حراك شعبي مسالم، فإن السؤال الذي يطرحه نفسه هو “إذا كانت حماس تقتحم البيوت وتضرب الشباب وتعتدي على الصحفيين، بدعوى مؤامرة أو حماية المقاومة، فكيف ستدافع عن صورة الفلسطينيين، أو عن موقفهم أمام العالم إزاء اعتداءات إسرائيل عليهم، واقتحام جنودها بيوتهم واعتقالها شبابهم وضربها لهم بدعوى حمايتها لذاتها؟”.
وفي هذا الشأن قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، ماجد كيالي: “إن ما تقوم به حركة حماس بتحريك الفلسطينيين في غزة إلى الحدود مع إسرائيل، هو نتيجة لتوظيف الشعب، باعتبار أنه مطالب بتقديم التضحيات، وبالتالي فهو يدفع الثمن الباهظ”.
وأضاف أن حماس التي كانت تعتبر نفسها “حركة مقاومة” تجد نفسها في مواجهة تحركات شعبية، من خلال الاحتجاجات الشعبية والحراك المتواصل منذ أيام.
وبالنسبة إلى كيالي، فإن حماس “تدافع عن سلطتها فقط”، مضيفا: “لا مقاومة إسرائيل ولا تحرير فلسطين يبرر ما تفعله في غزة”، بعد أن وضعت نفسها في مواجهة الشعب وأخذت تقمعه وتعتقله وتبطش به.
كما أشار إلى أن حماس شأنها شأن “الأنظمة الاستبدادية التي همشت مجتمعاتها وصادرت حرياتها واشتغلت بقمع شعوبها”، معتبرا أن “إسرائيل أصبحت قوية لهذه الأسباب”.
وتساءل كيالي عن “الفرق بين ما ادعته وما فعلته أنظمة الاستبداد تلك، وما تقوله وتفعله حماس بالشعب الفلسطيني في غزة”.