سفير إسرائيلي سابق في واشنطن يحذر من تبعات خسارة ترامب في الانتخابات
حذر سفير إسرائيل السابق في واشنطن زلمان شوفال، في مقال نشرته صحيفة “معاريف ” الإسرائيلية أمس، من تغير الموقف الأمريكي من إسرائيل في حال خسر دونالد ترامب الانتخابات قبيل نهاية العام الحالي، معتبرا هذه الانتخابات جبهة حقيقية.
وبالتزامن قال السفير الجديد غلعاد اردان إنه لا يستخف بالمعارضة الدولية لمخطط الضمّ .ويعتبر ان الرابع من يوليو/ تموز، يوم الاستقلال الامريكي لم يكن هذه السنة عيدا لمعظم الامريكيين.
ويقول إنه من جهة أولى فإن فيروس كورونا قتل حتى الآن أكثر من 130 ألف نسمة (ونحو 45 ألف مريض جديد فقط في يوم الاستقلال)، ومن الجهة الأخرى، فإن سلسلة طويلة من الفيروسات السياسية العنيفة من اليسار ومن اليمين تزرع الدمار في النسيج الاجتماعي الأمريكي ومن شأنها ان تضعضع أساساتها السياسية والاقتصادية ومكانتها في العالم.
وبرأيه كانت الولايات المتحدة دوما دولة عنيفة، من يوم تأسيسها بل وقبل ذلك، والى جانب ذلك، بشكل مفعم بالمفارقة، بل وربما كنظرية مضادة، محدثة للتقدم، والحركة، والتنور الاجتماعي، والديمقراطية وحقوق المواطن، التي شكلت نموذج اقتداء او حسد لقسم كبير من العالم، واعتبرت من الآخرين كتهديد.
ويضيف “تشهد الولايات المتحدة اليوم صراع جبابرة بين هذين الميلين المتضاربين في طبيعتها القومية. وبالنسبة لهما ستكون الانتخابات القريبة المقبلة ليس فقط مؤشرا لما سيأتي، بل وأيضا جزءا من الصراع نفسه”.
ويرى أن المواجهة ليست على الخطوط الواضحة بين الديمقراطيين والجمهوريين بل على طبيعة وجوهر هذين الحزبين.
ويتابع شوفال “يعتقد واحد من زملائي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن بأن ما يمّيز الديمقراطيين هو “انعدام الانسجام والثبات المميز لهم”، بينما لدى الجمهوريين تتسع الصدوع بين مؤيدي ترامب الشعبويين وبين النواة المحافظة القديمة”.
ولكن ما له صلة بالأمر في هذه اللحظة على نحو خاص هو معركة “إنزال الأيادي” في الحزب الديمقراطي.
ويقول السفير السابق في هذا الصدد: “صحيح أن جو بايدن ليس المرشح الأكثر إثارة للحماسة، ولكن مثلما في النكتة عن الرجل الذي عندما سئل لماذا طلق زوجته وتزوج امرأة بشعة أجاب: “لأنها مختلفة”. إن فرص بادين للنصر في الانتخابات على خلفية العداء لترامب في أجزاء من الجمهور الأمريكي الذي يتهمه بالفشل في مكافحة كورونا، في خط ارتفاع. ولا يزال يعمل في صالح الرئيس هو التحسن في الوضع الاقتصادي، بما في ذلك انخفاض معدلات البطالة والازدهار في “وول ستريت” وكذا رد الفعل الغريزي الغاضب في أوساط جماهيرية مختلفة على المظاهرات والفوضى في الشوارع في أعقاب مقتل المواطن الأمريكي الأسود، وعلى المبادرات الفوضوية لإلغاء الشرطة، ولكن ليس واضحا ما إذا كان هذا سيكفي ترامب دون أن يلوح انتصار واضح على كورونا”.
ويرى شوفال ان استراتيجية الانتخابات لدى ترامب هي لصق شارة يسارية على بايدن كي تبعد عنه مصوتين محتملين من وسط الخريطة السياسية ممن ملوا شعبوية ترامب، ولكن هذه تصطدم بالمصاعب، إذ أن ماضيه السياسي يميزه كرجل وسط بوضوح.
تنازلات تكتيكية
ويضيف “صحيح انه تماثل علنا مع بعض من شعارات اليسار، بل وعين عضو الكونغرس الكسندريا اوكزيو ـ كورتيج اليسارية رئيسة مشتركة في إحدى اللجان المهمة لتصميم برنامج الحزب، ولكن المحاولات لربطه بالدعوات لإلغاء الشرطة اصطدمت بالرفض التام”.
وبرأيه ثمة مراقبون يعتقدون بأن البادرات الطيبة التي قدمها بايدن لليسار كانت تكتيكية في أساسها واستهدفت رأب الصدع في الحزب، وثمة من يأمل بأن المجموعة التقدمية هي الأخرى تسعى أولا وقبل كل شيء لتوحيد كل القوى قبيل الانتخابات وليس الى ثورة إيديولوجية وسياسية. وبرأيه ليس صدفة ان رأى مراقبون سياسيون ورؤساء المعسكر اليساري نفسه في انتصار مرشحهم في الانتخابات التمهيدية في برونكس على عضو الكونغرس القديم ايليوت آنجل جزءا من معركة شاملة لاحتلال الحزب.
ويقول انه مع أن الأغلبية المعتدلة لا تزال مسيطرة ولكن عدم الاكتراث الزائد من شأنه ان يكون في غير صالحها، وان الطابع المناهض لاسرائيل في معسكر اليسار وفي بعضه اللاسامي كان معروفا من قبل أيضا، ولكنه تجّسد بقوة أكبر في الأسبوع الماضي عندما وقعت اوكزيو كورتيج الى جانب السناتور بارني ساندرس، أجنحة “جي ستريت” ومحافل أخرى مناهضة لاسرائيل، أعضاء الكونغرس على رسالة تدعو الى وقف المساعدة الأمنية لاسرائيل إذا ما طبقت خططها للضم ولم تحترم حقوق الإنسان في المناطق الفلسطينية.
مبادرات متكررة
ويزعم شوفال ان هدف هذه المجموعة هو بلورة سياسة مناهضة لاسرائيل على نحو ملموس عندما ينتصر الديمقراطيون. ويحذر بالقول” صحيح أنه في هذه المرحلة لا يوجد احتمال في أن ينجحوا وبايدن أعلن انه سيعارض اشتراط المساعدة الأمنية لاسرائيل، ولكن مثل هذه المبادرات ستبقى”.
ويخلص السفير الإسرائيلي السابق للقول “يتعين على اسرائيل، في كل الأحوال ان تكون جاهزة لكل احتمال في الانتخابات الأمريكية”. وبرأيه “يجدر برئيس الوزراء الاسرائيلي أن يشكل في أقرب وقت ممكن مجموعة عمل من أفضل الخبراء في الساحة الأمريكية في البلاد وفي الولايات المتحدة، بما في ذلك رجال وزارة الخارجية في الماضي وفي الحاضر، وسفيرنا التالي في واشنطن جلعاد اردان ليقف في جبهة المعركة”.
وبذلك ينضم شوفال لمراقبين ودبلوماسيين إسرائيليين سابقين يحذرون من الرهان على ترامب ووضع إسرائيل كل بيضاتها في سلته، داعين لفتح حوار مع الحزب الديمقراطي الآن.
لا أستهين بالمعارضة العالمية للضم
في سياق متصل قال السفير الإسرائيلي الجديد في واشنطن وفي الأمم المتحدة غلعاد إردان، إنه لا يستهين بالمعارضة العالمية لخطة فرض السيادة الإسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية، وانه يهدف الى التوضيح للعالم المصالح الإسرائيلية وأهمية تحديد حدود الدولة “والحق التاريخي” لإسرائيل في الضفة الغربية المحتلة.
وأكد في حديث إذاعي أمس، ان عمليات الانسحاب أحادية الجانب التي قامت بها إسرائيل لم تؤد الى السلام، وان الأمر الوحيد الذي سيكفل استمرار وجود إسرائيل هو رسم حدود يمكن الدفاع عنها.
وأضاف “لعل الفلسطينيين يدركون من خلال خطوة فرض السيادة ان مرور الوقت لا يصب في مصلحتهم”.