سعد الحريري متفائل بعد لقاء عون واتجاه لعقد مجلس الوزراء بعد تعطيل طويل
حملت زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى قصر بعبدا الخميس ولقاؤه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خبراً إيجابياً يتعلق بإنعقاد وشيك لجلسة مجلس الوزراء بعد أكثر من شهر على تعطيل الجلسات نتيجة التجاذب السياسي الحاد الذي رافق حادثة البساتين والتشنج الحاصل على خلفية احالة الحادثة الى المجلس العدلي أم لا. وقال الحريري بعد انتهاء الاجتماع بعون «الاجتماع كان إيجابياً والحلول باتت على الآخر وأنا متفائل أكثر من قبل ويجب الانتظار قليلاً».
وكان المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم الذي قاد سلسلة مبادرات واتصالات إنضم الى اجتماع عون والحريري وخرج ليعلن أن الأجواء ممتازة في ظل معلومات تفيد عن دعوة لعقد جلسة لمجلس الوزراء وفق جدول الأعمال الذي كان مقرراً في 2 تموز على أن يكون التطرق الى حادثة قبرشمون في حال حصوله بشكل محدود ومن دون عرقلة مسار الجلسة بمعنى آخر ليس على جدول البحث إحالة حادثة البساتين الى المجلس العدلي.
وتأتي هذه الحلحلة بعد تصاعد لهجة الخطاب السياسي وخصوصاً من قبل رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل الذي اغتنم ذكرى 7 آب ليطلق النار في اتجاهات عدة خصوصاً في إتجاه رئيس حزب القوات اللبنانية ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، واصفاً تحالف جنبلاط وجعجع بتحالف الميليشيا، مؤكداً أننا «لن نستأذن أحداً لندخل إلى بيوتنا في الجبل، ولن نسمح بالاقطاعيات السياسية والجيش من واجبه أن يحمينا».
وقال «تعاطينا ما قبل الحادثة هو مفهوم الدولة مقابل اللادولة. ترون اليوم منطق الميليشيا مقابل منطق الدولة، الميليشيا مرتبطة بالخارج، أما نحن فدولة القانون التي نريدها محصّنة ضد الخروقات من الخارج، وسنبقى عابرين للطوائف ونعمل من أجل المصالحة العميقة بالنفوس مهما عرقلوها». وأضاف في خلال وضع الحجر الأساس لبيت التيار «نبني بيتنا من تبرّعات الناس. ستسمعون الانتقادات من كثر ممن لديهم قصور بنوها من أموال الخارج. ويبقى شرفنا بالتيار أننا لا نمد يدنا على جيوب الناس ولا على أموال الدولة، ولا نمد يدنا إلى الخارج لنبيع القضية. بنوا قلاعهم من الخوات ومن تمويل الخارج ويعيبون علينا فقرنا، ويتم وصفنا بالفاسدين».
ردود على السفارة
بقي بيان السفارة الامريكية في بيروت الذي دعا الى عدم التعاطي بخلفية سياسية في القضاء محور متابعة، وأكد «الحزب التقدمي الاشتراكي» «أن البيان يعكس نظرة الغرب القلقة تجاه ما يحدث في لبنان من تدجين وتدخل سافر في شؤون القضاء ومحاولة تركيب ملف غير مطابق لنتائج التحقيقات».
ولفت عضو اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن الى « أننا لم نطلب من أحد شيئاً ، ونحن لطالما رفعنا شعار النأي بالنفس عن كل القضايا. ولكن عندما يتدخل الإيراني والسوري في الشؤون اللبنانية، لا نستطيع ان نقول لفريق آخر او لجهة دولية أخرى لماذا تتدخلين».
كما أوضح النائب بلال عبدالله «ان السفارة الأمريكية لم تتكلم مع رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط»، وقال» في كل الأحوال الخط الأحمر على جنبلاط، وضعه اهل الجبل، الحزب الاشتراكي، وحلفاء وليد جنبلاط، ولسنا بحاجة لسفارات ولا للخارج ليحصّن لنا وضعنا الداخلي، لم تكن سابقاً ولن تكون مستقبلاً».
في المقابل، اعتبرت مصادر في وزارة الخارجية اللبنانية انه «من الجيد أن تهتم السفارات بسلامة العمل القضائي في لبنان وعدم اقحام السياسة فيه»، مشيرة الى أنه «من المهم أيضاً ألا تقحم السفارات نفسها في ما لا يعنيها، اي في شؤون لبنان الداخلية وتحديداً في عمل القضاء».
«السجالات لا تنتج حلاً»
تزامناً، وبعد الضجة التي اثارها الوزير وائل ابو فاعور حول اختيار قاضي التحقيق العسكري مارسيل باسيل للنظر في حادثة قبرشمون ، قرر القاضي باسيل وقف النظر بدعوى حادثة البساتين في انتظار صدور قرار محكمة الاستئناف المدنية في بيروت الناظرة بطلب ردّ القاضي باسيل.وجاء قرار القاضي باسيل انسجاماً مع نص المادة 125 من قانون أصول المحاكمات المدنية، التي تفرض على القاضي المطلوب ردّه، التوقف عن النظر في الدعوى إلى أن تبت محكمة الاستئناف اما بقبول الطلب، فيحال الملف الى قاض آخر، واما رفضه فيستأنف القاضي تحقيقاته من النقطة التي وصل اليها.
الى ذلك، وفيما رأت « كتلة الوفاء للمقاومة» « أن السجالات بين الفرقاء لا تنتج حلاً وأن التدخلات الأجنبية مدانة لانها لا تخدم المصلحة الوطنية»، لفت أن صحيفة «دايلي ستار» الصادرة باللغة الانكليزية في بيروت أطلقت الخميس عدداً خاصاً أرادت من خلاله إطلاق صرخة لإنقاذ لبنان بعد خطوة مماثلة سبق لجريدة « النهار « أن قامت بها. وصدرت الصفحة الاولى من الجريدة باللون الاسود، خالية من أي خبر، تتصدرها عبارة « لبنان «.
فيما صدرت الصفحة الأخيرة بالألوان تتصدرها الأرزة الخضراء، مذيّلة بعبارة: «استيقظوا، لم يفت الأوان بعد» وهي عبارة أرادت من خلالها الصحيفة توجيه دعوة مفادها أنه « حان الوقت كي يستيقظ اللبنانيون، وبأن الوقت لم يفت بعد لإنقاذ البلد».
وأكد رئيس تحرير الصحيفة نديم اللادقي «أن هذه الصرخة ليست موجهة ضد أحد او مع احد، إنما شعرنا اننا يومياً نملأ صفحات الجريدة بالاخبار نفسها تقريباً. المطلوب التذكير بأن الصورة الكبيرة للبنان غير جيدة، فلنعمل سوياً على تحسينها بدل ان نغرق في التفاصيل الصغيرة». ولفت الى «أن بعض وسائل الاعلام ذكر بأن الدايلي ستار تنعى لبنان، اود ان اوضح بأن ليس هذا هدفنا، لأننا في النهاية، تحوّلنا من اللون الاسود في الصفحة الأولى الى الألوان في الصفحة الاخيرة، كي تكون صدمة، وتنبيهاً ان هذا ممكن ان يحصل، لكننا في المقابل ما زلنا مؤمنين بأن هناك مجال لانقاذ لبنان».