الشأن الأجنبي

سحبُ جنود أميركيين من أوروبا خلال 72 ساعة وتفعيل خط الطوارئ بين تل أبيب وواشنطن

 

كشف جنرال أميركي أن بلاده وإسرائيل سيفعِّلان خطط الطوارئ بينهما؛ لشن رد مشترك في حال وقع هجوم صاروخي من إيران بأي لحظة، الأمر الذي يُصاحب وصول القوات الأميركية إلى إسرائيل من أوروبا في غضون 72 ساعة.

وقال الجنرال ريتشارد كلارك، قائد سلاح الجو الثالث، للصحفيين في قاعدة هازور الجوية، يوم الخميس 8 مارس/آذار 2018، خلال مناورات Juniper Cobra، وهي مناورات عسكرية دفاعية مُشتركة تقام بين كل من الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل كل عامين، “يعتمد الأمر على السيناريو المُتبع في مرحلة ما، لكن سيكون لدينا قوات قتالية تتحرك في غضون 72 ساعة”.

ومن الجدير بالذكر أن الهدف من تدريبات الدفاع الجوي هذه، هو شحذ وتطوير قدرة الدولتين على العمل كقوة مهام مشتركة ضد أي هجوم صاروخي إيراني، بحسب تقرير على موقع مجلة “ديفينس نيوز”: الأميركية الجمعة 9 مارس/آذار 2018؟

وأضاف: “يُمكننا أن نطور قواتنا على النحو المطلوب، ويُمكننا على الفور تقريباً أن نبدأ في تحريك القوات”.

ونظراً إلى المشاركة المتنامية والدائمة من جانب قوات الحرس الثوري الإيراني خارج حدود إسرائيل مع سوريا، فإن مناورات هذا العام -وهي التاسعة من نوعها؛ إذ كانت بدايتها في عام 2001- بمثابة البروفة لإعداد رد فعل مشترك أصبح وارداً أكثر، بحسب المجلة الأميركية.

ومن جانبه، صرح المُقدّم تال كادوري، رئيس قسم التعاون في الجيش الإسرائيلي، للمجلة الأميركية: “بالنسبة لنا، نسمي هذه المناورات (بروفة)؛ لأننا نفهم أن هذا يُمكن أن يحدث، ويمكن تفعيل [قوة المهام المُشتركة] في أي لحظة”.

ووفقاً لكادوري، الذي لعب دوراً فعالاً في التخطيط لعدة تدريبات ضمن هذه المناورات، فإن السيناريوهات الناجمة عن التهديد الإيراني تتزايد أهميتها، “ليس لمجرد تدخُّل إيران بسوريا، ولكن في كل مكان. نحن نتفهم أن إيران تنشر أسلحتها بالعديد من الأماكن في الشرق الأوسط، ويُمكننا القول بثقة، إن هذا يُمثل تهديدنا الرئيسي”.

وقال كادوري إن الهدف الرئيسي من مناورات عام 2018 هو “رؤية كيف يُمكن للقوتين الرد على التهديدات المستمرة التي تشكلها إيران”.

 

قوة مهام مشتركة

وتحقيقاً لهذه الغاية، قام الحليفان بتأسيس قوة مهام مشتركة، تقوم فيها إسرائيل بالتخطيط وقيادة الآلاف من القوات البرية والبحرية القابلة للتشغيل المتبادل، وتجري جميع التدريبات وفقاً للغة وقواعد اشتباك مُشتركة، بحسب المجلة الأميركية.

وقال العقيد في سلاح الجو الأميركي، جاستن هيكمان، رئيس أركان قوة المهام المشتركة مع إسرائيل، إن البلدين قاما بتطوير تكتيكات وأساليب وإجراءات إلى درجة أن جميع القوات لديها قابلية التشغيل البيني المُتبادل السريع للغاية.

وأضاف: “نستخدم تنسيق قوة المهام المشتركة، مما يسمح لنا بجلب جنود البحارة والطيارين ومشاة البحرية معاً، لتدريبهم بهذه الطريقة. إنه أمر أصيل بعقيدتنا العسكرية، ولا سيما، في ضوء التهديد المُلحّ الذي تتعرض له إسرائيل… بالإضافة إلى أننا نرحِّب دائماً بفرصة العمل معاً في بيئة تدريبية حافلة بالتحديات”، بحسب “ديفينس نيوز”

وتابع: “منذ اللحظة التي نصل فيها إلى هنا، تعمل قوات الدفاع الجوي الإسرائيلية معنا في جهد مشترك. ولا يحدث ذلك من فراغ؛ إذ عليك بناء هذه العلاقات مع مرور الوقت. كما لا يمكنك بمجرد الوصول إلى هنا، أن تتوقع العمل معاً بشكلٍ فعالٍ. لهذا السبب، نقوم بهذه التدريبات كل عامين، مع عقد مؤتمرات واجتماعات روتينية بينها”.

 

2500 جندي أميركي منتشرون في إسرائيل

وبحسب تقرير المجلة الأميركية، تشمل مناورات هذا العام (2018)، 2500 جندي أميركي منتشرين في إسرائيل، قادمين من أوروبا. وعلى الرغم من أن عدد الأميركيين على الأرض أقل قليلاً مما كان عليه في الأعوام السابقة، فقد أصرّ كادوري على أن هذا لا يشير إلى تدني أولوية المناورات؛ بل إلى تحسين قابلية التشغيل البيني المُتقن من الجانبين.

وأضاف: “ليس فقط القوات المنتشرة هنا في إسرائيل، ولكن القوات المُتمركزة بألمانيا التابعة للقيادة العسكرية الأميركية-الأوروبية U.S. European Command، حيث نتواصل عبر قنوات الاتصال وغيرها من أساليب التشغيل البيني. لذا، فإن حقيقة أنك لا تراها على أرض الواقع هنا لا تعني أنها غير موجودة هنا؛ إذ تُعد تلك المهمة أكبر بكثير، مع تداخل شبكة كبيرة من المشاركين على الرغم من عدم وجودهم هنا جسدياً”، بحسب المجلة.

وأشار هيكمان إلى أنه ليس فقط إسرائيل هي من تستفيد من التدريب المشترك والتخطيط للطوارئ.

وقال: “إننا نستفيد من إحضار الجنود هنا للتدريب الواقعي، وفي تحسين وسائل التنقل والدروس التي نتعلمها من العمل مع شركائنا الإسرائيليين. لديهم أنظمة الدفاع العسكرية (أرو-Arrow)، و(دايفيد سلينج-David’s Sling)، و(أيرون دووم-Iron Dome). ولدينا (باتريوت-Patriot)، و(ثاد-THAAD)، و(إجيس-Aegis). وجميعها تُعد تقنيات مُذهلة، وجميعنا نستفيد من قابلية التشغيل البيني”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى