سجن فلسطيني وعائلته لتثبيته جرساً على الجدار
أغلق حرس الحدود هذا الأسبوع البوابة التي تربط عائلة فلسطينية بقريتها بذريعة أن الأب أحدث تخريباً في البوابة بتثبيته جرساً عليها. حالة عائلة حجاجلة من قرية الولجة حالة استثنائية على خلفية العدد الذي لا يحصى من الأمور غير المعقولة التي خلقها جدار الفصل. بيت العائلة في جنوب القدس موجود في الجانب الإسرائيلي من جدار الفصل. الجدار يفصل أبناء العائلة عن قريتهم تماماً، وإغلاق البوابة يجبرهم، إذا أرادوا الخروج من البيت، على المشي سيراً على الأقدام مسافة 6 كم عبر دير كريمزان، حيث ثغرة كبيرة في الجدار، من هناك إلى بيت جالا ومنها إلى الولجة قريتهم التي على بعد بضعة أمتار من بيتهم.
على مدى سنين، حاولت وزارة الدفاع وجهات أخرى جعل العائلة تترك بيتها، لكنها فشلت. أخيراً بموازاة بناء جدار الفصل اضطرت الوزارة إلى أن تبني من أجل العائلة معبراً خاصاً تحته. النفق الذي كلفته 4 ملايين شيكل هو الرابط الوحيد بين البيت والقرية. قبل سنتين تقريباً أغلقت البوابة الحديدية التي وضعت في طرف النفق ووضع للعائلة شروط لاستخدام النفق والبوابة، إذ مطلوب من زوارهم الحصول على مصادقة مسبقة، كما منعوا من استضافة أشخاص بعد العاشرة مساء، ومنعوا من نقل بضائع عبر النفق، وغير ذلك.
أبناء العائلة حصلوا على رموت واحد فقط لفتح البوابة، بسبب ذلك، إذا أراد أحد أبناء العائلة ترك البيت في ساعة مبكرة وأخذ الرموت معه فإن باقي أبناء العائلة يبقون مسجونين في الداخل. من أجل التسهيل على الوضع ثبت الأب عمر جرساً كهربائياً قرب البوابة. «قبل سنة ركبنا الجرس من أجل أن يستخدمه الأولاد عند عودتهم فتقوم الأم بفتح البوابة، لأن الرموت بقي في البيت». قبل نحو أسبوع اكتشف جنود حرس الحدود الجرس، ورداً على ذلك احتجزوا حجاجلة للتحقيق وأغلقوا البوابة. في التحقيق اتهمت المحققة حجاجلة بأنه قطع كابلاً كهربائياً يمر في النفق وسرق الكهرباء من وزارة الدفاع. حجاجلة قال إن التفسير لقطع الكابل مختلف، متعهد الصيانة الذي وصل إلى المكان لتركيب البوابة لم يحضر معه مولداً للكهرباء وقام بقطع الكابل من الإضاءة التي تعود للنفق. «قطعوا الكابل من أجل ماكينة اللحام وتركوه مقطوعاً»، شرح. في نهاية المطاف تم تغريمه بـ 500 شيكل وأطلق سراحه. ولكن القفل على البوابة لم تتم إزالته.
«أغلق علينا بين الحاجز والبوابة، لا يمكننا التحرك»، قال حجاجلة، «فكر بالأطفال في أيام شهر رمضان وهم يسيرون كل هذه المسافة، وبعد انتهاء يوم الصيام يرغب الأولاد في الذهاب إلى البقالة لشراء شيء ما، لكن هذا غير ممكن. قلت للمحققة، هل تعتقدون أنني سرقت الكهرباء، لماذا تعاقبون العائلة؟ هل تعاقبون الأولاد؟ الأولاد في سجن، حتى لو كان مفتوحاً وأنت ترى الجبال، إلا أنه سجن. لا يمكنك الذهاب لشراء علبة شوكو».
أمس (الأحد) وبعد توجه الصحيفة لحرس الحدود تم رفع القفل عن البوابة. «العمل المخجل هذا ليس خطأ لقائد صغير»، قال افيف ستريسكي، باحث في «عير عاميم»، الذي رافق العائلة منذ سنوات، «خلال الأسبوع حاول عمر حجاجلة التحدث إلى قلوب الضباط ولكنه لم يجد أذناً مصغية. وتدخل محاميه وتوجه «عير عاميم» لم يساعد. من ناحية النظام العسكري يعتبر أمراً معقولاً إبقاء عائلة فلسطينية محبوسة في بيتها.
وجاء من الشرطة «يدور الحديث عن معبر أمني يسمح بعبور قصير لأبناء العائلة من بيتهم الذي يقع في المناطق الإسرائيلية إلى مناطق السلطة الفلسطينية. كما يمكننا أن نرى في الفيلم القصير والصور المرفقة بأن البوابة أغلقت الإثنين الماضي لغرض تركيب كاميرات حماية كانت محطمة. وإصلاح خلل في البوابة وإزالة جرس كهربائي قام بتركيبه والد العائلة على البوابة خلافاً للقانون من خلال ربط كابل كهرباء خاص من بيته الذي يبعد عشرات الأمتار عن المعبر. بعد الإصلاحات تم فتح المعبر، الأربعاء، وبعد أن تبين أن الأب يستغله لإدخال أشخاص فلسطينيين محظور دخولهم، تم إغلاقها مرة أخرى وتم أخذ المشبوه إلى التحقيق. المعبر فتح مرة أخرى أمس، لكن على ضوء خلل فني ظهر في البوابة تم إغلاقها، ونعمل على إصلاحها في أقرب وقت. إلى ذلك لن تسمح شرطة إسرائيل بأي مس بالمعابر الأمنية التي تقع تحت سيطرتها وستعمل على تطبيق القانون على كل من يخرب فيها ويحاول المس بأمن دولة إسرائيل».