ستريت جورنال: أوروبا غير متفقة حول القوة العسكرية لحماية الملاحة في الخليج
تناولت صحيفة “وول ستريت جورنال” المعضلة التي تواجهها الحكومات الأوروبية من أجل بناء تحالف يهدف لتأمين حركة الملاحة في منطقة الخليج.
وتأتي الخطط في وقت تحاول فيه الولايات المتحدة وروسيا وإيران بخططها في ضوء الهجوم على ناقلات النفط. وتقود بريطانيا الخطط في المبادرة البحرية التي ستكون منفصلة ومتوازية مع الولايات المتحدة.
ولكن لندن لم تقدم أي خطة لتأمين الملاحة التجارية وهناك إشارات من فرنسا ودول أوروبية أخرى عن قوة متواضعة. فيما تقترح روسيا وإيران قوة بحرية أخرى. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في بريطانيا وفرنسا قولهم إن ألمانيا وإيطاليا وحكومات أخرى حول القوة البحرية، مشيرة إلى أن هناك توافق عام حول حرية الملاحة البحرية وضرورة تأمينها، ولكن يجب ألا تسهم المهمة في تزايد التوتر ويجب أن تكون منفصلة عن الحملة الأمريكية لممارسة أقصى ضغط على إيران.
وكان الحرس الثوري الإيراني قد احتجز الناقلة التي تحمل العلم البريطاني “ستينا إمبيرو” في رد فعل على احتجاز البحرية البريطانية الناقلة الإيرانية العملاقة في جبل طارق. وقالت وكالة الأنباء الرسمية للجمهورية الإسلامية “لم تضيع الحكومة أي فرصة للمفاوضات ولن تضيع” و”نحن دائما مستعدون لمفاوضات عادلة وقانونية ومشرفة ولكننا لن نجلس على طاولة الإستسلام باسم المفاوضات”.
وقالت الدول الأوروبية إنها تريد الحفاظ على الإتفاقية النووية التي خرجت منها إدارة دونالد ترامب العام الماضي وأعادت فرض العقوبات على إيران وعززت من وجودها العسكري في منطقة الخليج على أمل أن تجبر هذه التحركات إيران على التفاوض حول اتفاقية أكثر شدة. ويقول بعض المسؤولين الأوروبيين إنهم يركزون على المسار الدبلوماسي للأزمة ولحل مشكلة الناقلتين. ويقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون باتصالات دورية مع القيادة الإيرانية في محاولة لنزع فتيل الأزمة بين الغرب وإيران.
وناقش رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي سبل حل أزمة الناقلتين مع الرئيس حسن روحاني، وذلك خلال زيارة إلى طهران يوم الثلاثاء. وقال عبد المهدي إن بريطانيا مرنة في مسألة الناقلة.
وتقول الصحيفة إن العراق الذي يقيم علاقات قوية مع إيران عادة ما لعب دور الوسيط بينها والغرب، خشية أن تصل الأزمة إلى أراضيها. وقال مسؤول عراقي: “لو مضت الأمور حسب المحادثات التي جرت بين الطرفين فإننا نتوقع حل موضوع الناقلتين في غضون أسبوع أو عشرة أيام”.
وعلق المسؤولون البريطانيون أن بلادهم لم ترسل أحدا إلى إيران للتفاوض نيابة عنهم بشأن الناقلة. ويقول الدبلوماسيون الأوروبيون إن العمل بدأ من أجل قوة أوروبية لتأمين السفن في المنطقة. وكان جيرمي هانت، وزير الخارجية الذي ترك منصبه يوم الأربعاء إنه يتصور قوة عسكرية بقيادة أوروبية لتأمين حرية حركة السفن في الخليج. وأكد المسؤولون البريطانيون إنهم لا يتحدثون عن قوة عسكرية رسمية تابعة للاتحاد الأوروبي، وهو مقترح غير مريح لرئيس الوزراء الجديد بوريس جونسون الذي يعمل على إخراج بلاده من الإتحاد الأوروبي بنهاية شهر أكتوبر المقبل.
وقال المسؤولون الأوروبيون إن دفع بريطانيا نحو إنشاء القوة وعملها بسرعة هو أمر طموح جدا ولا يمكن أن يتحقق بالسرعة التي تريدها. وقال متحدث باسم الخارجية الفرنسية يوم الأربعاء أن أي قوة ستركز على زيادة المعرفة في الوضع الملاحي ونشر وسائل الرقابة المناسبة”.
وتقول الصحيفة إن هذا المسار قد يحصل على دعم الدول الأوروبية القلقة من تبني الحل العسكري وتخشى من تأثر العلاقات الدبلوماسية مع طهران. إلا أن المنطقة تعد من أكثر الممرات المائية رقابة في العالم. وفي الوقت نفسه وصف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف خطة بلاده لتأمين الملاحة في الخليج بأنها عبارة عن تحالف لمكافحة الإرهاب يشارك فيه كل أصحاب المصلحة المهتمين بمحو معاقل التطرف والإرهاب في الشرق الأوسط. وكانت الملاحة البحرية في مضيق هرمز قد تباطأت في نهاية الأسبوع بعد احتجاز الناقلة لكنها عادت وانتعشت مع وصول السفينة “بي دبليو إيلمز” التي ترفع العلم البريطاني إلى قطر. وعادت ناقلة النفط مصدرا التي احتجزت لفترة قصيرة يوم الجمعة وقطعت مضيقه هرمز في وقت متأخر من الأربعاء. وقال سماسرة السفن في سنغافورة ولندن وبيانات حركة الملاحة إن هناك 10 سفن تنتظر في مضيق هرمز العبور.
وقالت شركة الملاحة الإسرائيلية وينورد إن عدد الناقلات التي تعبر المضيق قد انخفض بنسبة 22% في الشهر الماضي. ولكن العدد القليل من الناقلات تحمل كميات معقولة من النفط. وتشير شركة تحليل البيانات “كليبر داتا” أن تدفق النفط من الخليج لا يزال كما هو بمعدل 16.2 برميل في اليوم مقارنة مع المعدل 16.5 مليون برميل في شهر يونيو.
ومع عبور 292 ناقلة المضيق يوم الثلاثاء فمعدل الحركة أعلى بنسبة 11% من تلك المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي. ومع ذلك تبنت الناقلات إجراءات أمنية جديدة لمواجهة المخاطر الأمنية، فهي تعبر المياه المزدحمة في الإمارات وتزيد من سرعتها وتغلق أجهزة الإشارة لتجنب الملاحقة من الإيرانيين. وقال بتروس إندرويتوتس، الفني البارز في ناقلة يونانية عبر مضيق هرمز “غيرت بعض السفن أعلامها واستبدلتها بمحايدة مثل بنما لكي تكون في الجانب الآمن”.