ساعة الأرض 2019: الاحتباس الحراري العدو الأول للكوكب
شارك الملايين حول العالم مساء السبت 30 مارس في إطفاء الأنوار من أجل يوم الأرض، تسليماً بالتهديد الذي يمثله تغير المناخ على الكوكب.
في يوم الأرض يطفئ الناس الأنوار تضامنا مع الكوكب
وحسبما نشرت مجلة “نيوزويك” الأمريكية، فقد أقيم يوم الأرض لأول مرة في مدينة سيدني الأسترالية عام 2007. والسبت 30 مارس تختفي الأنوار بدءاً من مبنى إمباير ستيت في نيويورك وحتى برج إيفل في باريس، لنشر الوعي حول قدرة الأفعال الفردية على خلق موجة تغييرٍ واسعة.
يأتي الحدث هذا العام بعد أن غاب مئات الآلاف من الشباب الصغار عن مدارسهم مطلع هذا الشهر في أنحاء العالم، ليشاركوا في تظاهرات التغير المناخي، محاولين الضغط على صناع القرار ليكافحوا الاحتباس الحراري.
بسبب ارتفاعات درجة الحرارة وتأثيرها السلبي
جاء التحرك بعد أن حذرت الأمم المتحدة في عام 2018 من أنَّ الإنسانية أمامها 12 عاماً لتمنع درجات الحرارة من أن تزيد بمعدل 1.5 درجة مئوية عمَّا كانت عليه قبل بداية الثورة الصناعية، وتجنُّب الظواهر المناخية القاسية والمدمرة مثل الفيضانات والجفاف، كي لا يصبح حدوثها شيئاً طبيعياً.
الدكتورة جوانا هاوس، الأستاذة المساعدة في سياسات وعلوم البيئة بجامعة بريستول شرحت ذلك بالتفصيل، لمجلة “نيوزويك”: «يخبرنا أطفالنا بصوتٍ عالٍ وقوي أنَّهم يريدون منا أن نفعل شيئاً حيال التغير المناخي الذي نتسبب فيه، لنحمي مستقبلهم. ساعة الأرض فرصة مهمة لإظهار أنَّه حتى الأشياء الصغيرة يمكن أن تُحدث فارقاً كبيراً عندما يفعلها عددٌ كافٍ منا».
ما يجعل الأمر ضرورياً للبحث عن بدائل لإنقاذ الكوكب
وفي حديثها مع مجلة “نيوزويك”، أوضحت الدكتورة ريبيكا إليوت، الأستاذة المساعدة في قسم علم الاجتماع، التي تركز أبحاثها على النظر إلى تغير المناخ على أنَّه مشكلة اقتصادية: «أنواع التحديات التي نواجهها تتطلب حلولاً جماعية وليست فردية: تحويلات في البنية التحتية، وسلاسل الإمدادات، وأنظمة الطاقة، والمؤسسات الاقتصادية».
ومع ذلك، فقد قالت إنَّ الشخص العادي يمكن أن يقلل تأثيره على البيئة، من خلال تقليل استهلاكه: «اشترِ (وارمِ) أشياءً أقل».
وأضافت: «هناك العديد من الأشياء التي يمكننا القيام بها للحد من بصمتنا الكربونية، إذا فعلنا ما يمكننا فعله، فكل شيءٍ بسيط يساعد».
وحثت الجمهور على طلب بدائل أفضل وبأسعار معقولة للسيارات التي تعمل بالبنزين والديزل، مثل خطوط المواصلات العامة والممرات الآمنة للدراجات.
ونصحت بـ»تناول وجبات قليلة فيها كميات أقل من اللحوم وخضراوات أكثر، فذلك مفيد للصحة والبيئة». وفي عام 2018 على سبيل المثال، أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Science العلمية أنَّ اتباع نظام غذائي نباتي (خالٍ من المنتجات الحيوانية مثل الألبان والبيض واللحوم) هو أفضل طريقة لحماية الكوكب.
وقالت إنَّ ركوب عدد أقل من الرحلات الجوية، والتحول إلى استخدام الكهرباء الخضراء، يمكن أن يساعد الأفراد في إحداث تغيير.