ساسة إسرائيل وقادتها العسكريون السابقون.. منخرطون بتجارة الحشيش الطبي
ينخرط عادة الكثير من ساسة إسرائيل السابقين بالمستويين السياسي والعسكري، في تجارة السلاح والأمن في العالم، لكن تقريرا جديدا يكشف أنهم يدخلون عالم تجارة الحشيش الطبي (القنب).
ويوضح تقريرا نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” في ملحقها، أن عددا كبيرا من هؤلاء يعملون اليوم في تجارة ورق الحشيش الأخضر، طمعا بتحويله إلى أوراق نقدية خضراء في حساباتهم.
ومن هؤلاء رئيسا الوزراء السابقين إيهود باراك وإيهود أولمرت، داني نافيه وزير الصحة السابق، قائد الشرطة السابق يوحنان دنينو، قائد سلاح الجو السابق عيدو نحوشتان، قائد غرفة العمليات في جيش الاحتلال الجنرال بالاحتياط نيتسان ألون وآخرون.
ويشير التقرير لتعيين إيهود باراك رئيسا لمجلس إدارة شركة “اينتركيور” المختصة بأدوية حديثة في أيلول/سبتمبر 2018.
وقبل ذلك بقليل كانت هذه الشركة قد اقتنت شركة “كاندوك” التي تعمل في مجال تربية حشيش القنب للاحتياجات الطبية، وكان الهدف تحويلها لشركة ربحية واسعة النشاط ومن أجل ذلك سارع باراك لاستدعاء نيتسان بغية إدارة المشروع.
نيتسان الذي عالج في مهامه الأخيرة في الجيش “التهديد الإيراني” يقول في التقرير، إنه يجد قواسم مشتركة بين إدارة شركة لتسويق حشيش القنب وبين ما فعله خلال خدمته العسكرية، ويضيف ” يجري الحديث عن سوق ديناميكية تشهد تحولات سريعة مما يقتضي اتخاذ قرارات سريعة على أساس معلومات ليست كاملة دائما”.
زاعما أنه درس القيمة الطبية للحشيش قبل إبداء موافقته على العمل مديرا للمشروع، وأنه قرأ أدبيات كثيرة عن القنب في العالم واكتشف “أننا نتواجد في ذروة ثورة عالمية”.
مساعدة المرضى.
كذلك رئيس الحكومة السابق إيهود أولمرت الذي يعمل مستشارا في شركة “يونيبو” لتسويق الحشيش الطبي، وبحوزتها مصنع كبير في مدينة عسقلان ويعمل فيها قائد سلاح الجو السابق إيتان بن الياهو.
ويعمل قائد الشرطة الأسبق أليك رون مديرا لشركة الحراسة المسؤولة عن حراسة مزرعة الحشيش بحوزة شركة “تيكون عولام”، فيما يعمل قائد الشرطة السابق يوحنان دنينو رئيسا لشركة “توغدار” لزراعة الحشيش الطبي.
أما قائد سلاح الجو سابقا عيدو نحوشتان فيعمل رئيسا “كناشور” لتربية القنب الطبي، وعن ذلك يقول هو الآخر إنه درس جيدا هذا المجال قبل موافقته على عمله هذا ويشرف على مشروع لتحويل أزهار الحشيش، لدهون طبية علاوة على مزرعة لتربية النبتة الخضراء المحظورة.
كما يقول إن استراتيجية عمله تقضي ببناء منظومة عمل متكاملة بدء من زراعة الحشيش الطبي وقطيفه وتحويله لمستحضر حتى تسويقه في كل العالم. وردا على سؤال يقول “عندما توجهوا لي بهذا الخصوص سألت ابنتي الطبيبة فأبلغتني أن الحديث يدور عن أمر حقيقي وهو فعال في حالات يعجز الطب فيها عن توفير أجوبة ومساعدة للمرضى كي لا يتألمون”.
خبرات أمنية وإدارية
ويوضح نيسيم براخا مالك شركة “توغدار”، أنه بحث عن شخصية معروفة تتمتع بشبكة علاقات في العالم تستطيع مهاتفة نائب رئيس دولة معينة، عند الحاجة ومطالبته ببعض الأمور، فوجد قائد الشرطة سابقا دنينو.
موضحا أن اختيار دنينو وأمثاله لإدارة شركة تسويق حشيش طبي لا ينبع من كونه ذي خبرة أمنية، بل لقدرته على إدارة منظومة عمل مركبة وكبيرة ومع ذلك يقول ” ثمة منفعة بخبرته الأمنية أيضا لأن الحديث يدور عن فرع يحتاج للكثير من الحراسة “.
وتشير ” يديعوت أحرونوت ” أن هجمة قادة المستويين السياسي والأمني على ” ساحات الوغى ” الخاصة بتربية الحشيش ليست صدفة كونهم يعتقدون أن الحديث يجري عن فرصة أعمال حقيقية تشمل أرباحا اجتماعية أيضا لأنها تنتج موادا طبية إضافة لرغبة شركات تسويق الحشيش الحصول من خلالهم على شرعية جماهيرية.
وحسب تقديرات إسرائيلية سيكبر سوق الحشيش الطبي في غضون العقد القادم بقيمة 500 مليارد دولار في السنة وبالمقابل هناك تقديرات أخرى تحذر من حالة كساد وانهيار سوق الحشيش الطبي.
وتنبه الصحيفة إلى أن الأرقام واضحة في هذا المجال وتلفت إلى أن قيمة السوق، لعشر شركات حشيش إسرائيلية اليوم تبلغ عدة عشرات من ملايين الدولارات.
وتقول إن هناك 100 شركة أخرى ما زالت في طور التطوير العلمي لحشيش القنب على أنواعه مرجحة أن يرتفع عددها.
الأحلام بأرباح خيالية
ويبلغ عدد أصحاب تراخيص استهلاك الحشيش الطبي في إسرائيل اليوم نحو 40 ألف شخص يستهلك كل منهم( إما أقراص أو كريمات حشيش) كمية شهرية تباع بنحو 100 دولار وهكذا في العالم، ما زالت أعداد هؤلاء قليلة ومع ذلك تباع أسهم هذه الشركات بمبالغ خيالية مما دفع سلطة الأوراق النقدية لتحذير المستثمرين الإسرائيليين من احتمال تأثر قيمة هذه الشركات بعدة عوامل تلفها الضبابية.
وبهذا السياق تكشف ” يديعوت أحرونوت ” أن كثيرين من مزارعي الخيار في إسرائيل، قد انتقلوا لزراعة الحشيش بعدما سمعوا عن ” الفرع المربح محذرة من أنهم لا يدركون أن الزراعة لا تكفي هنا لأن الحديث يدور عن علم”، وتتابع ” هناك من دخلوا هذا المجال الكبير وهم بدون تجربة وهناك من يحلمون بأرباح كبيرة من حقول زراعية واسعة وهم يحتسبون بيع الغرام الواحد من القنب في الشارع بعشرة دولارات.”
ويشير التقرير إلى أن مزارع الحشيش الطبي موجودة في الأساس في صحراء النقب وتزود مستحضرات علاجية لنحو 5000 مرضى سرطان وصرع وأوجاع مزمنة،الزهايمر،تصلب شرايين وأمراض أخرى.
كندا وهولندا
وتكشف الصحيفة أن خبراء إسرائيليين في الزراعة والكيمياء والبيولوجيا يعملون على تطوير أنواع مختلفة من الحشيش، وملائمة كل منها لنوع معين من الأمراض مما جعلها لرائدة في المجال.
وتشير لوجود مواد كثيرة جدا في نبتة الحشيش يعرف العلماء عن 100 فقط منها.
يشار الى أن تعديل القانون الإسرائيلي الذي يحظر استخدام الحشيش قد شهد تعديلا قبل أربع سنوات وبعد تدخل وزارة الزراعة بهدف خدمة وإنقاذ المزارعين من أزمات اقتصادية، سمح أيضا بتصدير الحشيش الطبي لخارج البلاد.
يشار أيضا الى أن عدة أحزاب إسرائيلية تعمل منذ 20 عاما لتشريع استخدام الحشيش من أجل المتعة لا التداوي فحسب كما في بعض دول العالم كـ هولندا وكندا وعشر ولايات أمريكية.