زيارة سرية رسمية لمسؤولين من تل أبيب إلى الخرطوم وسط صمت رسمي
كشفت هيئة البث الرسمية في إسرائيل أن وفداً رسمياً من تل أبيب قام بزيارة نادرة، إلى العاصمة السودانية الخرطوم على متن طائرة خاصة، انطلقت من مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب، وحطَّت بمطار الخرطوم في رحلة مباشرة، استعداداً للإعلان عن تطبيع العلاقات بين الدولتين.
على أبواب التطبيع: بالرغم من التكتم الرسمي الكامل على هذه الزيارة، خاصة بعد امتناع مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزارة الخارجية الإسرائيلية عن التعليق عندما سُئلا عن احتمالات تحقيق انفراجة مع السودان، إلا أن الهيئة العبرية أكدت أن زيارة الوفد الإسرائيلي جاءت استعداداً للإعلان عن علاقات دبلوماسية بين الدولتين.
يأتي ذلك في الوقت الذي توقع فيه وزير المخابرات إيلي كوهين تحقيق انفراجة دبلوماسية محتملة بين البلدين، فقد صرح كوهين للقناة (13) الإخبارية الإسرائيلية بأنه يعتقد أن إسرائيل “قريبة جداً من تطبيع العلاقات مع السودان”.
أما عن تفاصيل الوفد الذي زار السودان، فلم يكشف الموقع الرسمي الإسرائيلي تفاصيل بشأن مَن كانوا على متن الطائرة، التي قال إنها عادت إلى تل أبيب بعد ساعات.
إلا أنه قال إن الطائرة سبق أن استخدمها مراراً مبعوثون رسميون من قِبل الحكومة الإسرائيلية في مهام (لم يوضح طبيعتها) خارج البلاد.
يذكر أن موقع “فلايت رادار”، المعنيُّ بمتابعة حركة الطيران، رصد الطائرة الإسرائيلية، بحسب المصدر ذاته.
تحركات أمريكية وتلميحات إسرائيلية: يُذكر أنه في يوم الإثنين 19 أكتوبر 2020، نقلت هيئة البث الرسمية عن مسؤولين إسرائيليين، لم تسمّهم، أنه من المتوقع صدور بيان رسمي حول إقامة علاقات بين تل أبيب والخرطوم “خلال أيام قليلة”.
حيث قال المسؤولون إنه من المنتظر أن يعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن هذه الخطوة، لافتين إلى أن البيان الذي سيعلنه ترامب سيصدر في غضون أيام.
هذه التحركات جاءت بعد أيام قليلة من إعلان ترامب استعداد بلاده لرفع اسم السودان من قائمتها للدول الراعية للإرهاب، وما أعقبه من إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو يوم الأربعاء بأن الولايات المتحدة بدأت فعلاً عملية رفع اسم السودان من قائمتها للدول الراعية للإرهاب كما تعمل “بدأب” لدفع الخرطوم للاعتراف بإسرائيل.
لم يفصح بومبيو عما إذا كان رفع اسم السودان سيكون مشروطاً بموافقته على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
من جانبه قال وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي أوفير أكونيس إن الولايات المتحدة ستعلن عن اتفاق آخر لإقامة علاقات بين إسرائيل ودولة عربية أو إسلامية قبل الانتخابات الأمريكية.
وأضاف أكونيس في تصريحات لراديو الجيش الإسرائيلي: “لديّ مبرر منطقي يجعلني أعتقد أن الإعلان سيأتي قبل الثالث من نوفمبر، وهذا، إذا سمحتم لي، هو ما أفهمه من مصادري”.
وقال أكونيس إن عدة دول مرشحة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. ولم يحدد تلك الدول، قائلاً إن ما جرت عليه العادة هو ترك الإعلان الرسمي الأول عن الأمر في يد واشنطن.