زعيم كوريا الشمالية يعدم سجناء لمحاولتهم الهرب أو السرقة
أفاد تقرير من الأمم المتحدة بإعدام سجناء كوريين شماليين علانيةً، لمحاولتهم الهرب أو السرقة، وتعرض المحتجزين لعنف جنسي وضرب مبرح باستخدام هراوات وقضبان معدنية.
وذكر تقرير الأمين العام، أنطونيو جوتيريش، بأن الحراس أجبروا السجناء مراراً على التجرّد من ملابسهم، وإخضاعهم لتفتيش ذاتي؛ بحثاً عن الأموال أو أي أشياء مخفية.
وقال التقرير إنه يجري استجوابهم في بعض الأحيان شهراً أو أكثر، وزنازينهم مكتظة عن آخرها، فلا يستطيعون الاستلقاء للنوم، بحسب ما ذكرته صحيفة “الجارديان” البريطانية اليوم السبت 3 أغسطس 2019.
انتهاكات جسيمة
ويقول جوتيريش في التقرير المُقدَّم إلى الجمعية العامة، إن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة استقبل وحلل شهادات كوريين شماليين تعرضوا لتجربة الاحتجاز، كان معظمهم من النساء اللاتي حاولن الهروب في البداية إلى الصين.
وقال إنه بين سبتمبر، ومايو الماضيَين، أجرى المكتب أكثر من 330 مقابلة فردية مع كوريين شماليين غادروا البلاد.
وأضاف جوتيريش أن محتجزين سابقين يزعمون وجود «انتهاكات جسيمة للحق في الحياة، والحرية، والأمن الشخصي» يرتكبها ضباط الأمن.
وقالت كوريا الشمالية مراراً، إنها لا تنتهك حقوق الإنسان. وفي شهر مايو، قال هان تاي سونغ، سفير كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة، إن الحكومة «كرست جهودها لمصلحة الشعب»، و «إن انتهاكات حقوق الإنسان، بأي شكل من الأشكال، لا تُطاق».
لكن رفضت كوريا الشمالية منح تأشيرات لمسؤولي حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، باستثناء مرة واحدة في عام 2017، لمحقق كان يبحث في شؤون المعاقين.
عنف جنسي
ووفقاً لجوتيريش، فقد أبلغ محتجزون سابقون عن ظروف غير صحية بالمرَّة، وعدم كفاية الطعام، وهو ما يؤدي إلى سوء التغذية والمرض، ويؤدي في بعض الأحيان كذلك إلى وفاة محتجزين.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن التقرير المرسَل إلى مكتب حقوق الإنسان «تضمّن حالات عنف جنسي بحق محتجزات إناث من ضباط ومسؤولي السجون، وضمن ذلك في أثناء عمليات التفتيش الذاتي».
ويُذكر أيضاً أن بعض الحراس جعلوا المحتجزين يجلسون أو يركعون طوال اليوم، مع السماح لهم بتمديد أطرافهم دقيقتين أو أقل، كل ساعة. وبحسب غوتيريش: «قد تؤدي الحركة دون إذن إلى عقاب جسدي فردي أو جماعي».
وتابع أنه خلال فترات ما قبل المحاكمة لم يكن يُسمح للمحتجزين بمقابلة المحامين، و «كشفت الروايات أن المحتجزين كانوا يُبلّغون بعقوبتهم في نهاية التحقيقات، خاصة في الحالات التي كانت تصل فيها عقوبة المتهم إلى السجن ستة أشهر في أحد معسكرات العمل قصيرة الأمد».
سوء في التغذية
وقال جوتيريش إنه عندما كانت تُعقد محاكمات، لم يكن المحتجزون يختارون محامي الدفاع، ولم يقدم المحامون أي دفاعات عن المتهمين، ولا توجد أي أحكام بالبراءات.
وأضاف: «ينتشر سوء التغذية في السجون على نطاق واسع، مع تقارير عديدة تفيد بوقوع وفيات نتيجة الجوع. ويشار إلى انتشار أمراض مثل السل، والكبد الوبائي، والتيفوئيد والتهاب الجنبة في السجون، مع توافر قليل من الرعاية الطبية غير الكافية، أو عدم توافرها على الإطلاق».
وذكر كثير ممن أجرت الأمم المتحدة معهم مقابلات تعرُّضهم لضرب مبرح على يد حراس السجن، وذكروا أن ذلك أدّى في بعض الحالات إلى وفاة سجناء، كما أُجبر المحتجزون على العمل ساعات طويلة، وكانت حوادث العمل شائعة ومتكررة، وأفادت تقارير عديدة بوفاة بعض السجناء نتيجة الحوادث المتعلقة بالعمل، بحسب جوتيرس.
وأضاف: «هناك تقارير تفيد بإعدام سجناء علانيةً؛ من جراء محاولتهم الهرب أو السرقة أو ارتكاب أي مخالفات أخرى في أثناء احتجازهم. وهناك تقارير أخرى تفيد بوضع بعض المحتجزين في الحبس الانفرادي الذي يؤدي في النهاية إلى وفاتهم».
وتابع قائلاً:»يبدو أن الاعتقالات والضرب والسخرة والإعدامات وغيرها من الانتهاكات التي يرتكبها ضباط من وزارتي أمن الدولة وأمن الشعب في مراكز الاحتجاز، تُنفّذ على نطاق واسع ومنهجي».
وقال إن الأشخاص في المعتقلات السياسية، والسجون العادية، ومراكز الاحتجاز يخضعون جميعاً للسخرة في ظروف خطرة، من دون طعام كافٍ، ومن دون رعاية طبية وظروف معيشية تتوافق مع المعايير الدولية.
وبحسب غوتيريش، فقد كشفت الروايات التي وثَقها مكتب حقوق الإنسان بالأمم المتحدة أيضاً عن انتشار الفساد في نظام العقوبات في كوريا الشمالية.
وقال: «يمكن دفع رِشا لتجنُّب الاعتقال والاحتجاز، أو لتخفيف عقوبة السجن أو تجنُّبها تماماً، أو لتجنُّب الضرب، أو للحد من قسوة العمل القسري المطلوب، ولضمان وصول الزيارات العائلية».