رومانسية ماكرون لترامب تدفع علاقات البلدين إلي الأمام
رغم انتقاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للرئيس الأمريكي دونالد ترامب واظهار ماكرون كمتحدث لأوروبا، وانتقاده لترامب بشأن اتفاق المناخ، إلا أن ماكرون كان أول رئيس أوروبي تدعيه إدارة ترامب لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية، وظهر الاثنين في لقطات رومانسية.
سلطت شبكة “سي أن أن” الأمريكية الضوء علي اللقطات الرومانسية بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، وضع ماكرون يده علي ظهر ترامب برومانسية أثناء زيارته للولايات المتحدة.
وأشارت الشبكة إلي أن ترامب كشف عن عمق مشاعره تجاه ماكرون في شهر يوليو الماضي، وقال لصحيفة “نيويورك تايمز”: “ان ماكرون شخص جيد وذكي، ويحب يمسك يدي، ولا يدرك الناس أنه يجب يمسك يدي وهذا أمر جيد، فهو رجل قوي واعتقد أنه رئيسا جيدا لفرنسا”
لفتت الشبكة إلي تناول ترامب عشاء رومانسي مع ماكرون في مطعم تعزف فيه فرقة مارينج في برج إيفل وظل ماكرون يصافحة لمدة 29 ثانية، وبدا الأمر في البداية أنهما رجلان يحاولان تأكيد الألفة بينهما في واقع الاحترام والإعجاب.
ودعمت العلاقة بين ترامب وماكرون في يناير الماضي عندما منح كاكرون شرف أول زعيم أجنبي يتم دعوته لزيارة رسمية من قبل إدارة ترامب لزيارة الولايات المتحدة، وتستمر الزيارة لمدة 3 أيام.
وأضافت الشبكة أن للوهلة الأولي ترامب يبلغ من العمر 71 عاما يهتم ابلأخبار وملعب الجولف بينما ماكرون يبلغ من العمر 40 عاماً وهو موالي لأوروبا ويفضل اقتباس الأقوال من الفلاسفة.
وكانت بداية علاقة ترامب وماكرون في الناتو ببروكسل في مايو الماضي، وبدا ماكرون أنه يتجاهل يد ترامب الممدودة واستقبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بدلاً من ترامب.
ولفتت الشبكة إلي أن ماكرون وترامب بينهما أوجه تشابه، فكل منهما استندت حملتهم الرئاسية علي كونهم غرباء علي السياسية وأعداء للنخبة السياسية واستغلوا استياء الرأي العام والشعور بخيبة الأمل من الأحزاب السياسية الرئيسية واتجهوا نحو الفوز بالإنتخابات، ترامب يعمل في مجال العقارات وماكرون كان يعمل في مجال البنوك وكل منهما يعمل علي عقد صفقات جيدة، ويشتركان في الميل إلي الرمزية والظهور في أحاديث تلفزيونية، تزوجا الاثنين من نساء بفارق عمر 24 عاما حيث تصغر ميلانيا عن ترامب 24 عاماً، وزوجت ماكرون، بريجيت تروجنيو تكبر ماكورن بـ24 عاماً.
ويتشارك ترامب وماكرون وجهات النظر السياسية وخاصة القضاء علي داعش ومحاربة الإرهاب العالمي، وفي الآونة الأخيرة عمل ترامب وماكرون معا في القضاء علي قدرات سوريا في مجال الأسلحة الكيميائية، التعاون بينهما أعطي شعور بإعادة تأسيس شراكة قوية بين الولايات المتحدة وفرنسا.
وتحسبًا لزيارة ماكرون لواشنطن ، عقد ماكرون محادثات مع ميركل، وحرص كلا الزعيمين على ضمان أن يتخلي ترامب عن التعريفات الأمريكية على الحديد والألمنيوم الأوروبي، وربما سيكون هذا من الصعب لأن ترامب أطلق هجوماً لاذعاً علي الاتحاد الأوروبي مدعياً أنه سياسة الاتحاد كانت قاسية تجاه الولايات المتدة بعد إعلان التعريفة الجمركية بنسبة 25% علي الحديد الصلب و10% علي واردات الألومنيوم.
واضاف ترامب ان الاتحاد الأوروبي اجتمعوا للتغلب علي تجارة الولايات المتحدة، وتسببت تعليقاته رد فعل غاضب في أوروبا ويأمل ان يغير ماكرون تفكير ترامب.
من المرجح أن تكون رحلة ماكرون إلى البيت الأبيض بمثابة اختبار رئيسي لاستراتيجيته مع ترامب ، فضلاً عن قدرته على التفاوض من اجل المصالح الفرنسية في الخارج.
وتري الشبكة أن ماكرون بعد عام من توليه منصبه رئيسا لفرنسا نجح في تعزيز مكانة فرنسا، ووصفه ترامب الحليف الأول والأقدم للولايات المتحدة، وكونا الاثنين علاقة خاصة بين البلدين من اثنين جدد علي السياسة وعازمين علي تغيير النظام، ودفعت الكيمياء بين الاثنين علي الشراكة إلي الأمام في وقت فشل فيه ترامب إقامة علاقة وثيقة مغ قادة المملكة المتحدة وألمانيا، ومع بقاء تطلع ميركل وتيريزا ماي لشراكة قوية مع واشنطن نجح ماكرون في توطيد مكانة فرنسا علي رأس طاول ترامب وبذلك يواصل مكانة فرنسا لكونها الرائدة في أوروبا.