روسيا تمتلك خريطة طريق لحل الأزمة السورية بما فيها “اللاجئون”
قال المحلل السياسي نضال السبع، إن نقل اجتماعات أستانا إلى سوتشي، ضرورة للأطراف المشاركة، كما أنه يعد انتصارا كبيرا لروسيا.
وأضاف السبع، في تصريحات خاصة لـ”سبوتنيك”، اليوم الثلاثاء، أن الاجتماع سوف يبحث تشكيل اللجنة الدستورية، وخفض التصعيد في إدلب، بالإضافة إلى موضوع المعتقلين والمفقودين، كما أن الجانب الروسي يدفع باتجاه إدخال بند عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم.
وتابع: “نقل الاجتماعات من أستانا إلى سوتشي مؤشر واضح على أن موسكو تولي أهمية خاصة لهذا المسار، وهي تبحث عن تحقيق نجاح سياسي، إذ إن موسكو لا يمكن أن تقبل بنقل المسار لأراضيها إلا بعد يقينها أن هذا المسار يتجه نحو النجاح الكبير”.
وأوضح المحلل السياسي المتخصص في الشأن السوري، أن أستانا احتضنت تسع جولات، تمكنت روسيا خلال هذه الجولات من تحقيق الكثير من الإنجازات عبر اعتماد سياسة خفض التصعيد، التي فتحت الأبواب أمامها لتحقيق الانتصارات العسكرية، خاصة بعد فصلها الفصائل المعتدلة عن تلك المتطرفة.
ولفت السبع إلى أن عقد الاجتماع في هذا التوقيت، هو حاجة وضرورة لكل الأطراف المشاركة، فالمبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا يسعى خلف اللجنة الدستورية لتنفيذ ما تم إقراره في سوتشي بين المعارضة والحكومة السورية، والجانب التركي يريد أمرين: أولهما بحث مصير إدلب، خاصة أن جزء من فصائل المعارضة المتواجدة هناك على علاقة مع الجانب التركي، والثاني أن تفهم من موسكو حقيقة التفاهم الجديد بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية.
أما المعارضة السورية — والحديث للسبع- فهي تذهب إلى سوتشي من أجل ضمان خفض التصعيد في إدلب، خاصة أن هذا الاتفاق ينتهي في منتصف سبتمبر وليقينها أن الجيش العربي السوري يستعد لشن معركة كبيرة هناك، كما أنها تريد أن تبحث موضوع المعتقلين والمفقودين حسبما تم الاتفاق عليه سابقا في آستانا.
وأشار إلى أن موسكو من جانبها تسعى إلى فرض موضوع عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم على أجندة سوتشي، وهي تريد أن تشرك الأطراف الإقليمية المشاركة في سوتشي بهذا الجهد، خاصة أن هذا الأمر هو ضرورة سورية وتركية وأردنية ولبنانية، خاصة أن موسكو منذ تدخلها العسكري في سوريا، عام 2015 أسهمت بعودة 1.2 مليون مواطن سوري إلى مدنهم وقراهم، بعد طرد التنظيمات الإرهابية منها.
وأكد السبع أن روسيا تسعى الأن لوضع آلية —مع الدول التي تستضيف اللاجئين- لتوفير الظروف الأمنة لعودتهم، وهذا ما بحثه الوفد الروسي مؤخرا في لبنان، عندما التقى الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، حيث تم الاتفاق على وضع آليات تفتح الأبواب أمام عودة اللاجئين السوريين لديارهم من خلال لجان عسكرية روسية من قاعدة حميميم العسكرية، وضباط روس في سفارتي لبنان وسوريا، بالإضافة للواء عباس ابراهيم وشخصية أمنية سورية رفيعة، بالتعاون والتنسيق مع الأمم المتحدة.
وأردف: “أهمية هذا الاجتماع أيضا أنه يأتي بعد زيارة وزير الخارجية الروسي لتل ابيب ولقائه بنيامين نيتنياهو، وعرض الجانب الروسي إبعاد إيران عن حدود الجولان بمسافة 100 كيلو متر، ما يعني أن الجانب الروسي غير مستعد في هذه الفترة، لمطالبة إيران بالخروج من سوريا، لأن موسكو تتحضر في هذه الأثناء لاستكمال الحرب على الإرهاب، عبر عملية عسكرية كبيرة تتحضر لها في إدلب، وهي بحاجة للخبرات الإيرانية لمساندتها على الأرض”.
وشدد على أن “موسكو أخذت على عاتقها مسؤولية ترتيب البيت السوري، وهي -بتقديري- تمتلك خريطة طريق للحل، وما دعوة هذه الأطراف إلى سوتشي إلا تنفيذ دقيق لهذه الخطة، التي تعتمد على مكافحة التنظيمات الإرهابية من داعش لجبهة النصرة للقاعدة، وعمل تسويات مع الأطراف السورية التي تقبل بالحل عبر تسليم السلاح، وإطلاق مسار تعديل الدستور مع خطة واضحة لعودة اللاجئين، ومن ثم لعب دور الضامن الأمني بين الأطراف المختلفة في سوريا، من أجل انسحاب الجميع وعودة الجيش العربي السوري إلى بسط سلطته على كامل الأراضي السورية، كما كان الوضع عليه قبل عام 2011.