قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن روسيا سعت لتجاوز المواجهة الدبلوماسية مع الغرب بالضغط علي الرئيس دونالد ترامب لعقد اجتماع في البيت الأبيض مع الرئيس فلاديمير بوتين، لتقليل رد الفعل الغاضب من تسميم جاسوس روسي سابق لدي بريطانيا، مما ترك روسيا معزولة عن المجتمع الدولي.
اتصال هاتفي
وقال مستشار السياسة الخارجية في الكرملين يوري يوشاكوف في موسكو “في 20 مارس اتصل ترامب ببوتين واقترح أن يلتقي الزعيمان في البيت الأبيض، واكد بوتين أنها فكرة ايجابية”.
وقال ترامب للصحفيين يوم اتصاله ببوتين “أنه يتوقع رؤية بوتين في المستقبل الغير بعيد”.
واوضحت الصحيفة إن مكالمة ترامب لبوتين كانت قبل عملية الطرد الدبلوماسي الجماعي المتبادل في الأسبوع الماضي بسبب تعرض العميل الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته للهجوم بغاز الأعصاب في لندن، وهو جاسوس سابق يعيش في بريطانيا.
بياانات غامضة
ولفتت الصحيفة إلي أن أصدار الجانب الأمريكي والروسي بيانات غامضة لم توضح هل فكرة الاجتماع مازالت قائمة ام لا، وفي غصون ساعات من تصريحات يوشاكوف علق المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، قائلاً “ان كلام مسشتار الرئيس غير صحيح”.
بينما اكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هاكابي ساندرز ان الأمر نوقش ولكن لا يوجد احتمال لإجراء اجتماعات لعدم وجود شيء يمكن أن يضاف في هذا الوقت.
طبيعة متقلبة للعلاقات الأمريكية الروسية
وتري الصحيفة أن فكرة اللقاء الشخصي بين الرئيسين بعد طرد كل منهما 60 دبلوماسيًا وإغلاق سفارتين، أبرزت الطبيعة المتقلبة للعلاقة الروسية-الأمريكية هذه الأيام، وكان من الغريب أن يظل ترامب على علاقة شخصية ودية مع بوتين في الوقت الذي تتصاعد فيه العلاقات بين البلدين نحو الحرب الباردة.
وأضافت الصحيفة أن الاجتماع بين الزعيمين في هذه المرحلة يبدو أنه يتعارض مع موقف فريق ترامب في السياسة الخارجية ، من بينهم مايك بومبيو ، مرشحه لمنصب وزير الخارجية، وجون بولتون مستشاره الجديد للأمن القومي.
البحث عن مخرج
وقالت أنجيلا ستينت ، وهي ضابط سابق في الاستخبارات الوطنية في روسيا خلال إدارة الرئيس جورج بوش ، وهي الآن مديرة مركز أوروبا وآسيا وأوروبا الشرقية: “أعتقد أن الروس يبحثون عن مخرج في الوقت الحالي”.
وأضافت أنجيلا مديرة مركز الدراسات في جامعة جورجتاون أنهم ربما تعبوا تقارير إخبارية حول الانقسامات حول سياسة روسيا ويريدون تحديد اجتماع محتمل قبل أن يتولى بولتون وبومبيو وظائفهم الجديدة.
تجاهل المجتمع الدولي لروسيا
وقالت سارة ميندلسون ، المسؤولة السابقة في وزارة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس باراك أوباما وهي الآن في جامعة كارنيجي ميلون “ربما يكون هذا استراتيجية روسية للمشاركة مع ترامب بعيدا عن مستشاريه”.
ويقول محللون أخرون “ان مناقشة اجتماع بين بوتين وترامب وربما امر للتداول المحلي في روسيا في ظل عزل وتجاهل المجتمع الدولي لها بعد تسميم سكريبال وابنته يوليا في بريطانيا”.
