روسيا تدعو أمريكا لوقف «قصف سوريا واحتلالها»… وناشطة اعتقل الأسد والدها تخاطب مجلس الأمن
تحدثت الناشطة السورية وفا مصطفى، أمس، أمام مجلس الأمن، مجددة المطالبة بـ«الحرية لوالدها المغيب منذ سبع سنين ولكل المعتقلين والمعتقلات والمختفين والمختفيات قسراً في سجون النظام السوري، وكل الجهات التي تقوم باستخدام التغييب والاعتقال التعسفي لإسكات وإرهاب أصوات السوريين والسوريات المطالبة بالحرية والعدالة»، حسب ما جاء في بيان لـ «عائلات من أجل الحرية» التي تنتمي لها مصطفى.
وقالت مصطفى في كلمتها: «2579 يوماً مضت على اعتقال أبي وتغييبه قسرياً على يد النظام السوري. أبي المدافع عن حقوق الإنسان والذي تظاهر ضد الظلم والقمع في بلدنا. لم نره أو نسمع عنه منذ اختفائه في يوليو عام 2013 لم يخبرنا أحد عن سبب تغييبه ولا عن مكان احتجازه».
وزادت: «يزيد عدد المعتقلين/ات والمغيبين/ات قسراً (في سوريا) عن المئة والثلاثين ألفا كما تعلمون. هذا الرقم في ازدياد مستمر إلى يومنا هذا، حيث يستمر النظام السوري والجماعات الأخرى باستخدام الاعتقال كسلاح لترهيب المدنيين في خرق ممنهج للقوانين الدولية».
وواصلت: «أن يكون أحد أحبائكم معتقلاً أو مغيباً دون معرفة مصيرهم كأن تستيقظوا يوماً ما لتدركوا أنكم قد خسرتم قطعة منكم. فلتعلموا بأنه ألم يكبر بشكل مستمر، ألمٌ ليس مثله ألم. وبالرغم من أنه بالكاد يوجد ما أتمسك به، إلا أن ما يدفعني للاستمرار هو ما علّمني إياه أبي والأمل بأنه سيكون حرّاً بيننا يوماً ما».
وزادت: «نحن كعائلات لمعتقلات ومعتقلين، نشعر بخذلان شديد بسبب التقاعس الجماعي لمجلس الأمن، وتخليه عن مسؤوليته في التصدي لهذه الجريمة ضد الإنسانية. شاركت زميلاتي قصصنا ومطالبنا معكم، ولكن حتى هذه اللحظة لم نر منكم أي تقدم. نسمع أعذاراً حول ضرورة إعطاء الأولوية لقضايا إنسانية أو سياسية أخرى في سوريا، وبأن الوقت غير مناسب للتركيز على المعتقلين. ولكن جميع هذه القضايا مترابطة مع بعضها البعض، وهذا المجلس قادر وواجب عليه أن يستجيب لها كلها في آن معاً».
وواصلت: «أتحدث إليكم اليوم مع وجود خطر إضافي وملحّ بسبب جائحة كورونا، أطالبكم بدعم موحد لعملية إطلاق سراح شاملة لكل المعتقلين والمعتقلات في السجون وفي مراكز الاعتقال غير الرسمية، حيث يُحتجزون في ظروف قاسية، ويتعرضون للتعذيب والحرمان من الطعام والماء والنظافة والعناية الطبية».
ودعت مجلس الأمن إلى «الضغط على سلطات النظام السوري وكافة الأطراف الأخرى، لنشر فوري لأسماء المعتقلين والمعتقلات في كافة مراكز الاعتقال، والكشف عن أماكن تواجدهم وأوضاعهم. يجب التوقف فوراً عن ممارسة التعذيب وإساءة المعاملة، ويجب السماح لكافة المعتقلين/ات بالتواصل مع عائلاتهم بشكل روتيني. وفي حالات الوفاة، يجب إعلام العائلات بأسباب الوفاة الحقيقية، وأن يُعطوا الحق في معرفة والوصول لأماكن الدفن».
وسُمع دوي انفجار عنيف في مدينة رأس العين شمال سوريا والخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها في ريف الحسكة الشمالي.
وبحسب مصادر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن سيارة ملغمة انفجرت قرب دوار الجوزة وقرب مبنى المجلس المدني في المدينة، ما تسبب بمقتل 4 أشخاص بينهم مواطنة، وعدد الذين قضوا مرشح للارتفاع لوجود أكثر من 10 جرحى، جراح بعضهم خطيرة بينما أكد موقع روسيا اليوم مقتل ثمانية أشخاص. وعادة ما توجه تركيا سهام المسؤولية للوحدات الكردية السورية.
وفي إدلب صعّدت قوات النظام والميليشيات المساندة لها، أمس، من قصفها على المحافظة والأرياف الملاصقة بها شمال غربي سوريا، مستهدفة أكثر من 7 بلدات في جنوبها، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار، استكمالاً لسياسة النظام القمعية والتدميرية، والتي جاءت تزامناً مع تصنيف الأمم المتحدة سوريا بأنها الأسوأ في العالم من حيث عمليات القتل والتشويه والاعتداء، حيث تصدرت قوات النظام قائمة أسوأ أطراف النزاع، كما جعلت سوريا ثاني أسوأ بلد في العالم من حيث عمليات تجنيد الأطفال، والاعتداء على المشافي ورابع أسوأ بلد في العالم من حيث عمليات الاحتجاز ومنع المساعدات الإنسانية.
وقال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، إن الجلسة الثالثة لاجتماعات اللجنة الدستورية السورية ستنعقد في جنيف 24 أغسطس المقبل.
جاء ذلك خلال جلسة مجلس الأمن المنعقدة حاليا في نيويورك عبر دائرة تلفزيونية، حول تطورات الأزمة السورية. وتضطلع اللجنة بمهمة إعادة صياغة الدستور السوري، وهي هيئة مكونة من 150 عضوا مقسمين بالتساوي بين المعارضة والنظام ومنظمات المجتمع المدني.
من جهة أخرى، أبلغ بيدرسون أعضاء مجلس الأمن في إفادته، بـ«حدوث تقدم في التنسيق التركي الروسي بشأن مناطق خفض التصعيد»، بينما دعا مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الولايات المتحدة إلى وقف «احتلال» أراضي سوريا. كما حث إسرائيل على التخلي عن شن ضربات على البلاد.
وقال نيبينزيا خلال جلسة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الخميس: «نلفت اهتمام الأمم المتحدة وأعضاء مجلس الأمن إلى التقارير الواردة في الصحافة الغربية حول كارثة بيئية واسعة النطاق تهدد شمال شرقي سوريا والعراق بسبب الأساليب البربرية لاستخراج النفط من الحقول النفطية التي تقول الولايات المتحدة إنها تقوم بحمايتها». وأكد: «كما نجدد دعوتنا إلى إسرائيل لوقف الضربات الجوية على الأراضي السورية ووقف الاحتلال الأجنبي لسوريا ومحاولة الاستيلاء عليها قطعة قطعة».