روحاني يشكك في “شرعية” مطالب باريس وواشنطن للتوصل إلى اتفاق جديد حول النووي الإيراني
دون تسميتهما مباشرة، رد الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء على الرئيسين الفرنسي والأمريكي حول رغبتهما في التوصل إلى اتفاق “جديد” حول النووي الإيراني يحل مكان الاتفاق الموقع عام 2015، منتقدا هذه المطالب ومشككا في شرعيتها. وقال روحاني في خطاب ألقاه في تبريز (شمال إيران) مخاطبا الدول الغربية “هل تريدون أن تقرروا مستقبل الاتفاق؟ إذن عليكم أولا أن تشرحوا لنا ما قمتم به” حتى الآن لتطبيقه.
في خطاب ألقاه الأربعاء في تبريز (شمال إيران) خلال حفل إعلان المدينة عاصمة سياحية للعالم الإسلامي لعام 2018، شكك الرئيس الإيراني حسن روحاني في شرعية المطالب الغربية للتوصل إلى اتفاق جديد حول البرنامج النووي الإيراني ردا على تصريحات في هذا الصدد أدلى بها الرئيسان الأمريكي والفرنسي في واشنطن.
وكان ترامب وماكرون قد عبرا الثلاثاء خلال قمتهما في واشنطن عن رغبتهما في التوصل إلى اتفاق “جديد” مع طهران، يحل مكان الاتفاق النووي الموقع عام 2015، بدون الإفصاح عن معالم ونطاق هذه المفاوضات الجديدة التي يرغبان فيها.
وقال روحاني من دون تسمية الرئيسين ماكرون وترامب “معا برفقة رئيس دولة أوروبية يقولون: ’نريد أن نقرر حول اتفاق تتوصل إليه الأطراف السبعة‘، للقيام بماذا؟ وبأي حق؟”.
مضيفا “هل تريدون أن تقرروا مستقبل الاتفاق؟ إذن عليكم أولا أن تشرحوا لنا ما قمتم به” حتى الآن لتطبيقه، “عليكم أن توضحوا كيف سيسير الاتفاق في السنوات المقبلة. قولوا لنا من فضلكم أولا ماذا فعلتهم في السنتين الماضيتين” فيما تتهم إيران الغربيين بانتظام بعدم الوفاء بتعهداتهم.
“إيران وفت بتعهداتها”
وأشار روحاني أيضا إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد بانتظام أن إيران تفي بتعهداتها التي قطعتها في فيينا حول برنامجها النووي بهدف تقديم ضمانات بأنها لا تسعى إلى امتلاك السلاح الذري.
واعتبر روحاني أنه مع الاتفاق حول الملف النووي “أثبتنا حسن نيتنا للعالم، أردنا أن نثبت للعالم إن إيران لا تسعى إلى امتلاك أسلحة دمار شامل”. وأضاف “مع هذا الاتفاق، أسقطنا الاتهامات وأثبتنا أن الولايات المتحدة وإسرائيل تكذبان بخصوص إيران منذ عقود”.
ويؤكد مؤيدو الاتفاق حول الملف النووي الإيراني أنه يشكل أفضل ضمانة لمنع إيران من امتلاك السلاح الذري، لكن ترامب يعتبر الاتفاق ضعيفا جدا قائلا أنه لا يقدم ضمانات كافية حول مدته.
وانتقد روحاني الرئيس الأمريكي بدون تسميته قائلا “لست سوى رجل أعمال، لا تملك أي خبرة في السياسة ولا في مجال القانون أو الاتفاقات الدولية”.
“أسوأ اتفاق”
ومنذ وصوله إلى البيت الأبيض في يناير 2017 وطوال فترة حملته الانتخابية، لم يتوقف ترامب عن انتقاد الاتفاق الذي أبرمه سلفه باراك أوباما في إطار مجموعة الدول الست (ألمانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا) في ختام مفاوضات صعبة في فيينا واصفا إياه بأنه “أسوأ اتفاق” وقعته بلاده.
وحاول حلفاء ترامب الأوروبيون مرارا إقناعه بعدم الانسحاب من الاتفاق الذي يهدف إلى ضمان الطابع السلمي والمدني للبرنامج النووي الإيراني مقابل رفع تدريجي للعقوبات المفروضة على طهران.
وقد حدد ترامب تاريخ 12 مايو موعدا نهائيا لاتخاذ قرار بشأن الاتفاق، بعد أن دعا الدول الأوروبية إلى العمل على تشديد القيود الواردة فيه.