رسالة مشفرة لتهريب آخر الملوك إبان الثورة الفرنسية تعرض للبيع، لكن لحظة! هل كانت خطة هروب أم رسالة حب بين الملكة وعشيقها؟
عرضت شركة “آدر نوردمان”، رسالة مشفرة للبيع كانت موجهة للكونت السويدي آكسل دي فيرسن من آخر ملوك فرنسا إبان الثورة الفرنسية. تعرض هذه الرسالة بشكل حصري استعدادات كل من لويس 16 وماري أنطوانيت للهرب إلى بلدة فارين، حسب صحيفة Le Figaro الفرنسية.
تم توقيع هذه الرسالة بتاريخ 21 من أبريل/نيسان 1791 من قبل الماركيز دي بويل. وفي أكتوبر/تشرين الأول سنة 1790، نصحت بعض الأطراف لويس 16 بطلب تخطيط وتنظيم عملية هروبه من دي بويل، قائد جيش الراين وإقليم مورت وموزيل. وفي الأثناء، لم يكن هروب الملك الفرنسي مُنظماً نحو الخارج، كما سوق الثوار لذلك، وإنما باتجاه قلعة مونتميدي.
هل رسالة بين عشيقين؟
أثيرت الشائعات حول علاقة الملكة ماري أنطوانيت، بالكونت فيرسن وخيانتها لزوجها الملك، وفي كتاب للمؤرخة البريطانية إيفلين فار التي كتبت سيرة انطوانيت الذاتية كشفت عن رسائل سرية بين العشيقين المفترضين قبل اندلاع الثورة الفرنسية.
وكان الثوار الفرنسيون يعتبرون أنطوانيت خائنة لوطنها وربما زوجها، وكانت تصرفاتها المتهورة والمستهترة مصدر هذه الشائعات، إذ عرفت الملكة بالبذخ الشديد رغم أجواء التقشف العام
خطة الهروب المشفّرة
احتوت هذه الرسالة على تفاصيل ومعطيات خطة الهروب، قبل شهرين من موعد اللجوء إلى فارين (الذي كان بتاريخ 21 حزيران/يونيو سنة 1791).
كان ثلثا الرسالة مشفرين. وبالاعتماد على دراسة قام بها عالمي تشفير (وهما فاليري ناشف وجاك باتاران) تمكن ديفيد شيلي الذي وجد الرسالة بمساعدة من صديقه فيليب موتو المختص في علم الرياضيات من فهم هذه الرسالة. وفي هذا الشأن، قام شيلي وموتو بفك رموز رسالة الحب بين فيرسن وماري أنطوانيت للتوصل إلى ما تُخفيه من أسرار!
قبل شهرين من الفرار إلى فارين، تم ذكر تفاصيل خطة الهروب في صُلب هذه الرسالة. ومن بين المعطيات الواردة، تاريخ تنفيذها المبدئي (“الأسبوعين الأخيرين من شهر أيار/مايو على أقصى تقدير”)، والمفاوضات الدبلوماسية مع إمبراطور النمسا والمسائل المادية.
فيما يحيل الجزء غير المشفر من هذه الرسالة إلى أن هذه الرسائل كانت تمر عبر البريد، حسب الصحيفة الفرنسية.
وبعد أن اختفت من أرشيف دي فيرسن، الذي تم إتلاف جزء كبير منه، تم بيع هذه الرسالة الاستثنائية في 17 من الشهر الجاري، على موقع شركة آدر نوردمان لبيع الرسائل والمخطوطات الأصلية.
كيف عثر أخيراً على الرسالة السرية؟
في كانون الثاني/يناير سنة 2017، عثر ديفيد شيلي، وهو مدرس رياضيات سابق في مدرسة هنري الرابع وخريج المدرسة العليا للعلوم الاقتصادية والتجارية والمهتم ببيع الوثائق والمخطوطات النادرة، على هذه الرسالة في لندن. وكان محتوى هذه الوثيقة التي وُجهت إلى آكسل دي فيرسن عبارة عن اقتراح لتنظيم هروب العائلة المالكة.
من هو آخر ملوك فرنسا؟
الملك لويس السادس عشر هو آخر ملك لفرنسا ونافارا، قبل الثورة الفرنسية التي قامت في نهاية عهده وأطاحت به كملك وقبضت عليه وأعدمته.
تزوج لويس السادس عشر في عمر ١٥ عاماً من ماريا أنطوانيت وهي أصغر أبناء الملكة ماريا تيريزا إمبراطورة رومانيا المقدسة.
في عام 1793 حاول لويس السادس عشر الفرار من فرنسا برفقة زوجته ماري انطوانيت، ولكن أُلقي القبض عليهما وتم إعدامهما عبر المقصلة في باريس.
الهروب إلى فارين
كانت الرحلة الملكية إلى فارين (الفرنسية: Fuite à Varennes) في ليلة 20-21 يونيو 1791 حلقة هامة في الثورة الفرنسية حيث حاول الملك لويس السادس عشر وزوجته الملكة ماري أنطوانيت، وعائلتهما الهروب من باريس من أجل بدء ثورة مضادة على رأس القوات الموالية تحت ضباط ملكيين تتركز في Montmédy بالقرب من الحدود.
وخرجوا بالفعل من باريس ووصلوا حتى بلدة صغيرة من Varennes، حيث تم القبض عليهم بعد أن تم الاعتراف عليهم.
كان الحادث نقطة تحول بعد ذلك أصبح العداء الشعبي تجاه الملكية الفرنسية كمؤسسة، وكذلك تجاه الملك والملكة كأفراد، أكثر وضوحاً. وأثارت رحلة الملك محاولة اتهام بالخيانة التي أدت في النهاية إلى إعدامه في 1793.
يرجع فشل خطط الهروب إلى سلسلة من المغامرات والتأخير وسوء التفسير والتردد من قبل الملك الذي قام بتأجيل الموعد عدة مرات، فزادت المشاكل.
علاوة على ذلك، فقد أخطأ الملك في التعويل على الدعم الشعبي للملكية التقليدية. كان يعتقد أن المتطرفين في باريس فقط كانوا يروجون لثورة رفضها الشعب ككل. كما أعرب عن اعتقاده، عن طريق الخطأ، أنه كان محبوباً من قبل الفلاحين الريفيين وعامة الناس. لكن رحلة الملك أفقدته أيضاً مكانته ورمزيته لفرنسا وانتهت بقطع رأسه.