رسائل أجهزة الإرسال تكشف عن المواجهات بين القوات الإيرانية والناقلة البريطانية
قالت شبكة BBC البريطانية إن تسجيلاً ظهر يحتوي على الرسائل المتبادلة بين فرقاطةٍ تابعة للبحرية الملكية البريطانية وبين سفن القوات المسلحة الإيرانية، وذلك قبل دقائق من الاستيلاء على ناقلة نفط ترفع علم المملكة المتحدة في الخليج يوم الجمعة الـ19 من يوليو الجاري.
تسجيل يكشف تفاصيل المواجهة بين قوات الحرس وناقلة بريطانيا
وحسب بي بي سي فإن السفن الإيرانية تقول في التسجيل لسفينة Montrose إنَّها ترغب في تفتيش ناقلة النفط Stena Impero لأسباب أمنية.
وفي التسجيل الخاص بالرسائل المتبادلة عبر جهاز اللاسلكي، يمكن سماع السفن الإيرانية وهي تطلب من سفينة -يُعتقد بأنها Stena Impero- تغيير مسارها، قائلةً: «ستكونون في أمان حال انصياعكم للأوامر».
وتظهر Montrose وهي تُعرِّف عن نفسها في التسجيل، الذي حصلت عليه شركة الأمن البحري البريطانية Dryad Global. حيث يُمكن سماع طاقم Montrose وهو يقول لـStena Impero: «نظراً لكونكم في مجرى ملاحي يعبر بمضيقٍ دولي معترف به، فبموجب القانون الدولي يجب عدم اعتراض مروركم أو إفساده أو إعاقته أو عرقلته».
بعد ذلك، تطلب الفرقاطة من السفينة الإيرانية التأكيد على أنها لا «تنوي خرق القانون الدولي» بمحاولة الصعود إلى سطح الناقلة.
فيما قالت الشركة مالكة الناقلة أنها كانت ملتزمة بالقانون في مضيق هرمز
وقالت شركة Stena Bulk، مالكة الناقلة، إنَّها كانت ملتزمةً بالقوانين وكانت في المياه الدولية. وأضافت أنها طلبت الدخول إلى ميناء بندر عباس لزيارة أعضاء الطاقم، الذي يشمل بحارةً من الهند وروسيا ولاتفيا والفلبين، ويُزعم أنهم بصحة جيدة.
ويأتي احتجاز Stena Impero بعد أسبوعين من مساهمة البحرية الملكية في احتجاز ناقلة النفط الإيرانية Grace 1 قبالة جبل طارق، بسبب وجود أدلةٍ على نقلها النفط إلى سوريا، وهو ما يُعد خرقاً لعقوبات الاتحاد الأوروبي.
وقال وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت إنَّ Grace 1 محتجزةٌ بشكل قانوني، لكن إيران وصفت الواقعة بـ «القرصنة»، وهدَّدت باحتجاز ناقلة نفط بريطانية رداً على ذلك.
فيما حذر السفير الإيراني في لندن المملكة المتحدة من التوترات المتصاعدة. إذ قال حميد بعيدي نجاد في تغريدة له على موقع تويتر: «هذا أمرٌ خطير وغير حكيم بالمرة في هذا الوقت الحساس من عمر المنطقة، لكن إيران صارمة ومستعدة لمختلف السيناريوهات».
كان الحرس الثوري الإيراني استولى على ناقلة النفط Stena Impero في مضيق هرمز، وقالت طهران إنَّ Stena Impero كانت «تخرق قواعد الملاحة الدولية».
لكن وزير الخارجية، جيريمي هانت، قال إنها احتُجزت في المياه العُمانية في «مخالفة واضحة للقوانين الدولية»، ثم أُجبرت على الإبحار إلى إيران.
ورغم الحديث عن ضرورة الحل الدبلوماسي إلا أنه يبدو معقداً
يرى جوناثان ماركوس، مراسل BBC للشؤون الدفاعية، أنَّ «الحل الديبلوماسي لهذه الأزمة سيكون معقداً، لأسباب من ضمنها أن علاقات بريطانيا بشركائها التقليديين -الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي- تتعرض لضغوط.
ويضيف، يحتاج الضغط الدبلوماسي -مثل اتخاذ إجراءات في الأمم المتحدة، أو فرض عقوبات اقتصادية شديدة- إلى تشكيل تحالفٍ ما. على غرار الخطوة الجماعية التي اتُخذت ضد موسكو صبيحة مقتل امرأة بريطانية على يد عميل روسي في مدينة سالزبوري الإنكليزية. حينها طرد حلفاء الولايات المتحدة وبريطانيا، في حلف الناتو وأوروبا، الدبلوماسيين الروس في عرضٍ مبهر للتضامن.
في حين قال فرانك غاردنر، مُراسل BBC للشؤون الأمنية: «يمثل الاستيلاء على ناقلة -فارغة وفي طريق عودتها إلى أحد الموانئ السعودية- ترفع العلم البريطاني في المياه العُمانية، تصعيداً خطيراً ضمن قائمةٍ طويلة من الحوادث الأخيرة في الخليج. ويأتي ذلك في أعقاب العملية الغامضة التي أسفرت عن زرع المتفجرات للناقلات، وإسقاط طائرات أمريكية وإيرانية بدون طيار، والقبض الوشيك على ناقلةٍ أخرى ترفع العلم البريطاني منذ بضعة أيام. وتريد بريطانيا أن يكون ردها محسوباً، ومدعوماً من الدول الأخرى. وتحاول الحكومة أن تبعث برسالةٍ قوية لإيران، فحواها أن هذا التصرف غير مقبول بالنسبة للمملكة المتحدة».
وأضاف فرانك غاردنر، مُراسل BBC للشؤون الأمنية، لقد أصبح الوضع غير مستقرٍ بالمرة، إذ لا يؤمن الجميع بالدبلوماسية. فهناك بعض الشخصيات البارزة في واشنطن تطالب بردٍ أقوى على إيران. وهناك بعض الأشخاص البارزين في إيران، وخاصة في الحرس الثوري الإيراني والأجهزة الأمنية، ممن لديهم الاستعداد لدفع هذا الأمر إلى حد الصدام، ولكنهم لم يصلوا إلى تلك المرحلة بعد