أثار مزاد علني لعرض إمكانية النوم في زنزانة الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا الكثير من الجدل والانتقادات لاستغلال اسم شخصية رمزية للقارة الأفريقية لجمع الأموال من خلال زنزانة لا تتعدي القليل من الأمتار تحمل قدسية خاصة لزعيم جنوب أفريقيا وعرض النوم فيها مقابل ربع مليون دولار
وبحسب صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، أن زنزانة مانديلا الضيقة والمُضاءة بنور مصباحٍ واحد، موجودة على جزيرة روبن بمدينة كيب تاون، التي قضى فيها 18 عاماً كانت الأحلَك خلال نحو ثلاثين عاماً كان فيها سجيناً لدولة الفصل العنصري آنذاك.
ومؤخراً استهدفت جميعة خيرية مديري الشركات بعرض القضاء ليلة في زنزانة الزعيم الراحل نيسلسون مانديلا مقابل 250 الف دولارمما أثار غضب البعض لتدنيس ذكري أكثر الأشخاص تبجيلاً في القارة السمراء، وتسبب الغضب بتأجيل الحدث.
وقال فيكتور دلاميني، وهو مستشار تواصلٍ ومصوِّر مقيم بمدينة جوهانسبرج: «إنَّ هذا استغلالٌ لذكراه، ويُولِّد حساً يستخف بما تمثله جزيرة روبن».
وأضاف: «لن أمانِع إذا أُقيم حدث المبيت هذا في ملعبٍ لرياضة الرغبي أو الكريكت. ما أجده مثيراً للجدل هو أنَّه بين كل الأماكن التي وثَّقت معاناتنا، لا يوجد رمزٌ للحرمان والقهر الذي تعرَّضنا له أقوى من جزيرة روبن».
وأضافت الصحيفة أن االحدث تسبب في أثارت الجدل حول قضية انعدام المراعاة من جانب الشركات لتاريخ الصراع في مواجهة حُكم الأقلية بيضاء البشرة في البلاد، وكيف تتذكَّر جنوب إفريقيا أبطالها الآن في دولة ما بعد الفصل العنصري، بعد مرور 28 عاماً على إطلاق سراح مانديلا.
ولفتت الصحيفة إلي ان هذه ليست المرة الأولى التي شُوِّه فيها إرث مانديلا التاريخي، فقد حدث هذا سابقاً في نزاعاتٍ جرت بين أفراد عائلته، ومرَّةً أخرى عندما أعلن النائب العام أنَّ ملايين الراندات قد حُوِّلَت على نحوٍ غير قويم خلال جنازته المقامة عام 2013.
